سلسلة حديث النفس 42

Jouhari Driss

19 مايو  .   2 دقيقة قراءة  .    435

black smoke music & I think of the bones of the children of our neighbors' house ... of ugly nuns ... of ghost prisoners ... of noble mercenaries ... "

 

براءة الموت ..!! استقالت من بلاد "هاديس" ،
حيث شلالات الدماء تبكي في روضة البراعم ، 
أيها المتغطرس السفاح حين أراك تتباهى وسط 
مروج أزهار الصيف ، تزرعها ، تسقيها ، تقطفها ، 
ألا تشعر بالخجل ..؟؟ أو الحياء ..؟؟ 
أو الضمير الحي ..؟؟ ولو حتى قيد أنملة ..!! 
وحش مفترس ، اللحم الباهت لقلبك الأسود 
المكشوف ، يجذب عيني الشريرة وأنت تقترب 
من الأبرياء ، تغتصب العذرية المقدسة ، وتأكل 
من فومها وعدسها وبصلها ، بلا شرف ولا رخصة ،
ولا حل ولا حرم ، الأشباح يرتدون ملابس سوداء ،
أو شفافة منسوجة في ورشات الديمقراطية ،
حيث تزرع الخوف والكرب والظلم ، وترتاح 
لصرخات الرعب ، إنها سعادة حقيقية للمتفرجين ،
أمام استعراضات الجوقة الجميلة ، في نهاية الأوبرا ، 
تقف الأناقة المخملية ، ويعلو الصفير والتصفيق ، 
دماء القلوب البريئة سلسلة لا يرثى لها ، إنها 
الطعام المفضل على الطاولة البرستيجية للأباطرة ، 
عندما يأتي الليل أنا أتفكر ، أنا أستمع ، أنا أتجسس 
عليهم ، أنا غير راضٍ عن هؤلاء البشر نبلاء الشر ،
ولا عن ما يحدث للبشرية ، لقد رأوني في روضة 
البراعم ، أمشي وأمشي على الطريق في المدينة 
العتيقة مع "ظريف الطول" ، حيث قلاع البشائر 
القديمة ملجئي ، وحريتي ، وراء الأحلام 
والذكريات ، يعيش تعيسا ويتغذى "كاسبر" 
الشبح الأبيض ، مع أمم السخرية والهزيمة ، 
وألسنة الصمت المكبوتة ، يقوم بالجولات ،
ومصاحبة الأطفال على دربه ، عندما يأتي 
الليل لا مزيد من خيوط الأمل التافه أكذوبة 
العصر ، كل تلك القلوب العارية بارزة ، يقتاتون 
من قمامة الحب وما تكرمت به علينا خزائن القيصر ، 
يمكنني أن أكون لئيمًا ، متغطرسا ، وقحا أمام الجميع 
إلا أمام صاحبة الظل الأبدي ، نتسامر كأن صوت 
الدماء عاد أغنية العشق بيننا ، تزورنا لا نأبه بالغد 
والآخر ، والجيران ، ولا القضية ، ولا السلام شعارنا 
فليتك تضحكين لاهية والحياة بائسة صارخة ..!!
وليتك ترضين والزهر بتلات حمراء متساقطة ..!!
كتب علينا سجود الطاعة والولاء لآلهة المعبد 
الوثني ، ولات حين مناص ، المباركة إجبارية ، 
حين تزورنا وهي تسير تتحرك بكبرياء ، مريحة 
رشيقة ، السيدة الشقراء العجوز ليست حكيمة 
البتة ، وجدتها تغمر الليالي من هذه البشائر 
السيئة السوداء ، تؤلف نصوص رواية السلام 
الجديدة ، وطفلها المدلل يعيد رسم الخريطة 
بكل أريحية ، يبدو أنني أختفي من بين السطور ،
آوي داخل الرباعيات بعيدا عن حظر التجول ،
حيث عيون المراقبة الخائفة ، الخائنة ، وأقلامها ،
تقلم أظافري الأدبية المتمردة ، لقد تم استدعائي ، 
فقلت : أنا مفتون أنا طريق الخطأ المهجور ..!!
أنا الصفر الموجود في عملية القسمة والجمع 
والضرب لقيمة الكتلة الضبابية ، أنا مفردات تائهة 
بين المجاز والاستعارة والكناية ، إشارات ورموز 
شيفرة السلام ، تعبر الحدود البشرية يا سادة ..!!
أنا مثل هذا القطار أسافر بلا وجهة ، أنا حفلة 
تنكرية حقيقية ، بث مباشر في السيرك الإنساني ، 
أنا مدرسة المغفلين المهرجين الحمقى ، أنا معرض 
الفنون الجميلة والقتالية ، أنا متجول بدون أمتعة 
أحببت حتى حطام السفينة الغارقة بلا قبطان ..!!
أنا هنا في الجحيم في هذه الحياة في قفص الحرية ، 
أنا أعيش .. أو لا أعيش .. في مسودة قابلة للتصحيح ،
وإعادة تشكيل الحروف ، وصياغة الكلمات والأبجدية ،
على حسب ظرف الزمان والمكان ، أنا سريع كالبرق ،
تأسرني الوحدة والهجران ، والخذلان ، أنا أرض الخيام ..!! 
يا أمي ..!! يا سيدة العالمين ..!! فكي قيودي .. أريد 
أن أتنفس الهواء .. أريد أن أنسى كل هذه المعاناة 
من رؤية الوهم الوردي ، وأنا أسير في الزمن 
الماضي بلا هوية ، حريتي سلبت مني أمام العلن ،
ببساطة ..!! بوقاحة ..!! بشراسة ..!! حبستموني 
في هذا الاضطراب المتأجج في عز الموت ،
والصمت ، والألم .. سأبقى "ظريف الطول" ..!!

                 @ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
                              20/05/21 Jouhari-Driss  
            

  2
  4
 0
مواضيع مشابهة

09 مايو  .  3 دقائق قراءة

  2
  5
 0

25 مارس  .  2 دقيقة قراءة

  1
  3
 0

03 مارس  .  4 دقائق قراءة

  3
  6
 0

20 ديسمبر  .  4 دقائق قراءة

  2
  2
 0

21 سبتمبر  .  2 دقيقة قراءة

  2
  3
 0

04 أغسطس  .  4 دقائق قراءة

  4
  5
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال