سائق أخطأ الطريق، فتسبب بمقتل أكثر من ١٢٧ مليون شخص!

01 يناير  .   3 دقائق قراءة  .    756

في حزيران ١٩١٤، تعرّض ولي عهد النمسا والمجر "الأرشيدوق فرانز فرديناند" لمحاولة اغتيال في "سراييفو" (التي كانت جزءاً من المجر)، بعد أن قامت مجموعة من الصربيين بإلقاء قنبلة على موكبه. لكن القنبلة لم تصب سيارته بل أصابت السيارة المرافقة. وفشلت محاولة الاغتيال.

قرّر فرديناند زيارة الضباط والجنود الذين أصيبوا في محاولة الاغتيال. وبينما هو عائد من المستشفى، أخطأ سائقه الطريق ودخل شارعاً آخر، حيث كان متواجداً، بالصدفة، الصربي "غافريلو برينسيب" (وهو أحد أفراد المجموعة التي حاولت اغتيال فرديناند). فقام برينسيب بإطلاق النار على فرديناند وزوجته فقتلا على الفور.

عندها أعلنت مملكة النمسا والمجر، بمساعدة حليفتها ألمانيا، الحرب على صربيا. وانضمت إلى صربيا حليفتها روسيا، بالإضافة إلى فرنسا وبريطانيا.

واندلعت الحرب العالمية الأولى بين تحالفين:

دول "المحور" وهي النمسا وألمانيا وبلغاريا والدولة العثمانية.

دول "الحلفاء" وهي صربيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا، ثم انضم إليها إيطاليا واليابان واليونان والولايات المتحدة.

استمرت هذه الحرب أربع سنوات لغاية عام ١٩١٨، وراح ضحيتها أكثر من ١٧ مليون شخص.

كما تسببت الحرب بانتشار مرض الإنفلونزا الإسبانية في معسكرات الجنود عام ١٩١٨، والذي تحول إلى وباء عالمي بعد أن نقله الجنود إلى بلدانهم. وتسبب وباء الإنفلونزا الإسبانية بموت أكثر من خمسين مليون شخص حول العالم (بعض المصادر تقول أن العدد وصل إلى ١٠٠ مليون شخص) في ٢٤ أسبوع فقط.

بعد انتهاء الحرب العالمية العالمية الأولى وخسارة دول المحور، جرى عام ١٩١٩ توقيع "معاهدة فرساي" في فرنسا، والتي حمّلت ألمانيا كامل خسائر الحرب والتي تقدّر في يومنا هذا بحوالي ٤٤٠ مليار دولار، فضلاً عن عقوبات سياسية وعسكرية تسببت بانهيار ألمانيا بالكامل.

هذه المعاهدة أشعرت الضابط الألماني النمساوي أدولف هتلر بالظلم نحو ألمانيا وولّدت لديه حقداً على دول الحلفاء وهوساً باستعادة مجد ألمانيا.

وبعد ٢٠ عاماً على انتهاء الحرب العالمية الأولى، أشعل أدولف هتلر الحرب العالمية الثانية التي دامت حوالي ٧ سنوات وراح ضحيتها أكثر من ٦٠ مليون إنسان.

هذا فضلاً عن أن الحرب العالمية الثانية كانت سبباً رئيسياً بتزعّم الولايات المتحدة للعالم، وأن الحروب التي دخلتها (من فييتنام إلى يومنا هذا)، تسببت بقتل ملايين الأشخاص. كما كانت الحربين العالميتين سبباً بنشوء الكيان الصهيوني في فلسطين عام ١٩٤٨ (خاصة بعد مزاعم الهولوكوست) وما تبعه من حروب وجرائم راح ضحيتها مئات الآلاف من الأشخاص.

ويبقى السؤال: ماذا لو لم يخطئ سائق فرديناند في الطريق؟ هل كانت حصلت كل هذه الحروب وذهب هذا العدد من الضحايا؟ لا أدري.

#ولي_عهد_النمسا_والمجر  #الأرشيدوق_فرانز_فرديناند #سراييفو  #غافريلو_برينسيب  # الحرب_العالمية_الأولى  #الإنفلونزا_الإسبانية  #معاهدة_فرساي

  1
  0
 1
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
Maher
22 يناير
نريد رقم السائق
  0
  0