02 أبريل . 2 دقيقة قراءة . 816
تساقطت الثلوج في لندن ، يوم أمس ..
التقينا في السماء ، أنا الذي أكره الطيران
أخذت يدي التي كانت ترتعش ...
أعتقد أن جسدي متحمس للغرق ،
لقد قدمت لي لقطة من ويسكي
سأكون لا يقهر إذا شربتها ...
تلاصقنا تباعدنا تواعدنا ،
نسينا فصول السنة عشنا السعادة ..
مارسنا الحب في كل زاوية من
البيت ، والأماكن الضيقة والممنوعة ،
والخيالات الجنونية اللذيذة ..
ضحكنا ثم رقصنا التظاهر بأننا كائنين
منسجمين ، ذهبنا على الطراز الإنجليزي ،
سعداء أكثر من أي وقت مضى ..
تساقطت الثلوج على الأرض ،
بأي حال من الأحوال .. لكنه
مسجون في مرآة الذكريات ،
يعيش نفس الحلم في حلقة
مغلقة ، وضعية متكررة لنفس
الأجزاء لتلك الليلة تعاد باستمرار ..
ككل يوم يخيط الشوارع في الليل ،
سكران ينام على أرصفة الطرقات ،
مع اللقطاء البؤساء عند المزابل
يأكل ما تبقى من أكل المطاعم ،
هذا حاله منذ عودته من الصدمة ،
إنه معلق بين أشباح الماضي وأوهام
الحاضر ، يحاول أن يسافر بخياله
عبر الزمن لنسيان مساراته الخاطئة ،
وإلغاء تلك الصدفة ، محو ذلك اللقاء
المشؤوم من حياته ، لكنه للأسف
أصبح يعيش نفس الأحداث أو أسوأ
من ما كان يتوقع ، محاولات الهروب
من كوابيس العمليات القتالية السرية ،
أو القرارات والتخطيطات التي اتخذ
في الماضي .. منذ عقدين من الزمن ،
تلك الطعنة القاتلة ، خيانة المرأة
التي قلبت عالمه رأسا على عقب ..
سلبت روح الحياة من " سانتيان " ،
فصار سجين الأوهام .. لازال يتذكر
جيدا أول لقاء لهما شرارة الحب
المسموم .. لقد أمطرت السماء
للتو ، وأرصفة المدينة رطبة متلألئة ،
تعكس إنارة مصابيح الشوارع ،
كانت الرياح لا تزال تهب تهز أوراق
شجر الزيزفون ، تترك القطرات
تتساقط مع رائحة الكابتشينو ..
وصور الماضي الجميل تبتسم له ،
قبل اضطراب أحوال الطقس حيث
الغيوم الرمادية وهزيم الرعود ،
أغرقت قصة الحب ومغامرات سانتيان ،
في لوكسمبورغ كانت البداية والنهاية .. تابع
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
02/04/21