07 سبتمبر . 2 دقيقة قراءة . 532
في عقلي وهم
الجزء الثاني
كتبت هديل...
مساء يومٍ قارص البرودة من شهر ديسمبر/كانون، وكان قد مضى أسبوع على وفاة شقيقتي الصغرى هاجر سلمني زوجها اللابتوب الخاص بها ومعه مظروف كتبتْ عليه "إلى شقيقي... ".
داخل المظروف ورقة بيضاء... "وحدكَ مَن يُسمح له بفتح اللابتوب... الباسوورد هي...".
كان زوجها مذهولاً، وكأنه منوَّم مغناطيسياً. أحزنه أن يرى خط يدها للمرة الأولى (هو فعلياً ليس خط يدها، فأنا أعرف خطها جيداً)، وكأنها لم تكن زوجته هو!
قال مستاءً: ما معنى ذلك؟... ما معنى أن...!؟
أخفيتُ قلقي من الموضوع وأجبت بهدوء: أنتَ تعرف إنها كانت تطلب مساعدتي في كل ما له علاقة باللابتوب ومشاكلها في استخدامه...
فقال: على العموم ها قد أحضرتُ لكَ اللابتوب كما أرادت هي... و...
توقفت هديل هنا عن الكتابة.
فسألتُ الشاب: حسناً يا بني، مَن أنتَ زوج هاجر أم شقيقها؟
فأجاب: أنا زوجها... وكنتُ أريد أن أعرف ماذا عليَّ أن أفعل؟... لماذا لم تكن زوجتي تثق بي!؟
حككتُ رأسي وقلت: حسناً أنتَ وحدكَ مَن يعرف لماذا؟ ألم تكونا على وفاق؟
أجاب الشاب: لم تكن هديل قد وضعت بعدُ شكلاً لعلاقتنا!
فقلت: حسناً... فلنحاول معاً...
حسب معرفتي بزوجتي، فهديل لا يمكن أن تكتب شيئاً لا قيمة سردية له... مثلاً... زوجتك وثقت بشقيقها فقط وأعطته باسوورد اللابتوب... هذا معناه أنها لم تكن تثق بك!... أو أنها كانت تخفي عنكَ أمراً.
أجاب بسرعة: لكن زوجتي كانت تثق بي جداً، فأنا كنتُ أستاذها في الجامعة.
قاطعنا رامي وقال: لحظة... أمي هنا كتبت على هامش قصتكَ انكَ ستزور طبيباً بعد شهر!.
أجاب الشاب: لم أكن مريضاً.
فقلتُ: دعنا نجرب يا بني... استعد للخروج من المتاهة.
استعد الشاب... فتابعت: زرتَ طبيباً لأنكما لم تنجبا بعد...
ازداد توغل الشاب في المتاهة، وقال مستاءً: لا... ليس هذا!.
قال رامي: زرتَ طبيباً كي تطمئنَ على صحة والديك...
لم يتحرك الشاب... فحرَّك رأسه مستاءً.
فجأة خطرت لي الفكرة فقلت: هديل كانت تقرأ كثيراً في علم النفس، فلعلكَ كنتَ تحتاج لطبيبٍ نفسي...
تحرك الشاب مِن مكانه، وكأن يداً نقلته إلى الجهة الأخرى من المتاهة، جهة أقل تعقيداً.
صفق بفرح وقال: هيا... هيا يا سيد حاول بعد، لعلنا اقتربنا.
لكننا لم نعرف النهاية إلا بعد يومين... فجأةً عرفتُ السر!
لم تكن زوجة الشاب متوفاة!
وجدتُ في زاوية معتمة مِن المتاهة امرأة شابة وقد تلقتْ ضربة على رأسها!
عندما سألتها عن هويتها قالت: أنا هاجر زوجة خالد... المعتوه ضربني على رأسي... وها أنا...
نظرت إلى يديها وتابعت: لقد جمد الدم في شعري.
سألتها مجدداً: ابنتي أخبريني ما الذي حصل؟
نظرت إليَّ بتساؤلٍ وقالت: مَن أنت؟ وأين هديل؟ لماذا تركتني وأنا في هذا الوضع!؟
ضربتُ على رأسي وقلت: وهل أنتِ أيضاً تحتاجين لنهاية كي تخرجي من المتاهة!؟
يُتبع…
17 سبتمبر . 1 دقيقة قراءة