13 مايو . 1 دقيقة قراءة . 364
أنامل الرسم ، خرجت من ورشة
التضامن الإنساني ، أيقظتني للعمل ،
ارتديت ملابسي ، ثم أخذت مصباحا
يدويا ، وخرجت أمشي الهوينى ،
بين قطيع الغنم ، و الذئاب ،
كلب الحراسة يلهو ، في مدينة الألعاب ،
و أنا أرسم لوحاتي ، على الصخر ، و التراب ،
والرمال والجدران والبحار ، أخرجت ريشتي ،
و الألوان ، رسمت شيخا مسنا ، قائما يصلي ،
يناجي في المحراب ، و امرأة شابة أرملة ،
ترضع طفلها ، ألبستها سترة قطن قديمة ،
و أسكنتها في كوخ قصب ، على قمة جبل ،
بعيدا عن ضوضاء المدينة ، و وحوش الغاب ،
ثم أضفت بعض الأواني ، و الأثاث البسيط ،
طاولة خشبية أرضية ، مدفئة و حطب ،
تحميهم من قساوة البرد و الشتاء ، ثم
فراش من قماش بالي ، جريدة القدس عليها
صحون وكاسات وإبريق ، مبعثرة فوق الخزانة ،
و جهاز راديو قديم ، لاستقبال الشرق والغرب ،
حفرت لها بئرا صغيرا بجانب البيت ،
كي لا تتعذب من مشقة الطريق ، إلى عين البادية ،
في الخارج ، هناك في الأفق فلاح غريب ،
يزرع سنابل القمح ، و الخضر والفاكهة ،
و الطبيعة الخضراء ، تملأ الأرض المباركة ،
مع أشجار العنب و الزيتون ،
جبال شامخة ، تكسوها الثلوج ،
سرب الحمام يحلق في الفضاء ،
حديقة مزينة ، بالأقحوان و الياسمين ،
ثم زخات مطرية ، تخترق السقف ،
أصلحت الثقوب و الشقوق ،
ملأتها بالإسمنت والحجارة الحية ،
ثم أزيد قطعتين من صوف في رسمتي ،
لأجل الرضيع ذو السبعة أشهر ،
و قنديل يضيء المكان ،
مع خبز و تمر ، و لبن للعشاء ،
فليل الشتاء طويل ،
و نافذتان صغيرتان ، واحدة فوقها ،
قطة شيرازية ، تؤنسها في وحدتها ،
و الأخرى تطل على الوادي ،
و السماء أزينها ، بقمر بدري ،
و نجوم متلألئة ، للسهر عندها ،
ها قد انتهى عملي هذه الليلة ..!!
سأرجع إلى البيت لأنام ، و أتركها
تنشف تحت النجوم والقمر ، و غدا ..!!
يضيف عليها جاري ألحان الحياة .. " ا .. ل .. أ .. م .. ل "
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
13/05/21 Jouhari-Driss
My 7yr old daughter and her 90yr old
great grandmother