17 يونيو . 3 دقائق قراءة . 760
أمضغ الطعام متلمظاً ..
يا إلهي كم هي شهية تلك السندويتشات التي أعدتها والدتي للفطور، وقد زادت لذتها مع الكتاب الذي أقلب صفحاته. من حسن الحظ أن الفطور كان ساندويتشات حتى أكتفي بكمية محددة، وإلا كنت سألتهم عدة أرغفة دون أن أشعر .. فصحبة الكتاب الجيد لا تختلف كثيراً عن عيوب مشاهدة التلفاز أثناء تناول الطعام.
ما علينا ..
كرشي الصغير يحب الطعام ولا يحتمل فراقه، وتشغل الأكلات اللذيذة حيزاً مهماً من تفكيري اليومي ..
والصراحة .. اعتدت أن أحب جسدي الممتلئ أكثر..
لندع الطعام اللذيذ جانباً الآن ..
ونركز على الصراحة ..
فمشاعري المكبوتة، ولساني السليط المقيد بصعوبة، يستحقان أن أطلق لهما العنان من حين لآخر.
بيني وبينكم .. خوض تجربة الصراحة مع معدة ممتلئة أفضل بكثير .. بالنسبة لي على الأقل!.
وصراحة اليوم عني .. وعنكم .. عن " أنا " .. وعن تدخل " أنتم " في " أنا " دون وجه حق.
وبعد أن شحن " أنا" طاقة من طعام الفطور، وبعد أن تناول جرعته اليومية من منظم ضغط الدم وتسلح بقلمه ودفتره،ها هو مستعد لمواجهة " أنتم " في معركة الصراحة .. ف " أنا " يحب الصراحة قدر حبه للطعام.
ملحوظة على الهامش: تأكدوا .. عندما أقرر الزواج يوماً .. وأجد الإنسانة التي تقبلني على عيوبي وأقبلها كما هي .. لن أقيم حفلاً .. ولن تكونوا مدعويين .. سأفرح أنا وهي فقط .. وربما مع القلة القليلة التي تحبنا بحق وتستحق أن تفرح معنا .. والمال الذي سيذهب جزء كبير منه لملأ بطونكم وعيونكم التي لا تشبع ولا ترضى .. سنستمتع نحن به .. أنا وهي فقط.
ملحوظة على الهامش: سحقاً .. رأيكم آخر ما اهتم به.
ملحوظة على الهامش: لسان حال كثيرين لا بد أن ينطق بإحدى الكليشيهات الشهيرة التالية: (كيف عايش؟! - ليش عايش؟!) .. باعتبار أن مصادر "عيشك" وسعادتك في القطيع لا يد أن تكون ذاتها مصادر باقي القطيع وإلا فأنت شاذ ومعقد !! .. لا مكان للحرية والفردانية .. سوى في الكتب ووسائل الإعلام .. وكل على قياسه.
ملحوظة على الهامش: كان من أهم القرارات القليلة التي اتخذتها منفرداً في تلك الفترة ( لم أكن حينها أملك كثيراً ترف اتخاذ القرارات) ..
ملحوظة على الهامش: ألبس ما يريحني فقط .. ولن أدع جسدي المسكين يئن تحت وطأة ملابس لا تناسبه فقط من أجل " المجتمع" السخيف .. من أجل " أنتم " .. من أنتم أصلاً ؟!
ملحوظة على الهامش: وفي نفس السياق .. لن أملأ صفحاتي على وسائل التواصل الإجتماعي أو الواتساب الخاص بي بفيديوهات وصور للفتيات، ولن أتحدث عنهن بشكل غير لائق فقط كي أكون في نظركم " الذكر الخطير" وكي لا أصنف في عرفكم التافه "شاذاً " .. لن أحقّر نفس وأحقّر المرأة حتى أنال شرف الانضمام إلى قائمة الذكور!!.
قد يتسائل البعض عن سبب هذه الجرعة المكثفة من الصراحة اليوم بالذات، خاصة أن أغلب من يقرأ لا يعرفني وليس من محيطي القريب أو البعيد ..
الصراحة .. في الصراحة .. أنها مجرد فضفضة … ومجرد كلمات ( قافشة على مراوحي بصوت إسعاد يونس) ..
على أمل أن تصل للمحيطين بي يوماً ما .. ربما .. أقول ربما .. حينها .. يضعون في عيونهم "حصوة ملح" ، ويكفون عن التنظير ويهتمون فقط بشؤونهم الخاصة ..
واعتذر إن كنت استخدمت كلمة " قطيع " كثيراً والتي قد يعتبرها البعض مهينة وغير لائقة ..
لكن .. وللصراحة .. لنختم بها كما بدأنا .. لم أجد لفظاً مناسباً أكثر !!.
08 يناير . 8 دقائق قراءة