علاقة الفنان سلفادور دالي مع حبيبته وزوجته غالا

01 يناير  .   4 دقائق قراءة  .    1805

تزوج دالي وغالا في عام 1934 في احتفال مدني بعد أن عاشوا معًا لعدة سنوات منذ عام 1929.وغالا اسمها الحقيقي هيلينا ديمتريفنا وهى شخصية غريبة لا تقل غرابة عن سلفادور دالي، فقد كانت إلى جانب كونها زوجة الشاعر بول إيلوار عشيقة عديد من الفنانين ورواد السريالية، رينيه شار، كريفييل، مارك ارنست واندريه برتون.

وفى مذكراته يحكى "دالى" عن ذلك اليوم الصيفى من شهر أغسطس 1929، الذى التقى فيه غالا لأول مرة يقول، كان يبلغ من العمر حينها خمس وعشرون سنة، وكان وقتها قد عاد من باريس إلى كاداكيس فى عطلة الصيف، وحضر مجموعة من أصدقاء دالي لقضاء عطلة الصيف معه ومنهم لويس بونويل والفنان رينيه ماجريت والشاعر بول إيلوار مع زوجته غالا وابنتهما سيسى.

يقول الأصدقاء إن "غالا" لم تكن جميلة بالشكل الكافي، وأن عينها تصبحان مثل عينى الفأرة عندما تغضب.

وعندما رأت "غالا" الحب فى عينيى سلفادور دالى قالت له، وكانا على شاطئ البحر، لا تخف يا صغيري.. لن نفترق أبدا.

ولدت فى أغسطس 1894 فى مدينة كازان التابعة لروسيا القيصرية، كانت تكبر دالى بعشر سنوات، وعندما كانت في الثامنة عشر من عمرها بعثها والداها إلى مصحة في سويسرا للعلاج من مرض السل.

كان الحب بالنسبة لـغالا شيء مختلف فقد تزوجت من "إيلوار" وهى فى الـ 23 من عمرها وفيما بعد عاشت مئات من قصص الحب.

وفي كلام منسوب إلى الكاتب يان جيبسن عن غالا ودالى ورفاقهم "إنهم كانوا سرياليين، كانوا يريدون أن يعيشوا بحرية، وما كانوا يعترفون بالزواج، كانوا يعيشون على هوى رغباتهم، فمثلاً غالا لم تقتصر العيش مع دالى وحده، فقد كانت علاقتها مستمرة مع زوجها إيلوار،، هذه المرأة كانت تمتلك نظرة متحررة، "

كان أثر غالا على دالى كبيرا إلى الحد الذى جعله يوقع بعضا من لوحاته باسميهما معاً كما جعلها موضوعا لبعض لوحاته وأشهرها لوحة "صعود العذراء" حين اختار سيلفادور دالى ملامح وجه غالا لتمثل وجه السيدة العذراء.

ظلت غالا ٤٧ عاماً فى حياة سلفادور دالى وهو يعتبرها "الوحى" الذي يمنحه العبقرية، كما كان رحيلها هو الفكرة الأصعب والأقسى حيث عاش بعدها حزينا ما جعل الأوجاع تتمكن من روحه الجريحة حتى أصيب بالشلل الرعاش فخذلته يداه وسقطت الريشة في العام ١٩٨٣ بعد أن رسمت بيد دالى اللوحة الأخيرة "ذيل السنونو".

كره الكثيرون في الحركة السريالية غالا ورأوها تمارس تأثيرًا لا داعي له على دالي. بدأ الثنائي في القتال أكثر فأكثر ، وتلاشى الحب والعاطفة التي جمعتهما في البداية.

في عام 1968، اشترى سلفادور دالي قلعة إلى غالا في جيرونا. لإظهار تقديرها لدالي ، قالت غالا أنه لن يأتي لزيارتها بدون إذن كتابي صريح منها. واصلت غالا أسلوب حياتها الفاسد. تقول بعض المصادر إنها أقامت حفلات العربدة الأسبوعية واستمرت في ممارسة تقديم الهدايا الفخمة لعشاقها. استمرت جاذبية غالا الجذابة حتى أواخر السبعينيات من عمرها، عندما بدأت علاقة مع مغني الروك جيف فينهولت، الذي كان يصغرها بعدة عقود. مع تقدم الرسام في السن ومرضه، ازداد غضبه تجاه زوجته الباهظة. في أحد الأيام، أثناء زيارة حفل في القلعة، ضربها دالي بشدة لدرجة أنه كسر اثنين من ضلوعها. في محاولة لتهدئة دالي، أعطت غالا كميات كبيرة من الفاليوم ومخدرات تسببت في ضرر لا رجعة فيه للفنان دالي ٠على الرغم من الكراهية المتزايدة لبعضهما البعض، استمرت علاقة غالا ودالي حتى وفاة غالا في عام 1982. بعد وفاة غالا ، أصبح دالي يائسًا، يرفض تناول الطعام. عاش دالي سبع سنوات أخرى، وتوفي في عام 1989.

هاشم حنّون

  3
  3
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال