29 يوليو . 5 دقائق قراءة . 1852
مقدمة:
ليس خفياً عن أحد حجم الضغوط التي بات إنساننا المعاصر يعاني منها على كافة الصعد، والتي تأخذ بالتراكم بسبب التعقيد الذي تتجه الحياة نحوه، في حين أن الهدف الرئيسي كما يشاع أن التطور التقني المتسارع يهدف إلى جعل الحياة أكثر رفاهية وسهولة.
في حين أن معظمنا لا يملك الآليات والأدوات المناسبة لمواجهة هذه الضغوط والتعامل معها مما يزيد من عبئها علينا. وقد كثرت الدراسات والأبحاث النفسية والاجتماعية حول الصحة النفسية والرفاه الاجتماعي والتوصيات من المنظمات العالمية والدولية والأخصائيين الاجتماعيين والأطباء النفسيين. كما أن الشبكة العنكبوتية (الانترنت) باتت تعج بنتائج هذه الدراسات، والتي يسهل الوصول إليها ومحاولة تطبيق بعضاً منها.
غير أن النمط العام للحياة أصبح مختلفاً، فقد أصبح الإنسان بعيداً عن نفسه، لأنه يقضي معظم ساعات يومه في تواصل مع الآخرين، في حال كانوا من اختياره أم لا! هذا الضجيج الخارجي أبعدَ الإنسان عن علاقته مع ذاته، وأصبح ينتظر دقائق الوحدة للراحة دون أن يتعب في التفكير. فكل منّا يشعر مساء أنه مستهلك وأن طاقته باتت مستنفذة. حتى أن أشكال الترفيه جماعية.
زد على ذلك التعرّض شبه المتواصل للصدمات والأزمات النفسية والاجتماعية، واعتبارها لا تحتاج إلى علاج أو ترميم، فتتراكم تدريجياً وتؤثر سلباً على الشخصية، فتزداد حساسيتنا العاطفية وهشاشتنا الداخلية وتختلف آلياتنا الدفاعية وتصبح أكثر ضعفاً.
لهذا؛ هل فكّرت يوماً بأن تكتب تجاربك وخبراتك اليومية؟ هل حاولت أن تكتب قصّتك؟ هل جرّبت أن توثّق نجاحاتك وفشلك؟ هل حاولت أن تعطي لنفسك فرصة أن تفرّغ هواجسها وأن تجلس مع ورقة وقلم؟
هل تعلم أن هناك مدرسة جديدة بالعلاج اسمها "العلاج بالكتابة – Writing Therapy"؟
هل تعلم أن منصة مرداد تتيح لكَ هذه الفرصة من خلال محور "التجارب الشخصية" لتشارك معنا تجربتك وتساهم في تحسنّك ومساعدة الآخرين؟
فما هو العلاج بالكتابة؟ وهل يتطلب اختصاصي أو مهارة أو موهبة؟
سنتعرف معاً من خلال هذا المقال على أهم هذه النقاط التي من شأنها أن تشجعك على الكتابة
اقرأ أيضا :
كيف تتعامل مع شخص يقلل من قيمتك
المعالجة بالقراءة - "كتاب مرداد" نموذجًا
هو أداة بالعلاج النفسي، تجعل الإنسان أكثر قرباً من ذاته واتحاداً معها، وتحفظ له خصوصيته ومساحته الآمنة، وتساعد على التعاطي مع المحيط بطريقة أفضل وأكثر وعياً، وتمنحه مستوى من الوعي والتصالح والنضج، كما أنها طريقة للبوح والصادق والشفاف، ومن شأنها أن تساعد في تحقيق النجاح وتخطي المشكلات. كما أنها تعتمد على أبسط الوسائل وأقل الموارد كـ (الورقة ولقلم) مثلاً.
أيضاً يقصد به: أنه إحدى تقنيات العلاج السلوكي التي تعتمد على فلسفة مواجهة الألم والقلق.فاستخدام فعل الكتابة لتفريغ الذهن والتخلص من الشحنات السلبية والتعبير عما يضيق به الصدر، بغرض التحسن، ولا يحتاج المرء أن يكون مشتغلا بالكتابة ليعتمد هذه الطريقة العلاجية.
يعتبر هذا الميدان في علم النفس حديث نسبياً، حيث قام عالم النفس الأمريكي جيمس بيكر عام 1986 بالطلب من مجموعة من طلابه بالكتابة يوميا لمدة 15 دقيقة عن الصدمات في حياتهم او أمور يصعب عليهم تجاوزها، أو خبرات مؤلمة مرّوا بها، وبعد ستة أشهر بدأ يلاحظ علامات التحسن بصحتهم النفسية. ومن هنا بدأت الدراسات العلمية حول العلاقة بين (الكتابة التعبيرية والعلاجية) والتي اثبتت فاعلية شفائية كبيرة خاصة فيما يتعلق بتقليل مستويات التوتر والقلق.
I. الإحساس بالأمان
II. التفريغ الانفعالي
III. تطوير الذات
IV. تمتين العلاقات اجتماعية
V. حل المشكلات
VI. الثقة بالنفس
VII. مساعدة الآخرين
I. القلق
II. الاكتئاب
III. اضطراب الوسواس القهري
IV. الشعور بالحزن والخسارة
V. تحسن الأمراض المزمنة
VI. الإدمان
VII. اضطرابات الأكل
VIII. مشكلات العلاقات
IX. مشكلات التواصل
X. تحسين جهاز المناعة
في الختام، رسالتنا لكَ في مرداد، هي ألا تتردد، ابدأ أكتب شارك.
نحن نشجعك على صوغ انتصارك على الألم، وجعل من خبرتك قصة نجاح ملهمة لكثيرين آخرين يخوضون نفس التجربة أو تجارب أخرى.
دعنا نتساعد معاً لجعل الكتابة علاجاً لك ولنا، وفتح آفاق جديدة للتعبير الشفائي، التي لا تحتاج إلى مخيلة خصبة أو قدرات لغوية عالية
على مرداد كن أنت القصة، ولتكن قصّتك درساً
شادي رزق
مدير تحرير قسم الإنسانيات
فريق مرداد
04 يوليو . 3 دقائق قراءة
02 أغسطس . 2 دقيقة قراءة
07 أغسطس . 2 دقيقة قراءة