02 مايو . 2 دقيقة قراءة . 320
أخرجته رياح الجوى من فراشه
مجبرا مرغما لا عن إرادة ارتياحية
إنه حلم منسوج في حرير الليل ،
إيقاظ الوعي النائم عندما تصاحب
الأرواح النجوم في تراتيلهم ،
في هذه اللؤلؤة الثمينة التي
تغطي تجاويف الكائن الحي ،
يرقد السر المقدس المكنون ..!!
اكتشفت في هذا التجوال الكوني
أصوات الكائنات تفشي
السلام بينها ، أمر عليها
بلطف خفي ، خفيف الظل ،
كي لا أزعج ساكنة عرشي ..!!
تعددت الألسنة في جسم
واحد ، تنطق كلها .. جرم صغير ..
أطيار .. و نبات .. حتى الجماد ..!!
وضع صمامات الأذن لا يجدي
نفعا .. أطأطأ رأسي خفية مهرولا ،
خوفا ، فزعا من ضجيج الكائنات ،
كي لا تطغى على مسامعي ..!!
تفضح الخلجات المخفية
في سابع أرض .. تسارعت
تسابيحها أذهلني العرض ،
أخاف الشتات ، التمزق إلى أشلاء ..!!
تلاشي ، تبعثر الخلايا في الفضاء
الفسيح ، حيث التوهان الذوبان ..!!
أدور ، أرقص ، أسبح في حلقات
حلزونية لامتناهية ..!! أستوقف
اللطف الخفي .. أستنجد بالجوهرة
الملكوتية ..!! يخفف عني عذاب
الجوى ، اكتواء الحشا .. ما عدت
أقدر ، لست أقوى .. لا طاقة لي بها ..!!
ارتديت ، اكتحلت آمال ، ابتسامات
الدنيا كلها ، أمام الخليقة ..!!
والعوالم الباطنية ، جحيم سعير ،
لظى تذيب الجبال الألماسية ،
تجعلها دكا ، خريرا ، أسيلا ،
سلسا ، زمزم تنفجر من تحتي
من تأثير الكلمة الأصلية ،
الرقيقة ، مفتاح النعيم الصمداني ..!!
ترياق الصدور السقيمة الحيرانة ،
ونقطة سقوطها تجذب النفخة
الخام ، السائرة بدوار لانهائي ..!!
طغى الماء ، صرت أطفو عليه ،
أسير ببطئ ، خطوة تلو خطوة ،
كمن يمشي على صرح ممرد
من قوارير ، خوفا من الغرق ،
بحر خضم لا قرار له ..!!
وأنا وحدي ، وحيد غريب ، عالم
مجهول الهوية ، عالق بين برزخين ،
لا أنا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..!!
انقلبت التوازنات رأسا على عقب ،
كسفينة فقدت نجمتها القطبية ،
الرؤية الضبابية ، أينما ولى وجهه ،
أبواب موصدة ، أو وهمية ، سراب
يحسبه الظمئان ماءا ، لازال يلاحق
السراب .. الرميم ..صراع عنيد شديد ..
ضد الأغيار ..!! يمنة تجره سلاسل
الجبروت لتخلصه ، لتبعثه سرمديا ..!!
وميسرة أيادي العلائق السفلية تقبضه
تجذبه ، لتهلكه ، لتغرقه .. عدميا ..!!
اشتد التيار .. في ليلة قاتمة ،
معتمة ، تخدر المركز الشعوري ،
تنويم مغناطيسي .. الهيكل
يتحرك بين اليقظة والنوم ،
عاريا ، حافيا ، وسط صقيع
الثلوج .. فوق جسر ناري ، أدق
من نسيج عنكبوت ، حاد كالسيف ،
يزحف عليه زحفا .. تعانقه تسع
وتسعون جمرة حامية ملتهبة ..!!
لسان حاله يصرخ ، يزلزل القفار ،
والسبع الطباق معارضا .. معرضا ..
حائرا .. غضبان أسفا .. عاشقا ..!!
" جردني من كل شيء " .. عيناه
شاخصة ، بارقة في القبة الزرقاء ،
يشاهد ينتظر لطفا .. لطيفا .. خفيا ..!!
يحمله ، يضمه ، يقربه ، يدنيه ، يمسح عنه
كل العناء والكرب والضر .. عسى يأخذه ،
يحتويه ذلك التجلي ، والعناية الصمدانية ،
فتقربه قاب قوسين أو أدنى ... " .. إِ .. لَّ .. ا .. هُ .. وَ "
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
02/05/21