31 يناير . 2 دقيقة قراءة . 891
// جمانة وهبه//
لم أشفق في حياتي على أحدٍ من الغرباء المظلومين والمساكين، كنت أكذب في كلّ الكلام الذي يدور حول موضوع إنسانيّتي.
لم أبكِ يوم استشهد البطل، بكيت قبل ذلك.. عندما مات الوطن.
لم اقرأ يوماً روايةً من بدايتها، دائماً ما أبدأ بقراءة الفصل الأخير كي لا أُخدع بشخصيّات الأبطال.. والى الآن لم يحاكمني أيّ كاتب.
لم أرتدِ الفستان الأبيض الطويل يوم عرسي، لم تشأ الحرب ذلك.. وقد استمتعت بهذا الأمر.
لم أقصد أن أخون لوحتي المفضّلة.. هي اللوحة الأخرى قد فرضت نفسها وألوانها على مساحة الجدار بقوّة.
لم أحبّ يوماً أداة الجزم «لم» لأنّها تقلب زمن المضارع إلى الماضي.. لكنّي لم أستطع تجنّبها.
لم. لم. لم... حسناً.. ماذا لو استعملت سين المستقبل:
سأنام لوقتٍ طويل احتفالاً بالحياة داخل حلم
سأعود لأربطني بذلك الذيل الغريب.. فأنا خطأ منوي
سأعيد ترتيبي حتى لو قالوا: كيف؟ لقد ماتت أمّك..
سألمس يوماً كامل عمودي الفقري.. سأقف ورائي..
سأفقأ عينيْ الدبّ الأبله في غرفتها عندما أعود من دون أن يلحظ أحد، أريحه من التحديق المملّ في الفراغ.