ما وراء "شقيقات"، ثاني مسرحيات السيرة العائلية لوجدي معوّض

16 يوليو  .   10 دقائق قراءة  .    956

آنِك بيرجيرون مجسدةً شخصية ليلى المستوحاة من نايلة شقيقة وجدي معوض © Pascal Gély

  

وعادت الحياة على استحياءٍ إلى خشبات المسارح وكواليسها في فرنسا. لعلّ أوائل الغيث كان إعادةَ إحياءِ المونولوج الدرامي "شقيقات Sœurs -" من تأليف وإخراج المسرحيّ وجدي معوّض، الخمسينيّ العالق بين ضفتين: لبنان الحرب، مرتع طفولته، وفرنسا وكندا اللتان تشاطرتا سنوات مراهقته ونضوجه. 

لطالما كان معوّض متحفظاً عن نكء جراح الماضي والحفر عميقاً في خبايا الذاكرة. سنواتٌ عديدةٌ لزِمت قبل أن يشهد عام 2008 بثّ الرّوح في "وحيدون - Seuls"، كأولى حلقات سلسلة سيرته العائلية، والتي تناول خلالها خلفيّة شخصية وجدي الابن وثناياها، متطرقاً إلى حيثيات علاقته بوالده. عملٌ مسرحيٌّ بأداءٍ منفرد، كان منعطفاً في المسار المهني لمعوّض المؤلّف والمُخرج والممثل، وعلامةً فارقةً في سجلّه المهنيّ الذي طبعتْه سابقاً أعمالٌ مسرحيةٌ استُلهمت من الملاحم الإغريقية، فكانت التراجيديا سمتها الغالبة. 

وُلدت فكرة استتباع "وحيدون" من نقاشٍ مع الممثلة الكوميدية المخضرمة آنِك بيرجيرون، حين بيّنت لمعوّض الدور المحوري لشخصيّة الأخت في مسار الأسرة، في حين اقتصر الأمر على التعريج عليها صوتيّاً وحسب في "وحيدون". كثيرةٌ هي النقاط المشتركة بين بيرجيرون والشقيقة الكبرى لوجدي معوّض، نايلة، فهما متقاربتان بالعمر، وكلتاهما الأكبر سنّاً بين الأبناء، أَوكلت لهما الأقدار مهمة العناية بأحد أبويهما المتقدمين بالعمر. لكنّ هذه تبقى محض تفاصيل أمام التلاقي الجوهري بين الشخصيّتين: آنِك، المولودة لأبوين من المجتمع الفرانكفوني في مانيتوبا، وهي مقاطعةٌ كندية غرب أونتاريو التي تفصلها عن مقاطعة كيبيك، قد اختبرت بدورها الهجرة مع عائلتها في مرحلةٍ مبكرةٍ من حياتها إلى كيبيك هرباً من الغزو البريطاني للغة والثقافة قبل الأرض. 

كان التحدي إذاً الخوضُ في مقاربة السيرة العائلية من وجهة نظر الابنة الكبرى، الشقيقة، وإجراء تقاطعاتٍ مع صورتها بعيني الأخ الأصغر. ما كان من معوّض إلا أن يسّر اللقاء بين بيرجيرون ونايلة. ساعاتٌ ليست بقليلة انكبّت على إثرها بيرجيرون على تطوير أجزاءٍ من السيناريو وبناء شخصيتيّ العمل استناداً إلى تجربة وواقع سيدتين لسن بالضرورة نساءً سيحفظهنّ التاريخ، لكنهنّ كياناتٌ كافحن ويكافحن بوجه أمواج الظروف لحجز حيّزٍ لأنفسهن في الحياة، فإن خانتهنّ الأقدار، فحريٌّ بنا أن نفرد حيّزاً لقصتهنّ على خشبة المسرح. بذلك وُلدت عام 2015 بذرة العمل الذي أثراه معوّض بانطباعاته وأحاسيسه، ودمَغَه بالأسئلة الحاضرة دوماً في نتاجاته عن الأصول والهوية والانتماء.

كانت أوتاوا، أو "البيت الكبير" بلغة السكان الأصليين لأمريكا الشمالية، المسرح الكبير للأحداث العاصفة للعمل، بينما كانت غرفةٌ في أحد فنادق أوتاوا المسرح الأصغر لها. أرغمت عاصفةٌ ثلجيةٌ جينيفيف بيرجيرون، المحامية اللامعة المختصّة بحل النزاعات الدوليّة الكبرى، أن تقضي الليلة في إحدى غرفه. عسيرٌ كان طريق عودتها من محاضرةٍ ألقتها أمام وسطاء دوليين مستقبليين حول الدور المحوري للغة في الوساطة. في الخارج أجواءٌ عاصفةٌ اعتاد عليها الكنديون، لكنّ الأمضى كان عاصفةً داخليةً اعترت جينيفيف التي نشدت الدفء باستماعها لأغنية "أنا محض أغنية – Je ne suis qu’une chanson" للمغنية غينيت رينو، فما كان منها إلا أن استحضرت، من خلف مقود السيارة، سيلاً من مشاعرها المُسكَتَة وأيقظت حواسها المنسية، استعرضت عيوبها ونواقصها، لتستسلم أمام ثقل الفقد، حتى لتحار إن كان غياب المعالم عبر زجاج السيارة هو بفعل العاصفة الخارجية أو بفعل فيض الدموع التي تَرجمت عاصفتها الداخلية. 

في حياةٍ مثالية، ستكفي لتعديل المزاج وغسل الإرهاق بضعُ ساعاتٍ من الراحة في غرفة فندقٍ صُمّمت لتعكس آخر صيحات الحداثة، وأُشبعت بالتقنيات التفاعلية الذكية، فانتفت معها الحاجة لأي تواصل مع موظفي خدمة الغرف. غرفةٌ بيضوية الشكل مفروشةٌ بقماشٍ يعود للقرن السادس عشر، تعمل جدرانها كشاشة عرض. في إطارٍ كوميديٍّ لطيف خفف من وطأة آلام الماضي على المشاهدين، ولو مرحلياً، تتصارع بيرجيرون لفك شيفرات الغرفة التي تعمل عبر تقنيّة الأوامر الصوتية، لتتمكن من تشغيل الإنارة وصنابير المياه والتواصل مع البراد الناطق القادر تلقائياً على احتساب المشروبات والأطعمة التي يتم تناولها. تتقن بيرجيرون، كما كل الكنديين، الإنكليزية والفرنسية، هذا إن لم نذكر غيرَ ذلك من لغاتٍ بحُكم عملها، إلا أنّ في لا وعيها رفضٌّ صارمٌ لاستخدام اللغة الإنكليزية تعود جذوره إلى النزوح الداخلي لعائلتها رفضاً للاندماج الذي فرضته الإدارة البريطانية لمقاطعتها الأم في فترةٍ من الفترات. 

اصطفت الكواكب في تلك الليلة، وتآمرت الأقدار كي تصاب بالأعطال من بين كل لغات الأرض تقنية الأوامر الصوتية بالفرنسية، اللغة الأم لبيرجيرون، تلى ذلك محادثةٌ هاتفيةٌ عنيفة مع والدتها ذات الطباع الخاصة التي يغلب عليها التذمّر المستمر. في حين أن والدتها كانت تتكلم الفرنسية طيلة المحادثة، فإنها كانت تعمد للانتقال للانكليزية متى علت نبرة النقاش وأخذت منحى التوبيخ. كان للأخطاء الناجمة عن ثنائية اللغة وتباين اللفظ في كندا حضورها تلك الليلة، إذ لم يكفّ نظام التحكّم الصوتي عن مناداة بيرجيرون مراراً وتكراراً بـ "برغر-اون" "Burger-on".تحاول دونما جدوى أن تضبط المنبه على اللغة الفرنسية. "أرغب أن يتم إيقاظي باستخدام لغتي الأم... أهو طلبٌ بغاية الصعوبة؟؟!!!"

قد يبدو كل موقفٍ من هذه تافهاً أمام حالة الانهيار التام النفسي والعصبي التي أصابت بيرجيرون إثر ذلك، لكنّ ما حدث كان أشبه بالقطرة الأخيرة التي امتلأ معها الكوب فترجمَتْهُ تدميراً تاماً لغرفة الفندق وما فيها، حتى باتت أقرب لساحة اقتتالٍ مهجورة منها لمكانٍ كان مأهولاً في أي وقت قريب. يغدو الحضور بغضون دقائق قليلة أمام مشهديةٍ تتخطى كونها فوضى مادية يتقنها وجدي معوض في أعماله جيداً، تنسلّ بيرجيرون على إثرها بين جسم السرير والفراش الذي يعلوه، والذي سيغدو ملجأها حتى نهاية العرض.

في اليوم التالي، تُرسل إدارة الفندق بطلب خبيرة أضرار من شركة التأمين لإجراء جردٍ وتقييمٍ للخسائر في ما  كان يطلق عليه يوماً اسم غرفة. تصل ليلى، المهاجرة من أصول لبنانية، بشعرٍ أشعث وملابس ثقيلة لا تشبه أناقة بيرجيرون في شيء، إلا أن ما جمعهما في ذاك الحيز الضيق المنهار كان أكثر مما فرقهما: فعلى الطرف الآخر من الهاتف والدٌ منفيٌّ عن وطنه بفعل الحرب، دائم الشكوى وصعب الرضى، مسكونٌ بمخاوفه على ابنته مهما كبرت، وكأنما لا يزالان تحت القصف أو خطر الخطف، والدٌ يحمل على كاهليه -بحسب ليلى- عبء "دولةٍ لم توجد أصلاً، ويُحمّلني عبء حربٍ لم يُحدّثني عنها قط".

تعثر ليلى أثناء عملية الجرد على الهاتف المحمول لبيرجيرون. الاتصالات لم تتوقف، تردُّ عليها تباعاّ... هذه والدة آنِك، التي عجزت عبر السنين عن إنجاز حوارٍ هادئٍ مُجْدٍ مع فلذة كبدها، تنجح بإيصال رغباتها ووجهات نظرها إلى ليلى التي تَعِدُ بدورها بإيصالها إلى آنِك إن التقتها، وهذه مساعِدة آنِك التي أُوكلت إليها مهمة تقفّي أثر شقيقتها المتبناة التي تعود أصولها إلى سكان أمريكا الأصليين، والتي ما إن استقرّت في كنف عائلة بيرجيرون وبدأت بالتكيّف والتآلف معها، تنتشلها شقيقتها البيولوجية، بدعوى أنْ "ليس لديها ما تفعله هنا".

تعثر ليلى على بقايا أطعمةٍ حملتها بيرجيرون معها عقب محاضرتها، إذ كانت قد عهدت بمهمة تحضير الطعام لطبّاخٍ حلبيٍّ مهاجر ينتظر لمّ شمل عائلته. كبّة أرنبية، حمّص، تبّولة... عجزت بيرجيرون عن حفظها في البراد "الذكي" المبرمج على نحوٍ لم يأخذ بالحسبان احتمال أن يجلب النزلاء معهم أطعمةً تحتاج للحفظ، فاضطرت لإبقائها على الشرفة بحرارةٍ يعجز عن تأمينها أذكى برادات الفنادق. قد تبدو قصة الطبّاخ الحلبي مقحمةً في الحكاية وخارجةً عن السياق، لكنْ وكما أنّ من شأن الأصوات والروائح والصور أن توقظ ما استراح من ذاكرة، فإن من شأن الطعوم أن يوقظ ذاكرةً على نحوٍ قد يوازي ذلك أو يفوقه. الكلّ بلا استثناء رابضٌ على بركان من الذكريات، استفاقتُهُ مسألة وقتٍ لا أكثر، وكانت لقيماتٌ من الكبة الأرنبية في حالة ليلى كفيلةً بذلك.

على وقع "ساعات ساعات" للراحلة صباح تسترجع ليلى مأساة حياتها. هي ليست بواحدةٍ من تلك المآسي التي نقع عليها في الحكايات الملحمية، إلا أنها تجسيدٌ لمحنة التنازل ولحياةٍ يوميةٍ تطبعها التضحيات، وما يتولد عن ذلك من أزمات. تجسيدٌ لمصير إنسانةٍ عادية، تسعى بالرغم من الظروف وراء تعزيز وجودٍ لها على أنقاض أحلامها وخلق معنى حقيقيٍّ لوجودها. حين تُسأل ليلى عن اسم عائلتها فإنها تجيب: "ليلى بنت وردة". هو اسم عائلةٍ نافرٍ لمن يمتلك الدراية بأسماء العائلات وأصولها، وسيخال العارف أن الاسم تونسيّ الأصل مثلاً أكثر منه لبنانيّ، لكن يغدو ذلك تفصيلاً يسهل تبريره حين تسمع ليلى تقول: "أدركتُ بصعوبةٍ أني جُرّدتُ من حقي بأن أحلم، وأنني وُجدتُ وحسب لأحمل حزن فقدان أمي، وسوء طِباع والدي، وأُعبّد الطريق لإخوتي كأمٍّ بديلةٍ لهم."

بيرجيرون التي لم تكن لتعصى عليها الخلافات الدولية، عجزت عن إدراك السلام الداخلي. وبينما كانت المنابر مفتوحةً أمام بيرجيرون بحكم مهنتها، افتقرت ليلى لأية مساحةٍ للتعبير، كما لم تكن لدى أيٍّ منهما رفاهية وجود الأخت الكبرى المصغية القادرة على بث الطمأنينة لدى من حولها، لقد كان كلٌّ منهما مرتهناً لتلبية حاجات من حوله، دونما التفاتٍ من محيطهما لِكَمّ التعب والأحزان والتنازلات الذي أثقل كاهليهما. تشهد أنقاض الغرفة على لقاء روحين مهشّمتين مهمّشتين، تتبادلان الاعترافات، تحاول كلٌّ منهما تصويب ما تجذّر لدى الأُخرى من سوء فهمٍ لمحيطها بحُكمِ محدودية مجال رؤيتهما كلٌّ من منظوره، فإذا بنوعٍ من وحدة الحال ينشأ بينهما، يُترجم بعلاقةٍ أخويةٍ تُرسيها كل النقاط الجامعة بين هذين الكيانين.

تشرع ليلى بِكَيِّ فستان بيرجيرون الذي خلعَتْه قبل أن تخلد لمخبئها. يقول وجدي معوّض إنّه حين كان يشاهد أخته وهي تقوم بكَيّ كل أنواع الأنسجة التي تخصّ العائلة، ويراها تجهد في إزالة الطيات حتى غير المرئية منها والتي ستعود للظهور مع أول استخدام، كان على يقينٍ أن ما تجهد نايلة على تحقيقه بأملٍ عبثيّ كان تسوية ثنايا وطيّات واقع أسْرتهم التي نالت منها المِحَن والحرب وأثقلها المنفى والصمت والفقد والغياب.

تنتهي المسرحيّة بضحكٍ طفوليٍّ يطول، في محاولةٍ لملء فجواتٍ شاغرة في كلتا الشخصيتين منذ سنوات الطفولة.

كما كان وجدي في مسرحية "وحيدون"، كانت آنِك بيرجيرون بتمكُّنها من أدائها المنفرد رافعةَ العمل المسرحي والوسيط الأنثوي الذي بان معه العنصر الثاني من عناصر السيرة العائلية لأسرة معوّض. ممثلةٌ واحدة جسّدت بدقة كبيرة ودونما عناء امرأتين، اختبأت كلٌّ منهما في الأخرى، حتى غدت واحدتهما صورةً مرآتيةً لقرينتها. تروي بيرجيرون في إحدى مقابلاتها الصحفيّة مفارقةً لطالما لازمتها في العروض المختلفة للمسرحية، إذ لاقى بعض من الحضور صعوبةً في إدراك أن ممثلةً واحدةً تناوبت على أداء الشخصيتين، فكانت تُسأل عن سبب عدم ظهور الممثلة الثانية لتحيّة الجمهور ختام العرض. التباسٌ يمكن تفسيره بعدم التقاط ملامح وجه الممثلة من قِبَل جمهور الصالات الكبيرة، أو التغييرات في الأزياء، والتحول الواضح في اللهجة، إذ انتقلت بيرجيرون من الفرنسية بلهجة كيبيك إلى الفرنسية بلهجةٍ لبنانية بانسيابيةٍ تامة ودونما عيوبٍ تذكر. يحسب لمعوّض أيضاً أن اشتغل بعناية على بناء مفرداتٍ خاصة بكل شخصية تجنباً لالتباساتٍ قد تنبع من تداخل طيفيهما في بعض المواضع. إن دلّ التباسٌ لطيفٌ كهذا على شيء، فإنما يدل على أن بإمكان ممثلٍّ واحد، بطاقةٍ مُلفتةٍ على خشبة العرض مع كرمٍ بالأداء، أن يتضاعف في عديدٍ من التجسيدات، بما أتاح لمعوّض من جديد اعتماد صيغة الجمع في عنوان المسرحية: "شقيقات" كما "وحيدون" سابقاً، وأكسب العمل طيفاً شمولياً أوسع يتخطى شخصي نايلة وآنِك.

قد يعيب بعض رواد المسرح الكلاسيكي الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا، خاصةً لشاشات العرض، إذ كنا في "شقيقات" نستمرّ برؤية الجزء الداخلي للغرفة رغم انزلاق ألواحٍ كتيمةٍ حاجبةٍ للرؤية، إلا أنّ التطويع البسيط والذكي للتكنولوجيا ساعد على انتقالٍ انسيابيٍّ لعناصر العرض بين المرئي واللامرئي بلمساتٍ سينمائية، ما أضفى بُعداً جمالياً وحداثياً في آن على سينوغرافيا كانت لتبدو ثقيلة دون هذه المؤثرات، وأفسح مجالاً لشيء من التأمّل في خبايا شخوص العمل من مسافة أمان، كما كرّس معوّض المؤلف، المخرج، والمؤدي في بعض الأحيان، رقماً صعباً بين أقرانه من المسرحيين المعاصرين.

ستعقب "شقيقات" مسرحية "أم" نهاية عام 2021، لتُستتبَع في السنوات القادمة بـ "أب" و"أشقاء"، فتكتمل بذلك مشهدية سلسلة السيرة العائلية المستوحاة من أفراد عائلة معوض، ونستكشف معها ثنايا عائلةٍ بعيدةٍ قريبة، تخاطب بمعاناتها اليوم أكثر من أي يوم مضى، قلبَ كلّ أُسرةٍ نفَتْها الظروف والأقدار بعيداً عن أوطانها، وانتشلت كبارها وصغارها على السواء من بيئتهم وجذورهم ووضوح ذاكرتهم، وجرّدتهم في أشدّ لحظاتهم ضعفاً أو انفعالاً من نعمة الحديث بلغتهم الأم.

 

نُشر هذا المقال في جريدة الأخبار اللبنانية، عدد يوم الجمعة 16 تموز 2021.

  4
  2
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال