23 فبراير . 2 دقيقة قراءة . 1132
استُوحِيت القصيدة
من لوحة عفيفة لعيبي "دمار العراق".
يسمعُ أنين الغابرينْ
ينتحبُ أمام جموع العابرينْ
ويقرأ سطور الظلم على صُحُف الزّحيرْ
كيف استُبيحت عواصم الخِصب هذهْ
وهاجر المطر منها وانفجر السّعيرْ؟
تلك المدنُ الصّريعة
شهوةُ التاريخِ وبستانُ الشريعة
نكهةُ الأسفارِ على طرق الحريرْ
يبكي على البصرةِ وأكّادْ
يسأل عارِفي بابلَ ذاتِ العِمادْ
مَن مزج لنا السمَّ في هذا القدح المريرْ؟
ولماذا يشتعل القرمزُ في الهواء
أحِنّةٌ لبغداد تضمّخ كاحليها
أوردٌ يعطّر باطن ساعديها
أم هو لون الغَدر على العُنقِ الكسيرْ؟
أم انفجرت شرايينُ دجلةَ وتخلخلَ الضوءُ
ونزّت قروح الشكوى في النخل الضريرْ؟
يسأل الكواكب الطوّافة علّها تنطقْ
بحقّ الأفلاكِ وأوابدِ المنطقْ
كيف يدوس الأكاسرةُ بدبّاباتهِم
مزارعَ النارنجِ ومجتمعات الأثيرْ؟
يفتش في أهراءِ أورَ عن سيف إبراهيمَ
أو عن سندباد يأتي بترياقٍ للضميرْ
يسقيه لأممِ العالمينَ وأمراءِ الظلمةِ
فيستيقظ نائمهم وينفكّ الأسيرْ
***
يغفو ويحلم...
أنّ الراية السوداء صارت شراعاً
ومِعْوَل الهدم قد صار يراعاً
وأنّ الموتَ ماتَ وابتُلِع المُغيرْ
وأنّ الرّماح انكسرت
وجدائل السلام انضفرت
وهوى عميان القلب وارتفع البصيرْ
دليله في المنام جدولٌ من دمعِهِ
صوت اندفاقهِ كنبوءات المصيرْ
تقول إنّ الحرب أحجيةٌ للفاهمينَ
وقفةُ يومٍ أو تزيدُ قليلا
التفاتةُ لحظةٍ ثم لا ينقطع المسير
إلى حيث يُدفن آخر الأباطرة وجندهم
ويُزهِر السَّعدُ ولا يُستَلَب الفقيرْ
آب 2020
22 أكتوبر . 7 دقائق قراءة