31 أغسطس . 5 دقائق قراءة . 1016
تحيلنا أعمال الفنان التشكيلي المصور الضوئي السوري حسان جلال وذلك من خلال إبداعات الفنان الفراتي ،المصور والمصمم العربي السوري الغرافيكي المعروف حسان جلال ، احد أبرز الفنانين المصوريين السوريين بدير الزور، ابن الفنان المصور الفوتوغرافي الرائد جلال حسن، رحمه الله ، صاحب استديو جلال للتصوير الفني في محافظة دير الزور، في المنطقة الشرقية،حيث يعتبر أحد رواد الحركة الفنية السورية،وأبرز نجومها الأوائل الكبار،الذين أسسوا اللبنات الأولى، لتأسيس مناخات الفن التشكيلي في شرق البلاد السورية، وقد عرفه أغلب سكان دير الزور ،وريفها العزيز،وحتى البدو الرحل،كانوا يأتون إلى الاستديو الخاص به، قرب مبنى البريد واتحاد العمال بدير الزور في الشارع العام، وهو يعتبر متحف للفنون الجميلة بدير الزور،حيث في واجهة الاستديو ،كان يعرض أهم فناني دير الزور الراود، اعماله،حيث كانت نافذتهم الوحيدة، للناس في عروضهم الفنية،حيث يتركون أحد لوحاتهم، أو منحوتاتهم الصغيرة،ليراها جميع أهل الدير،حيث عرض النحات الكبير مروان قنبر، أشعر نحاتي سورية الكبار في تلك الواجهة الامامية،السحرية التي منها يطل فناني الفرات على أهل الفرات،المثقفين والنخبة والعوام،حيث كان استديو الفنان الاول لواقع تصوير الفرات، محل ابو حسان،وكان حسان نعم الخلف الصالح لسلف مبدع،استهلم منه الكثير،وبواقع خبرته الطويلة، ومرافقته لوالده،الفنان المصور الكبير، حيث كان الاستديو،مخبر وصالة عرض فنية،ومركز ثقافي جماهيري مفتوح للجميع،بدون تفرقة،وأمنية كبرى لكل فناني الفرات،ان ترضا خواطر العم الفنان ابو حسان،في تقيمه لعمله الفني لكي يعرضه بالواجهة، لهذا أغلب الفنانين الفراتيين الكبار من خالد الفراتي ونواف حديدي وعبد الجبار ناصيف وغيرهم، قد يشهدون على تميز مكانة الاستديو، في حياة دير الزور،وفضل ذلك المبدع السوري الكبير ابو حسان،وهو المشهور في وسامته، وبدلته البيضاء،وربطة عنق الانيقة، ونبله وكياسته،وريادته في طلته البهية، وروحه البذاخة الى حدود يصعب وصفها،
لهذا نشأ مبدعنا الفنان المصور والمصمم الريادي في دنيا استخدام تقنيات الحاسوب والفن الرقمي، حيث انفتح العالم على مصراعيه،ليشكل المبدع أعماله الفنية،وفق جماليات خاصة،بصرية منها،وعملية وحياتية،ومهنية،وخيالية،لهذا يشتغل الفنان حسان جلال ضمن ابتكاراته التصويرية،والحسية الحركية، ويتالق رغم فقده لارشيفه الفني الغني الذي ورثه عن أبيه، في ظل ظروف الأزمة السورية،والحرب السورية،احترق الكثير،وضاع الكثير، ولم يبقى المبدع الفنان السوري حسان جلال ،إلا أن يبدأ، مثل طائر الفينيق السوري،الذي يخرج من الرماد، كي يطير الى سنوات الأمل، لأنه من المحكومين بالامل، و بكرا احلى،
وامه ينفرد في إبداعاته،في صوره البصرية،حول تجسيد قيمة الإنسان، واماله وتطلعاته، حالما في زمن جميل ،يريده للانسان والحياة، مهما استطاع اليها سبيلا، لهذا هو ينشط في مواقع التواصل الاجتماعي،حاملا زوداته الجمالية،وأدواته اصابع الجمال، وفكر متدرب على الخلق والابتكار والحدس الطبيعي، النابع من ثقافة عين الفنان الفراتي،المشبع في عذوبة ارض الفرات،وخصوبتها وخصوصيتها وحضارتها، ومنها ينطلق عبر الرحاب الواسعة، في سعة افق محبته وكياسته ولطفه، وخلقه النبيل،وصدق من قال فرخ البط عوام، ومن خلف مامات،لهذا ذكرى الرائد الفنان جلال حسن باقية وتمدد مع إشراقات فنان الدير الضوئي البارز في حداثة الرؤى،عندما يجمع مابين صور الماضي الجميل، وحاضر ألف الصورة الحديثة المبتكرة، ولو عبر شاشة جهاز، وألوان خاصة، لأنها أضواء الروح في جيب الحكاية الفراتية الحضارية، مابين الأمس واليوم، مبلل بوعد اقداره الفنية، وصدر المسافة الابداعية، التي يتحرك منها حسان جلال،وهو النشيط الى حدود غير متناهية، بسيط وساحر ومتواضع جميل،ومحب زمن المستحيل، صوته الفني التشكيلي، قرارة فيض النبع الطالع من روح دير الزور العتيق،
تحية الاحترام والتقدير،
الفنان والناقد التشكيلي عبود سلمان
ابو الفرات من كندا
ادمنتون
29 سبتمبر . 9 دقائق قراءة
04 مارس . 6 دقائق قراءة