قراءة نقدية في تجربة الفنان التشكيلي السوري المعلم الجمالي جمال شطيحي

Aboud Salman

02 أبريل  .   6 دقائق قراءة  .    1175

جمال شطيحي 
ظل الهم الإنساني في واقع تجربة الفنان التشكيلي العربي السوري المعروف في داخل أوساط الحركة الفنية التشكيلية السورية، الأستاذ المربي الفاضل في واقع حركية التربية والتعليم في مدينته محافظة دير الزور ،التي تقع شرق الأمل والألم السوري ،حيث يعيش ويحيا فاعلا متفاعلا في توجهاته الأساسية لأهداف حياته وتجربته الفنية، حيث نذر نفسه انو يكون ذلك المعلم الاصيل، القدير المخضرم، وكما فعل الشاعر السوري الوطني الكبير محمد الفراتي وابنه الفنان الاصيل أحد رواد الحركة الفنية التشكيلية السورية، الأستاذ خالد الفراتي، الذي طلب منه بعد دراسته الأكاديمية للفنون في روما  ايطاليا ،أهم قلاع الحصون التشكيلية في العالم، ان يعود ويعلم الفن في أكاديمية محترفات كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، أهم معاقل يتخرج منها الفنانين التشكيليين السوريين، والطلبة السورية، فرفض وعاش عمره وحيدا وعزيز النفس، ومؤسس في واقع حركة الفنون الجميلة بدير الزور والحسكة والرقة وحتى البوكمال، كان ذلك له الدور التاسيسي مع عمالقة كبار، معلمين فنانين مثل مكانة الأستاذ والاذاعي السوري المعلم الكبير التشكيلي اسماعيل حسني الذي قاسمهم التفكير والعمل والمنطق،والمعاناة الشديد لتأسيس واقع جمال نادر، في تأسيس اللبنات الأولى في تلك المناطق السورية النامية النائية،  وتزدهر حركة الفنون الجميلة بدير الزور، ويكون واقع حال وأحوال،  


كذلك فعل الاستاذ الكبير الاصيل جمال شطيحي عندما نذر نفسه للصفوف الدراسية حيث اسس بواكير عطاءاته الفنية، ليس رسم لوحة فنية فقط، وإنما كان المعلم الجمالي، والملهم، للعديد من مدرسين الفن والتربية الفنية بدير الزور،والموجه الرسمي الحكومي المعتمد من قبل مديرية التربية والتعليم العالي، وأصبح خالد في أذهان طلابه،ومن عاصروه وهو يقدم ويبذل في سجايا مزاياه المعطاءة، حيث يعرفه المعلمين السوريين في دير الزور، وشرق البلاد، كيف اخلص لقيم التربية والتعليم والفنون،وكان قدوة حسنة للفنانين والطلبة والتاس، لهذا احتل في تجربته الفنية ،مكانة الإنسان فيها، واعشق الوانه وهو يعالج قيمة الإنسان السوري في واقع جماليات بيئته المحيطة به، حيث عاش وشاهد وعبر عن أدق تفاصيل تلك البيئة الملهمة له ولغيره من طلابه، الدارسين للفن حيث درسهم في مركز الفنون التشكيلية وكان رئيس له بدير الزور، وهو مركز اسماعيل حسني للفنون التشكيلية حيث تخرج منه أهم فناني دير الزور، فاعلين متفاعلين في لو لم الحركة الفنية التشكيلية السورية، معطاءين يذكرون استاذهم بكل خير وتبجيلة وانحناء الطالب لاستاذه المعلم والموجه،  
وهكذا أيضا في بواكير تأسيس معهد إعداد المدرسين بدير الزور أسس الأستاذ المعلم الفنان الرائد في مجاله المبدع جمال شطيحي التكاوين الأولى لقول كلمة فن في ذلك الحيز الابداعي الكبير الذي منه ولد العديد من مدرسين الفن التشكيلي والتربية الفنية بدير الزور، ومرحى لمعاصريه وطلابه ومعارفه به، ومرحى لمجتمع سوري خال من الأنانية مع عطاء هذا الإنسان المتفاني الى حدود العطايا بلا حدود،  وحفظه الله واعطاه الصحة والعافية والتقدير ابدا، وقد سكن تاريخ الفنان التشكيلي الأستاذ وهو المدرب  التشكيلي في معاهد الفنون الجميلة بدير الزور،والتربية الفنية،ومعهد إعداد المدرسين، ومركز اسماعيل حسني للفنون التشكيلية بدير الزور،وهو المعلم الفني الجمالي الشفاف الرقيق الحساس جدا،انه الفنان السوري  جمال شطيحي،احد أبرز فناني عوالم البيئة الفراتية الشرقية في شفافية،ولقبه بين طلابه ومحبيه ،وأهل مدينته انه ملك الالوان المائية، وملك الاحساس الشفاف ،ومدرسة الرصانة اللونية العذبة، في رومنسية احساس عشق الفنان المخضرم جمال شطيحي  المربي الجمالي الفاضل ، رائد فن الإحساس في اللوحة السورية، 

 

وهومن المع مصوري  سورية بالرسم المائي، وفق اسلوبيته ومسؤوليته التقنية، حيث يعتبر الريم بالالوان المائية من أصعب أنواع الرسم ،في ذهنية مدارس تصنيف الفنون التشكيلية، واعتبر هذا الفن الصعب، ان رساميه الكبار هم أولئك التشكيليين الابطال الافذاذ، القلائل الذين يتميزون بذلك، وفي العالم عدد هؤلاء العباقرة ،أقل من أصابع اليد الواحدة، ان لم العديد منهم في الصين ودول شرق اسيا،وفي الوطن العربي، يظل العدد في نقصان شديد،  لأن التوجه إلى اللوحة السهلة وفق الرسم المستعمل بكثرة، هو الغالب ولهذا يظل في تاريخ الفنون التشكيلية السورية، يحتل مكانته الفنية القيمة، ذلك المبدع الفراتي العذب، الذي وهي نفسه لتعليم طلاب مدينته السورية، في شرق سورية،  انه الأستاذ الجمالي النبيل جمال شطيحي، أرق مبدعي فناني دير الزور، خلق وكياسة،ولطف وثقافة، عمق ومحبة للاخر، وتواضعا ودماثة، وخاصة انه الفنان الشعبي الذي يحتفل به طلابه، ويحتل مكانته الحقيقية في قلوبهم، فمن عرفه لاينساه، ومن احتك به ،لا يتوقف عن معايدته في شتى المناسبات الفنية والاجتماعية، وخاصة انه صاحب مشورة فنية نصوحة، لا تنتهي، وفدائي اللمسة الحانية، رقيق عذب وشفاف مثل عذوبة نهر الفرات الذي من معينه، يغمس فرشاته المبدعة، وفي الوان عذبة صادقة، يرسم أهم مواضيعه الفنية ،حول الطبيعة الفراتية بدير الزور،وريفها الغربي والشرقي، خاصة انه ذلك الفنان السوري المتجول بادواته الفنية، مزاجة الالوان وفرشاته وكرتون الرسم الخاص بالرسم المائي،  لهذا تراه في القرى ومع الفلاليح وبين اشجار الغرب والطرفاء والتوت، والزيزفون والنخيل، وفي محيط الجسر المعلق، ومقاهي الجراديق، وكورنيش الفرات، وبيوت الدير التاريخية، وفي اسواقها الشعبية التجارية، حيث يرسم القرويات الفراتيات السوريات القاصدات حياة المدينة واسواقها، لبيض الحليب والخاثر والبيض وغيرها، حيث تطربه جماليات الازياء والعادات السورية في دير الزور، ويرسمها في رقة محيا وجوه نساءه الريفيات، وتسحره عبق أصالة الزهور بالفرات بدير الزور، وهو المولع بالازرق الصافي، ودرجاته نحو الغروب والشروق، وتتمتمات لمسات مائية مساحاته التصويرية التكوينية في تكاوين مسطحات لوحاته الفنية، 


ساحرا في جرأة الرسم واللون، تذكي مسيرة لوحته عبر منحي ذاتي ونفسي بداخله، وموضوعي عبر شفافية الحلم الذي يصوره وفق واقعية نادرة، في مجموع نتاجاته المنتجة وفق عمله الفني ،المصور وهو الفنان الملون وفق منهجية علمية موضوعية، تتخذ من اسلوب رسم اللوحة الفنية المعاصرة، وفق أساليب اهتمامه والنموذج الانساني، والتعبير الجمالي، وفي كافة لوحاته يعتمد بناء مكوناته بعناصر لوحته على التوزيع الدقيق، والمتناسق للخط واللون،  لمحددات الكتل البشرية والعمرانية، لخلفياته البنائية، حيث تأخذ لوحاته أنموذج  الطبيعة والحياة الإنسانية وجمالياتها، ويومياتها وبوتريهاتها في جلسات تصويرية تأخذ من الفنان المصور جمال شطيحي، الكثير من الجهد والتعب،والتركيز والعطاء، وهو في كلا الحالات  يحب بناء لوحته،وفق بناء درامي جمالي، لمكونات شخوصه التصويرية، حيث هناك كم تعبيري بداخله، وداخل لوحته، كذلك انطباعات الحسية، الإدراكية، في عين الفنان الكبير الخبير، بضربات فرشاته وايقاعاته والوان الطيف، التي تأخذ حيويتها من اشراقة روحه المبدعة،  انه فنان الإثارة البصرية الممتعة،  ورسام الطبيعة الفراتية العذبة بدير الزور، وحبيب الالوان الدافئة والمشمسة، وصديق أشعة الشمس الذهبية بالفرات،بدير الزور،  ورفيق قدرة الفنان الاحترافية، التصويرية الفائقة  العشق ،وفق نماذج رسوماته التي يسجلها ماثر فنية جمالية خالدة عن تاريخ بلده الخالد،  في عمق حضارات سورية والعالم العربي والعالمي،  وهو الذي امتلك حس خلاق عندما احب في رسمه تصاوير آثار بلاده الحبيبة،والتي يحبها حبا كبيرا، ولايساوم عليها، صابرا ومتحسب وصادق وغير منحاز الا لحضارة الإنسان في الفرات ويدير الزور، وسورية، تارك التعامل التقني والفكري والجمالي، مع نماذج لوحاته في أسلوبية تفيض شفافية وحيوية ،جمالية صادقة، ضمن تفاعل إبداعي خلاق مابين الفنان وأدواته وفق مرتكزات عالم الفنان جمال شطيحي الذي أفتى عمره، في خدمة طلابه ومريديه وعشاق فنه، وحرصه وصدقه وهو الذي ترك البصمات الكبرى بابهى صورها، ومحور اهتمامه الكبير،

قراءة نقدية : عبود سلمان 
ابو الفرات / كندا.

 

 

 

  2
  4
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال