07 فبراير . 3 دقائق قراءة . 808
قصتي هي قصة عادية ولكنّها شائعة، كلّ يمرّ بها
بإيقاعه الخاص... تبدأ بطموح وأحلام، وتنتهي باستكشاف ذاتي وتعطّش للمعرفة وطبعاً،
مليئة بالفشل.
في كل حقبة من حياتي، كنت أفشل، فأتعلم وفجأة
تقوّم لي الحياة مساري، إلى طريق جديدة حيث أستكشف ذاتي أكثر، وأكتشف ألّا حدود
لمقدرة تحملي للألم...
نعم، في مرحلةٍ من هذه المراحل، أصبح الألم
صديقي اللدود، وجهلي بكيفية التعاطي مع هذا الألم وحلّه نقمتي اليومية.
أصبحت أشكّك بمبادئ كانت لي مجهولة ومنبوذة
وتحولت فجأةً لتشبه مشكلة الشرق الأوسط، فأنتظر حلّها حتّى أنام مطمئنّة.
لم أعد قادرةً على سماع أغانيّ المفضلة، ولا
الذَّهاب إلى الأماكن التي أحبها، فأصبح كل مكانٍ وكل إنسانٍ يشكّل تهديد لهدوئي
المؤقت. أصبح هدوئي قنبلة موقوتة، منتظرة حركة غير متوقعة لينفجر بركان مشاعر لا
تفهم نفسها، لا تُفسّر، ولا حتى مصدرها معروف.
وبقيت قدرة التحمل تتوسع، فالإنسان لا يعرف
مقدرته إلا في أشد وأصعب اللحظات.
ما دفعني إلى تغيير مسار التدمير الذاتي كان
رغبتي بتخفيف وطأة الألم الذي يعتريني وعيش حياة أفضل.
فبدأت العمل على أفكاري، وفي الوقت عينه لجأت
إلى ممارسة الرياضة حتّى وصلت إلى تحدّي نفسي، والمشاركة في مسابقة رياضية لفرقٍ
مؤلفة من ثلاثة أشخاص توزّعوا على السباحة والركض وركوب الدراجات الهوائيّة
لمسافةٍ محدّدة مسبقًا.
كان دوري هو ركوب الدراجة لعشرين كيلومترا،
علماً أنّي لم أتمرن يومًا لمسابقة مماثلة. كنت هاوية أحبّت التجربة... وبعد قطع
مسافة صغيرة من السباق، وصلت إلى مكان، لم يعد باستطاعتي المتابعة؛ وفي تلك
اللحظة، خُلقت كارلا بنسختها الثانية - كارلا ٢.٠... انبثقت في داخلي قوّة مجهولة
المصدر، حيث بدأت تحفيز نفسي بصوت عالٍ "يمكنك فعلها، هيا، يمكنك فعلها".
لمفاجأتي، كان كل من يمرّ بقربي ويسمعني، يصفّق
لي ويناديني ويقول "هيا يمكنك فعلها" وهذا ساعدني جداً... وبهذه الروح
نفسها أكملت عشرين كيلومتر بصوتٍ داخلي وخارجي لم يسكت للحظة واحدة ولم أقف ثانية
واحدة عن المضي قدمًا على الدراجة.
من هنا بدأت أطوّر برنامجي الخاص بفهم وحل
أموري الخاصة، بالحوار مع نفسي أولاً، وأهم نقطة، عالمة دائماً أن كل شيء سوف يكون
بخير. فقوتنا الداخلية يمكنها تحمل الألم، سلبيًّا كان أم إيجابيًّا...
الحياة ألم، في أوقاتٍ يكون كبير، وفي أوقاتٍ
أخرى يكون صغير، ولكن في الحالتين، لديك مقدرة أكبر على احتوائه. فأنت أقوى مما
تتصور.
الإنسان كل لحظة تمرّ، لا يمكن استرجاعها؛
ويكوّن معرفة جديدة، تطوّر برنامجه الداخلي، مثلما نطوّر برنامج كمبيوتر. فأنت في
كل لحظةٍ جديدة، نسخة جديدة ومحدّثة من نفسك. فأنت تختار ما تبقى معك ممّا تتعلمه
وما تتركه ورائك في نفسك المستجدة...