22 ديسمبر . 2 دقيقة قراءة . 45
من أين تبدأ الحكاية؟
أمن شقوق الصخر
حين تنهض زهرة خجولة؟
أم من رعشة الضوء الأولى
حين يفك الليل أسر النجوم؟
أمن صرخة الوليد الأولى
أم من صمت القبور؟
أمن نزيف الغيم على صدر التراب
حين ينهض العشب كطفلٍ
يخطو للمرة الأولى؟
أم من وشوشة الريح
لأجنحة الطيور المهاجرة؟
هل هي همسةٌ سرّية
تختبئ في أعماق الصمت؟
أم أنها صرخة الكون
حين يلفظنا إلى الوجود؟
وهل الحكاية
صوتٌ يقطر من شفاه الزمن،
أم صمتٌ يتلوه الفراغ؟
ما الحب؟
أهو وشمٌ يحترق في الذاكرة؟
أم موجةٌ تلهو على شطآن القلوب
ثم تنكسر؟
وهل يقطف الحب
وردةً دون أشواكها؟
أم أنه برقٌ
يوقد ليلًا
ثم يخفت قبل أن ندركه؟
أهو قبس من نور
أم وهم نار نحلم به
فنصحو على برد الرماد؟
أهو طائرٌ
يحط على شجرة القلب
ثم يطير قبل أن نلمس جناحيه؟
أم هو زهرةٌ
تنبت على حافة الجرح
لتخفي نزف الحنين؟
هل الحب فجرٌ
يتلوه نهارٌ طويل،
أم غروبٌ
تتوارى خلفه أمنياتنا الهاربة؟
أي طريقٍ يسلكنا؟
حين نضيع في متاهة الأسئلة،
وحين نبني من الأحلام مدائن،
ثم تسقط كأوراق الخريف؟
أي وطنٍ نحمله
حين تصير الأرض منفى،
حين يتشظى الحلم؟
وحين ينهار الجدار
أي وطن يبقى
إن كان الوطن
في القلب فقط؟
وحين يكون الوطن
حقيبة سفر؟
لماذا نطارد الأمل
كمن يطارد فراشةً في مهب الريح؟
كمن يبحث عن ظلٍّ
في يومٍ غائم؟
وهل الأمل حيلة؟
أم نافذة
نطل منها على غدٍ
لا يجيء؟
هل الأمل
قوس ضوء
ينكسر تحت ثقل المطر؟
أم هو خيطٌ رفيع
نحاول أن نحيك منه
ثوب الحياة؟
كيف نعرف اليأس؟
هل هو غياب الموسيقى
من أغنية المساء؟
أم هو انطفاء الشمعة
قبل أن يذوب آخر فتيلها؟
هل هو انطفاء نجمة
في عتمة الليل
أم هو صمت البحر
حين نصرخ دون ان يرد الصدى؟
هل هو بحرٌ
لا يعود الموج فيه إلى الشطآن،
أم صحراءٌ
تبتلع الأقدام دون أثر؟
كيف نُعرِّف اليأس؟
هل هو عتمةٌ
تحت جلد الأشياء،
أم هو رائحة الرماد
بعد أن يخبو وهج الأمنيات؟
هل هو جناح فراشة
كسره الريح
فلا يرفرف مجددًا؟
أم أنه بحرٌ
يبتلعنا بلا قرار؟
أيكون لهذا الوجود الساخر معنى
إن لم نحفر بأظافرنا
في صخور الأسئلة؟
وأيُّ سؤالٍ
يضيء عتمة الروح
إن كان الجواب
أبعد من حدود الأفق؟
أي سؤالٍ
يضيء العتمة؟
وأيُّ معنى تحمل الحياة
إن لم نُشعل الأسئلة
كمشاعل في متاهات الدروب؟
أيكون السؤال
مرآةً تشظت
فلم تعد تعكس وجوهنا؟
أم هو أغنيةٌ ناقصة
تنتظر أن نكملها؟
هل ينطفئ السؤال
حين يضيء الجواب ؟
أم أن الإجابة
مجرد ظلالٍ
ترقص حول نارٍ
لا تخبو أبدًا؟
تتناقلها الريح
مثل حكاية لا تنتهي ..
منذر ابو حلتم