19 مايو . 2 دقيقة قراءة . 470
براءة الموت ..!! استقالت من بلاد "هاديس" ،
حيث شلالات الدماء تبكي في روضة البراعم ،
أيها المتغطرس السفاح حين أراك تتباهى وسط
مروج أزهار الصيف ، تزرعها ، تسقيها ، تقطفها ،
ألا تشعر بالخجل ..؟؟ أو الحياء ..؟؟
أو الضمير الحي ..؟؟ ولو حتى قيد أنملة ..!!
وحش مفترس ، اللحم الباهت لقلبك الأسود
المكشوف ، يجذب عيني الشريرة وأنت تقترب
من الأبرياء ، تغتصب العذرية المقدسة ، وتأكل
من فومها وعدسها وبصلها ، بلا شرف ولا رخصة ،
ولا حل ولا حرم ، الأشباح يرتدون ملابس سوداء ،
أو شفافة منسوجة في ورشات الديمقراطية ،
حيث تزرع الخوف والكرب والظلم ، وترتاح
لصرخات الرعب ، إنها سعادة حقيقية للمتفرجين ،
أمام استعراضات الجوقة الجميلة ، في نهاية الأوبرا ،
تقف الأناقة المخملية ، ويعلو الصفير والتصفيق ،
دماء القلوب البريئة سلسلة لا يرثى لها ، إنها
الطعام المفضل على الطاولة البرستيجية للأباطرة ،
عندما يأتي الليل أنا أتفكر ، أنا أستمع ، أنا أتجسس
عليهم ، أنا غير راضٍ عن هؤلاء البشر نبلاء الشر ،
ولا عن ما يحدث للبشرية ، لقد رأوني في روضة
البراعم ، أمشي وأمشي على الطريق في المدينة
العتيقة مع "ظريف الطول" ، حيث قلاع البشائر
القديمة ملجئي ، وحريتي ، وراء الأحلام
والذكريات ، يعيش تعيسا ويتغذى "كاسبر"
الشبح الأبيض ، مع أمم السخرية والهزيمة ،
وألسنة الصمت المكبوتة ، يقوم بالجولات ،
ومصاحبة الأطفال على دربه ، عندما يأتي
الليل لا مزيد من خيوط الأمل التافه أكذوبة
العصر ، كل تلك القلوب العارية بارزة ، يقتاتون
من قمامة الحب وما تكرمت به علينا خزائن القيصر ،
يمكنني أن أكون لئيمًا ، متغطرسا ، وقحا أمام الجميع
إلا أمام صاحبة الظل الأبدي ، نتسامر كأن صوت
الدماء عاد أغنية العشق بيننا ، تزورنا لا نأبه بالغد
والآخر ، والجيران ، ولا القضية ، ولا السلام شعارنا
فليتك تضحكين لاهية والحياة بائسة صارخة ..!!
وليتك ترضين والزهر بتلات حمراء متساقطة ..!!
كتب علينا سجود الطاعة والولاء لآلهة المعبد
الوثني ، ولات حين مناص ، المباركة إجبارية ،
حين تزورنا وهي تسير تتحرك بكبرياء ، مريحة
رشيقة ، السيدة الشقراء العجوز ليست حكيمة
البتة ، وجدتها تغمر الليالي من هذه البشائر
السيئة السوداء ، تؤلف نصوص رواية السلام
الجديدة ، وطفلها المدلل يعيد رسم الخريطة
بكل أريحية ، يبدو أنني أختفي من بين السطور ،
آوي داخل الرباعيات بعيدا عن حظر التجول ،
حيث عيون المراقبة الخائفة ، الخائنة ، وأقلامها ،
تقلم أظافري الأدبية المتمردة ، لقد تم استدعائي ،
فقلت : أنا مفتون أنا طريق الخطأ المهجور ..!!
أنا الصفر الموجود في عملية القسمة والجمع
والضرب لقيمة الكتلة الضبابية ، أنا مفردات تائهة
بين المجاز والاستعارة والكناية ، إشارات ورموز
شيفرة السلام ، تعبر الحدود البشرية يا سادة ..!!
أنا مثل هذا القطار أسافر بلا وجهة ، أنا حفلة
تنكرية حقيقية ، بث مباشر في السيرك الإنساني ،
أنا مدرسة المغفلين المهرجين الحمقى ، أنا معرض
الفنون الجميلة والقتالية ، أنا متجول بدون أمتعة
أحببت حتى حطام السفينة الغارقة بلا قبطان ..!!
أنا هنا في الجحيم في هذه الحياة في قفص الحرية ،
أنا أعيش .. أو لا أعيش .. في مسودة قابلة للتصحيح ،
وإعادة تشكيل الحروف ، وصياغة الكلمات والأبجدية ،
على حسب ظرف الزمان والمكان ، أنا سريع كالبرق ،
تأسرني الوحدة والهجران ، والخذلان ، أنا أرض الخيام ..!!
يا أمي ..!! يا سيدة العالمين ..!! فكي قيودي .. أريد
أن أتنفس الهواء .. أريد أن أنسى كل هذه المعاناة
من رؤية الوهم الوردي ، وأنا أسير في الزمن
الماضي بلا هوية ، حريتي سلبت مني أمام العلن ،
ببساطة ..!! بوقاحة ..!! بشراسة ..!! حبستموني
في هذا الاضطراب المتأجج في عز الموت ،
والصمت ، والألم .. سأبقى "ظريف الطول" ..!!
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
20/05/21 Jouhari-Driss