08 يوليو . 2 دقيقة قراءة . 627
ليلة هادئة في الخارج و المنزل و في داخلي ايضا . للمرة الاولى منذ فترة طويلة يستقر الهدوء و ياخذ مكان له في بواطننا , كانما الهدو ايضا مل الضجيج و الشغب و الانتظار , الهدوء ياخذ استراحته ليلة العيد من صخب الحياة , و هذا حق له , فالهدوء غير مسؤول عن متاعب الانسان , لكننا نتسائل ان كان ذنبنا ان يرافقنا الهدوء طيلة الايام و اعيادها , في حين ان من المفترض ان لا يكون للهدوء مكان عندنا خاصة ونحن الذين نعشق الشغف و التفاعل و الاحداث , هدوء يدفعنا اكثر نحو الكتابة و اكثر نحو الدخان و اكثر نحو الارهاق , هدوء ليس كهدوء العوام يمنحهم النوم , هدوئنا يسلب من اعيننا النوم و الراحة و السكون , هدوء يمنع عنا فرحة العيد و تفاعلاته و شغفه , لا ضرر من ذلك كله وان حرمنا من لذة الصحبة و العشرة و العائلة , فللهدوء قيمته الخاصة التي تقتل شغفنا و تنشف دمعنا , فعندما يستحوذ عليك الهدوء يقتل كل تفاعلاتك الشاعرية و الحسية ومن فضله كسبنا اللاهتمام و القوة و التبلد لكن ايضا من لا فضله خسرنا من نحب و الرفقة و الحياة التي تحيي الانسان , يظن الناس ان المستغني عن الاخرين غني فعلا ولا يهتم و هذه حقيقة ظاهرية لكن لها جوانبها الاخرى , مثلا تجلس تكتب لساعات و انت مرهق لكنك مجبر على الكتابة لانك تشعر بذلك الفراغ و ذلك اللاشعور , لا يتقرب منا اليأس ولا تتقرب السعادة ولا نشعر بالامل ,, كل ما يوجد لا شيء,, يجعلنا ننفر من وضعنا الى وضعنا , فكيف تهرب وانت لا ملجئ لك غير تلك الاغاني و كتاباتك , هناك من يفر من ثغره و يخرج الى الخارج لكن نحن لا نملك الخارج نندمج فيه ولا يسعنا الداخل نعتكف فيه فماذا نحن فاعلون غير ان نكتب ثم نكتب ثم نكتب الا ان ياكل القلم نفسه و ينفد الحبر و تنكسر الكلمات , لا اقول تنتهي لان كلماتي لا تنتهي اقول تنكسر , من شدة حقيقتها , فتصبح غير قادرة على الانتشار على اطراف الورق ,, فماذا هي النتيجة غير ان تتخلى الكلمات ايضا عن حريتها و نفسها و حقيقتها لانها جبانه عكس باطنها الشجاع , من لي ان يواسي ضجري غير كلماتي و ان توقفت توقف كل وجداني