04 فبراير . 4 دقائق قراءة . 640
"إنها الطبيعة ذاتها التقطت في واقعها"
"أدين بكل شيء إلى ميلييس"
بين هاتين الجملتين زمن..تبني وتصنيف للسينما.. ثمة دائما من اعتبر ان السينما هي فن الافلام التسجيلية والوثائقية رافضين مسرحة التصوير والافلام و لعل فيرتوف هو ابرز من تبنى هذه النظرية ومن جهة اخرى هناك من رأى ان الخيال السرد هو جوهر السينما ويعد ايزنشتاين من مؤيدي هذه النظرية التي ادت الى خلاف بينه وبين فيرتوف أستاذه.. لذا ثمة من نادى دائما بواقعية السينما وبخياليتها.. المهم أن هذا الخلاف والاختلاف لم يبدأ معهما فبالعودة الى الوراء اكثر.. هذا الخلاف كان حاضرا من بداية ونشأة السينما..
الحياة في واقعيتها.. الجملة التي رددت زمن أفلام اللومييريين.. المعروف او المنتشر اكثر ان الاخوين لوميير هما عرابي السينما ومن جهة اخرى ثمة رأي مختلف ينسب الفضل لأديسون أميركا على هذا الاختراع.. اديسون الذي يحيط باسمه الكثير من علامات الاستفهام حول عبقرية اختراعاته او عبقرية سرقاته..
بين الجهتين ثمة اسم اخر لويس لو برنس المخترع المصور والمخرج الفرنسي.. صاحب اول فيلم في تاريخ هذا الفن والذي سبق الاخوين لوميير واديسون بسنوات بتصوير الفيلم متمكنا من التقاط الصور المتحركة وايجاد النظام الذي يسمح بعرضها.. لكن لويس اختفى بطريقة غريبة.. وهكذا اخرج من تاريخ رواد او مخترعي السينما..
بالعودة للمتعارف عليه يبقى الاخوين لوميير صاحبا الحظ الاوفر..
على رغم هذا الفضل المنسوب إليهما وارجاع السينما التوثيقية والتسجيلية الى نوعية افلامهما والتي كانت عبارة عن مشاهد لا تتجاوز الدقيقة لحدث يقع امام الكاميرا الثابتة في مكانها.. الا أن الاخوين لم يحاولا تطوير افلامهما بإستثناء محاولات بسيطة لادخال الصوت او استخدام حيل سينمائية.. الا ان نوعية الافلام وطريقة انتاجها بقيت كما هي.. ربما يعود السبب لاقتناعهم ان جوهر هذا الفن هو الواقعية وربما لكونهما اكثر تجارية فقد كانوا مقتنعين ان عمر السينما لن يكون طويلا وما من مستقبل لهذا الاكتشاف لا بواقعيته ولا بخياليته.. استمرارية افلام اللومييرين بنفس الوتيرة والنوعية أدى الى ملل المشاهدين من هذه الافلام بعد فترة قصيرة لم تتجاوز السنة والنصف.. وقد توقفا عن تصوير الافلام في ١٩٠٥ وتوفيا ب ١٩٤٨ و ١٩٥٢ فلا بد أنهما شهدا على مصير السينما وعلى خروج اهم المدارس والحركات والمخرجيين السينمائيين في العالم..
بعد المطب الذي وصلت إليه السينما والملل الذي وصل الى المتفرجين كان لا بد من لمسة سحرية تعيد الانبهار اليهم..
في العرض الأول الذي قدموه الاخوة لوميير لمجموعة من الأفلام القصيرة كان بين الحضور المسرحي والرسام جورج ميلييس.. الساحر الذي أنقذ السينما والذي افتتن بهذا الاكتشاف والذي قال عنه غريفيث أدين بكل شيء إلى ميلييس.. المونتاج الخيال العلمي.. اعادة تمثيل احداث واقعية.. التهكم السخرية.. جورج ميلييس الرجل الذي اشار الى كل ابواب السينما ومهد الطريق لالغاء فكرة ان الافلام والسينما للتوثيق فقط..
بداية افلامه كانت عبارة عن تقليد واعادة لأفلام لوميير واديسون.. ولم يكن بحاجة ساحر كميلييس الا لفتة من الحظ ليكتشف ما بإمكانه ان يفعل والامكانيات المتاحة أمامه.. بداية المونتاج كانت مع افلام ميلييس الفرق بين مونتاج ميلييس او غريفيث او ايزنشتاين ان المونتاج عند ميلييس لم يكن وسيلة دعائية او تحريض ذهني كان غاية بحد ذاته للمفاجأة.. كان اكثر طرافة وميلا للألعاب السحرية.. فكان وسيلة اتاحت للساحر نقل الاعيبه واعماله السحرية الى الشاشة
فما لم يكن متاح التحقيق على خشبة المسرح تمكن من تحقيقه ميلييس خلف الكاميرا.. أدخل مفهوم الاخراج ومسرح السينما واستخدم كل امكانيات المسرح لاخراج افلامه.. خرج في ١٩٠٢ بأهم أفلامه واول افلام الخيال العلمي a trip to the moon
ويعد ميلييس اول من قام بتصوير المجسمات المصغرة..
انقذ ميلييس السينما من الركود والنفور ونقلها للمرحلة الثانية ولعل طبيعة افلامه وحالة التكرار وعدم تمكن ميلييس من الابتعاد عن المسرحي بداخله كل هذه النقاط كان ما ميزه وفي الوقت نفسه ادت الى انتهاء عصر ورواج افلامه.. العبقري الذي اسس وقدم كل عناصر السينما.. سيناريو تمثيل الديكور الازياء الاخراج المؤثرات البصرية.. وإن لم يكن على دراية تامة بأهمية ما قدم لهذا الفن..
22 نوفمبر . 10 دقائق قراءة