03 مارس . 4 دقائق قراءة . 407
لقد ضرب الزوال مرة أخرى
الكسر .. الفراق .. الغياب .. الفناء ..!!
في هذه المياه المربكة المتقلبة
والصامتة الحائرة أغرقني بحري
الهائج .. أيقظني الليل المشمس ..
أرقني النهار المظلم وسط السواد
الذي يكسوني يغمرني " أنا " الطفل
اليتيم .. بيولوجيا أنتمي إلى الأرض
لكن روحيا نفسيا فكريا " أنا " صحراء
عارية .. أنا ذرة تائهة هائمة في
محيطات الرمال .. كم أريد أن
أقول أنني عادي روتيني معزوفة
موسيقية تتردد وفقا للسمفونية
الكونية .. لكني لا أجد نفسي لدرجة
أنني أتمشى فقط كي لا أغرق أكثر
حيث تنفضح تنكشف كواليس
المسرحية المعاشة .. ومع ذلك أحاول
التأقلم أو بالأحرى غض البصر انزوي
عن ما أرى .. إنه الخوف من المواجهة
والوحدة المؤلمة .. أن تكون مع
الخليقة وترى عوالم وتعيش في أبعاد
أخرى أعظم مهيبة مخيفة ..!! أعيش
الغربة في وطني مع عائلتي وجيراني
الآن علمت حقا أن الحياة إلى زوال
مفهوم نظري ترسخ فينا منذ الصغر
ثم تلاشى تبخر تطبيقيا رويدا رويدا ..
ويبقى وحي التساؤلات لا يفارقك
إنهم طاقم طبي قاموا بعملية جراحية
للأعضاء اللاشعورية بدون تخدير
كامل وتركوك وجها لوجه مع ذاتك
مع جروحاتك .. معاناتك .. عواطفك
وذاكرتك .. ووحدتك ..!! لكن
المملكة المخملية وهبت لك العلاج
مكونات الدواء في كتاب سحري
مطلسمة صفحاته مشفرة كلماته رموزه
لكن كيف لي بتفسير ومعرفة التركيبة
الصحية السليمة ..!! قبل كل شيء
ضرورة تقييم الماضي والحاضر مع نفسي ..
حيث " أنا " محور وجوهر الموضوع إذن
كم تساوي حياتي " أنا " ..؟؟ بكم تقدر
قيمتها ..؟؟ كم يبلغ ثمن حياتي ..؟؟
إنها معادلة صعبة معقدة .. أم مغيبة
عن الطرح ..؟؟ ربما أساوي مقدار ما
معي من رصيد في البنك .. ذهب
وفضة .. وممتلكات أو مناصب
وجاه ونفوذ .. أم ثروتي هي العظمة
القوة .. الغزارة الإنسانية الروحية
العاطفية التي تتدفق مني على
أوراق الوجود اللامتناهي
وتتجلى على مرايا الخليقة
والأكوان ..!! أم أرباح استثمارية
ناجحة أو العكس ..!! وهل جمعت
ما فيه كفاية لشراء تذكرة الدخول
للمملكة الأبدية .. أم صندوق التوفير
فارغ ولم أدخر شيئا للمرحلة الإنتقالية
حيث حجز البنك على البيت
وباقي الممتلكات فأغرقتك الديون
والشيكات على بياض ..!!
حتى صرت تبيت في الشوارع
هائما ضائعا مشردا مكتئبا ..!!
لحظة .. وقفة .. صراحة ..!!
أقول مع نفسي بداية المشوار
هو ميلاد على الأرض والنهاية
النوم تحت الأرض .. إذا أنا نتيجة
ما سيترتب عليه بين قوسين
بين سطرين عمودي وسطحي
اتجاهين الخير والشر ..!!
مصيرين السعادة والشقاء ..!!
خيطان يجمعهما الحياة والموت ..!!
إنها المداخلات زائد وناقص وحسابات
تطور النظريات والأفكار والمبادئ ..
أما الثوابت استحالة أن تبقى على
ما كنت عليه كل شيء فيك وحولك
يتغير سنك .. صحتك .. إيمانك
إذن كم كانت حصتي من هذه الحياة
أولها .. وسطها .. نهايتها .. أم الصفر
كمن دخل من باب وخرج منه
في لمح البصر دون أن يرى أسرار
جماليات الحياة الجوهرية ..!!
نعم إن حياتي مترجمة بما قدمت
وما سطرت أناملي في كتابي الألماسي
لحياة الخلود .. خاتمة المطاف
الجنة أو النار أو العدم ..!!؟؟❣❣
بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
03/03/21