أسئلة الوجود تجيب عنها الورود(هدف الإنسان على الأرض)

Maher

28 فبراير  .   3 دقائق قراءة  .    933

أسئلة الوجود تجيب عنها الورود ( هدف الإنسان على الأرض)

بين متأمل عابر ووردة جميلة دار حوار صامت :


لماذا الإنسان على الأرض؟

 

ما هدفه؟

 

العمل؟
ليس العمل لأن العمل طبيعته

 

التعلم؟ 
ليس التعلم لأن التعلم فكره

 

اللذة؟ 
ليست اللذة ولا الألم الناتج عن غيابها 
لأنهما  تفاعل وانفعال حواسه

 

ماذا هو الهدف إذا؟

 

وفي غمرة التأمل التي سبقت الزمن، نطقت كلمة نفسها: 


العطاء


فأكملت الوردة:
نعم، لكن عطاء ماذا، ومن أين يعطي ذلك الإنسان؟ ولمن؟ ولم؟

ليس عطاء المادة، لأن المادة محصول فكره
إذا عطاء الفكر واجب.


الهدف عطاء المحبة 
ولولا عطاء المحبة لما عرف الإنسان شيئا، ولما كانت لديه معرفة!


لكن كيف يعطي الإنسان ما لا يملكه؟ 
هذا هو السر 
أن تعطي  بسعة صدر مما تملكه أولا، مع أنك لا تملك شيئا!
ثم أن تعطي مما يتملكك ولا تملكه لأنك أصبحت قناة له...


عطاء الإنسان إنسانه للإنسان هو الهدف 
عطاء الروح...

 

لابد أن هكذا عطاء أسمى من الفكر 
أسمى من محاولات تفكيرك على العطاء!
انظر إلى فكرك يتحرّى الأخذ وفي نفس الوقت يهمس جزء كامن فيه بالعطاء، جزء بكر لم يمسسه بعد.
انظر إلى الطبيعة تروي ذلك كل لحظة...

لا شك حينها أن ذلك الإنسان لن يعود كما هو!

يفنى؟ 
لا، بل يودع نفسه خلاصة عطاء في روح كل أحد، في كل زمان ومكان...
فيغدو في كل ذلك، وفي ماهو أسمى من ذلك 
في المجهول الذي لا نعرفه، والذي استحالة على الفكر أن يعرفه!

  

يلد الإنسان ليعطي نفسه، يكبر ليعطي من نفسه، يحب فيعطي من إنسانه، يكبر في الحب فيعطي من محبته، يصل إلى الحكمة فيعطي من روحه، تكتمل روحه فيعطي ربه، فيعطي نفسه!

 

ما زلنا صغارا في العطاء
يلد الإنسان مرارا في عمر الأرض لينمو في العطاء، ليحبو على أرضه، ليزرعه ويقدمه...

 

عندما تعطي كل سمعك، كل بصرك، كل قلبك، كل عقلك لما بين يديك في الآن 
فتشاهد بكليتك، فتصغي بكليتك، فتعمل بكليتك عندها أنت تعطي الحياة الحياة! 


لكننا في الغالب لانفعل ذلك، وإلا لخجل الزمن من عدم سبب لوجوده، ولأفنى الوقت نفسه إلى كوكب آخر!

  

العطاء كلية، العطاء جمال، العطاء أبدية، في العطاء حب ومحبة، العطاء فرحة نقيّة، العطاء أم، والأم رمز العطاء.
في العطاء فقط تفنى المرآة وتصبح الحقيقة فعل عطاء، نورها على الأرض رغم أنه من خارجها!


في يوم عاصف همس العطاء للإنسان
فكان همسه رغم كل الرياح العاتية واضحا جهورا لا بل دافئا، مشحونا بالعزم والبسالة... فاستقر ذلك الهمس في قلب عقل ذلك الإنسان، ليفيق حينها معبّرا عن فحوى تلك الرسالة...

   

همس العطاء:
ولتسمعن ألحانًا ما سمعتها قبلا 
فيغدو العقل شاعرًا والقلب أديبًا رهيف
ستراقص هالتك 
وتتلقى رسالتك 
وستنبت كوردة في سبع 
سبع سنين...
وتلمس الأرض بعد أن ظننت أنك قد لامستها!

  
  3
  6
 0
مواضيع مشابهة

06 مارس  .  1 دقيقة قراءة

  1
  4
 0

25 يناير  .  1 دقيقة قراءة

  2
  4
 0

23 فبراير  .  2 دقيقة قراءة

  2
  5
 1

03 ديسمبر  .  2 دقيقة قراءة

  1
  1
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال