08 مارس . 3 دقائق قراءة . 614
ما زلنا متخلفين عن ثقافة الفرد و الفردانية التي تحمي الشخص و تكون بناءه الفعال المستقل النابع من إرادته -
مثلما تطورت النظم الاقتصادية و السياسية و العلاقات الدولية - هناك تطور يرافق كل ما ذكر وهو التطور الاجتماعي - او تطور تكوين الفرد في المجتمع .و بنائه، و بماذا يرتبط الفرد منذ صغره إلى باقي مراحل حياته-
قبل ٤ قرون كان الفرد جزءا من جماعة و انتمى سواء برضاه ام مجبر، وكان دوره من ضمن هذه الجماعات، و قليل ما هم المنشقون عن قرار ومبادئ تلك الجماعات واكثرهم كانوا أهل إبداع و مؤثرين ومصيرهم كان - النفي او - .الصعود لمركز معين في المجتمع و بناء نموذج جديد -
في زماننا هذا وبعد الثورات الفكرية و تغير نمط الحياة اصبح التفوق لمن يعمل على دعم الفرد و عزله عن من يميت إبداعه ويقيده ضمن اطارات معينة دون إعطائه الحق في ان يختار ما هو يريد و يجرب إلى أن يصل لدرجة الوعي و الاختيار المنتج لنفسه و المجتمع-
لا أقول إن على الشخص أن ينسلخ من الجماعات او المجتمع يميت الجماعات لكن هناك ما يجمع على الأبداع و ممارسة الأشياء بإرادة الاشخاص و ينتج عن هذا التجمع محفزات للفرد، و هناك العكس ما هو يستعبد الفرد و يفرض عليه كل شيء و يسجن فكره وأفعاله في الحياة في سبيل الرغبة العليا للجماعة وهذا أشبه بسجن تحت الأرض
كل حضارة ناجحة تأسست على اساس دعم الفرد الشخصي و حماية حقه الاقتصادي و الفكري و الذاتي في سبيل الإبداع و انتاج ما هو غريب و جديد وهذا الإبداع الفردي يخدم الجماعات والمجتمع إذ يولد حافز للاخرين و يسرع عجلة النمو العقلي.