07 مارس . 2 دقيقة قراءة . 239
مطر غزير وهزيم الرعود أخرجني
من خلال هذه النافذة أتأمل السماء
المشحونة بالغيوم السوداء التي
تقترب وتقترب تنذر بسمفونية ممطرة
لا تتوقف عن الظهور في هذا الطقس
الرمادي والمرير يتم سماع النوتات
اليائسة الأولى ذات القطرات الشفافة ،
واحدة تلو الأخرى ، ثم في عدة مرات
أغمض عيني ، تركت نفسي أذهب
وأضل في هذا المطر الدافئ ، حيث
تتدفق دموعي ببطء ، بصمت شديد
فجأة ، ألقيت نظرة خاطفة على
صورتي المستقبلية من بعيد ..
يا أيها اليأس ..!! يا نذير الشؤم
والخراب لمثل هذا يذوب قلبي من
كمد ينفجر يذوب لإدراك أنه كان مجرد
وهم ، أم نبأ يقين انكشف لي من مرآة
واقع القساوة والشتات يا لها من خيبة أمل
ترك صدى أصواتها تطرق باب العقل ..
لا تفارقني حتى أخرجتني من بيتي
حيث حملت قنديل الإيمان المنطفئ
المضطرب لاستعادة نور وضوء
المملكة الغائب وراء الحجب ..
أنا أتجول في الشوارع العتيقة
من بين المنازل المحطمة والقلاع
الشامخات فتحت نوافذ الهيكل
المريض نظرات المراقبة العميقة
تأخذني بتمعن أرى كل شيء ينفد ..
الألوان تذبل انظر حولي ، وقد فقدت
الحياة لهجتها بهجتها الوردية رؤية
المشاعر الصادقة تصرخ تتألم انظر
إلى النافورة التي تنبض بالأمل حتى
تجف .. تصبح القلوب اليتيمة تربة
قاحلة أرض فضية صماء ، صحراء
بلا واحات ، ألاحظ قلة الوهج في
العيون ، رحلت غابت تلك الومضة
الشرارة اللامعة إلى أجل غير مسمى
تنتظر شروق شمسها من جديد ..!!
انظر إلى تلك النظرات اللامبالية ،
وابحث في الفراغ عن شيء يملأ
حياتهم لدرجة أنهم توقفوا عن الحلم
لفترة طويلة ، فقد أصبحوا ضباب
وهمي تمر الأيام ، يتجول الشعراء ،
في عالم الغرائب وبلاد العجائب
الوردية حيث لا ضوضاء ولا حروب
من بين سطورهم قوافي العشق
المرغوب الممنوع واللامشروط
أو قوافي رثاء الحب المخنوق
المكسور المجروح المحتضر ..
يحاولون إسعاف وإبقاء توأم الشعلة
حية ، لا يتحدثون عما لم يعد فينا
موجودا صحة الأرواح وعافية
الأبدان حقا .. نعم ..!! نبض الأخوة
الإنسانية التي كانت حية بيننا ،
تفرقت تبخرت بل تحولت إلى
كائن آخر مخلوق أناني غريب الزمان
والمكان .. بحر من الأحزان أذاب الحجر
فلم يعد يضيء ذلك الطريق المعتم
جسر المحبة يصرخ في الشرق والغرب ..
هل من مجيب ..!! هل من أذن صاغية ..!!
أيها الناس أيها العالم أين أنتم ..؟؟
أين تذهبون يا صدق القلوب وصفائها ..؟؟
إني لأسمع أصوات الدماء التي
تناديني وقد أغرقت سفن الحرية
والكفاح والسلام ..!! وقف الطفل
في فزع غريق وأوصاله ترتجف
جثى على ركبه مناجيا في محراب
التبتل يستنجد يستغيث
يبكي آآآآآه ثم آآآآآه من لليتامى
مثلي وحيد تتمزق روحي مزقا
مزقا .. ما لي من طبيب يداويني ،
كلمات صاعقات أيقظت أشباح
كهلان و أهرام و إرم ذات العماد ..!!
حتى صعدت واخترقت الملك والملكوت
مما زلزل عروش الملأ الأعلى حيث
تشققت السماء يغمرها ضوء الرحمة
ونزلت الملائكة تكفكف دمعاته ثم
اهدته مكتوب المعرفة حيث قبلت
روح البراءة التي تسكنه هناك فقط
انجلت سحب الغفلة رؤية ما وراء
الوهم عندما رأى بعين اليقين حقيقة
هذا العالم الجامد المرعب المظلم القاتل
أكمل المسيرة للقاء الخلود مع العائلة
الجليلة الكريمة في البيت العتيق
تلبية لنداء نطق به في أذني لما
خرجت من رحم الوجود وأنا لا أعلم شيئا ...❣❣
بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
07/03/21