03 سبتمبر . 1 دقيقة قراءة . 1239
سعيد مخلوف الفنان التشكيلي النحات السوري الرائد . والامين في اشجار حب الحياة في بستان الباشا وكل اشجار الارض السورية الحضارية . في ميدان النحت السوري . تبقى تجربة الفنان التشكيلي النحات السوري ( سعيد مخلوف ) الامين الابداعي . في خارطة الحركة الفنية التشكيلية السورية . وهو الذي حمل سمات الثائر التشكيلي . على فطرة الطبيعة . وصنع منها معرض حياة وابداع لاينتهي . حتى بعد رحيله الى سموات اخرى . في مسيرة محيط النضال التشكيلي . الجمالي . حيث الهمته صور التأثر القومي . لسوريته ورموزها القديمة . واطلالة الساحل السوري . على فتوحات الطقس الانساني العالمي . بحوض البحر الابيض المتوسط . حيث ولد ونشأ في ( بستان الباشا ) بالقرب من مدينة جبلة ( الادهمية ) ودرس فنون الحياة . بطرطوس . وقد خبر البحر والشجروالطير والغيم والمطر. فكان له الخير والشر . والظلام والنور . والاسفار والانكسار . واليقظة والتحفز . والوعي والظفر . والثورة والامل . والتحدي والمصير. بشموخ لايلين . وهو الذي امتد في ردح من الزمن . برؤى تشكيلية عفوية . تلقائية . وفطرة ابداعية . تعبيرية . انطباعية .ناقدة . بحس خصوصيته . التي كان يبحث بها . عن عذابات انسانه السوري والشامي والعالمي . تاركا في تجريداته وعيه الانساني والفكري والسياسي . صورة الفنان / الانسان . والمستفيد من تراثه الانساني والحضاري . هالات مخزونه الابداعي . وفق تصورات الطبيعة . التي الهمت روحه . بالابتكار . والحالة الدرامية . لشخوصه المنحوتة . والتي كانت تشكل الاوضاع الاجتماعية والتاريخية والسياسية . محور طرحها . في شتى طوابعها التشكيلية والجمالية . لهذا استقى من لون التراب والشجر وورق الاغصان . طابع حضارات ابداعه . في اسباب غزارة انتاجه . الذي لم يعرض منه الكثير. في شكل معارض فردية . بل كانت مناسبات المعارض الدورية الرسمية . منشور ابداعاته الفنية النحتية . ليكون في أغلب اعماله منحاز الى عمق بقاء الفن في الطبيعة . رافضا في الوقت نفسه . كل اشكال الاغراء السطحي . لجعل فن النحت . فن صالوني . بامتياز . ومن هنا جاءت . جودة اعماله . وجمالها الابداعي المميز والمسيطر . على نتاجه التشكيلي . في احاسيس تعبيرية وانسانية مناضلة . وقد وزعت اعماله . في ساحات وميادين معرض دمشق الدولي . ومطار دمشق . وبيوت اصدقاءه الذين يعشقون فنه . وابداعه . ومواقفه النضالية . في فن النحت السوري . المنجز في اشتغالاته المسكونة . بعلاقة الانسان والارض . وثقته بالتراص الانساني والحضاري للانسان والامم المتقدمة . في ارهصات الماضي والحاضر. وقد رسم بازميله . في تقنيات على الخشب والحجر وخامات اخرى . الكثير من مزايا التعبير عن القضايا الاجتماعية . التي هي منهل ابداعه . في منتجه الابداعي . بحس تعبيري صادق . له طعم البيئة المحيطة بعشق الفنان ومحيطه . وله طعم البيئة المحيطة بعشق الفنان ومحيطه . وتاريخ حضارات منطقته . التي ولد بها ونشأ وتألق بها . حتى الممات . ومن هنا . كان المبدع الكبير ( سعيد مخلوف ) يدير حياته الفنية . على البحث والتجريب والتقصي والكشف والتوثيق . بفن النحت . وهو شيخ النحاتين السوريين . الذي استلهم جذوره الموغلة بالقدم والتاريخ والاساطير ومخلفات الحضارات الضاربة في القدم . وكانها الصلابة الاخيرة . لصخور جبال قريته او ضيعته السورية . الغافية بحب شديد . على مخزون موروثه الحضاري الفني . الموسوم بوعي عين الانسان والفنان . حيث اوغاريت وايبلا وتدمر والرصافة وماري وشهبأ وكل أصول الفنان . في أسلوبه النحتي . الذي يعلن من خلاله انتماءه . للانسان والفن . والحق والجمال والخير . ومعنى تلك الارض السورية العريقة الخصبة . التي علمت العالم معنى الحضارة . ومعنى الخصوصية الذاتية . والخصوصية المحلية . والهوية الفنية . في الشخصية التشكيلية السورية المبدعة . حيث ساهمت ابداعاته . في تكوين تشكيل مفردات ذاكرتنا الجمالية والانسانية . ومن هذا المحنى . في تأصيل عوالمه الفنية . التشكيلية . التلقائية . جاءت أعماله . مملؤة بالروح الشرقية السحرية . ذات القيم الجمالية .الرمزية . الايحائية . بواقع طريقة تعبيره . واستخداماته لخاماته . التي تتسع في افكارها. وتتوالد بعناصره التشكيلية البنائية . على حقيقة اهتمام الفنان النحات الرائد
( سعيد مخلوف ) بقضايا أمته والانسان الذي يعيش بها . عبر أرض وسماء هذا الوطن الكبير . والعزيز . على قلبه وفكره . واحاسيسه وانفعالاته وذكرياته الحميمية . عن الحياة والشجرة . والام . والمرأة . والحب . و العاصفة . بقوة وعمق ونحت وابداع وحياة . انتهت بالعزلة . والكفاح . في سيمفونية تقديم روح التفأول . لتكون من اللبنات الاولى . المعاصرة التي شكلت الحلقات الاولى لبناء مسار الحركة الفنية التشكيلية في سورية . مما اصبحت في رشاقة استنطاق الكتلة . حتى تكاد ان تصرخ . من وجع وألم طبيعة الانسان . عندما ادمن صنع اقنعته النحتية . ليكون في ذلك اعلان . على عذابات الانسان المعاصر في العالم الثالث . في مجمل منحوتاته التي هي بعض حلمه . بحسه البدائي والفطري . العفوي . وتأثيرات الفكر القومي . لخصوصيته التطلع الى منابع الدهشة . بمستقبل الايام . ولهذا عالج منحوتاته بأسلوبه تجسيد الاحلام القومية . في نصب كثيرة . منها لازال ينتظر الهواء الطلق . كي يرى النور . في ميادين البلد . وفي هذا نرى همسات عشق أقدام الفلاحين . وهم يمضون الى حقول اشجارهم . كي تكون أجنحة الخيال . مفاهيم تقليدية . وانسانية . ترفض الموت . لان الفن هنا . تدفق حركة الادوات في ينبوع تعبيري . طالع من أناشيد حبه الممتدة . في استعراضاته واستخراصاتها . وتوهجها . في تآليفاته التشكيلية . في مخيلة الفنان . الذي يثير بعين المتلقي المشاهد . صورة كوامن الاسئلة . التي تحرض على الموالدات الحسية . في تأثيرات فن مواجهة النور في الطبيعة . مع حميمية علاقاتها . الودية . مع يد ازميل الفنان ووعي تموج الافكار . في عقله الباطني . الذي حرص على جذوع الاشجار . المتساقطة بفعل الطبيعة . ولم يقطعها . بفأس الجلاد / السفاح . وانما اشتغل على جزء كبير منها . من اخطبوط النفط في العالم الثالث . حيث ظل الحلم المفطور . وتربة تراث جذره الانساني . الرابش به . في حساسية روحه المرهفة . وهو الذي سمى بعضها بتمرحل فني تشكيلي . اسماها بفلسفة ( مرحلة العالم الثالث ) ومنها خرجت أعماله المنحازة الى قضية الانسان بمنحوتات ناطقة . تشرح معاني الغربة والوطن والجوع والقدر والتعب والمرض . والرعب والحرب . والذل والقمع . والقهر والحصار. ضد كل اشكال الفاشيستياته الانكشاراية . بمافياتها المريضة . لهذا قاوم الفنان النحات ( سعيد مخلوف ) المنحوتات الموميائية . وفضاءات فن النحت الصالوني البرجوازي . والرسمي . بمرئيات فن النحت الذي يمجد الحب والسلام والاخلاص والانتماء للوطن . ليرفض النحت لمن بسرقون الوطن . تحت بريق شعارات ارصدتهم . في محافل الخراب العربي. حيث الاقنعة والرؤوس المنحنية الذليلة والمطأطاة بالعار . في كهنوت المكر والخديعة . والتدليس . في عمر النكسة والهزيمة . وتحولات الجماهير . كي تهتف ضد الذئاب وبنات آوى . ولاتبقى المسالخ العصرية . هي روح العصر. وكوضع استثنائي . نادر الخصوصية والحدوث . عاش السعيد مخلوف كأحد المبدعين السوريين الكبار . القدماء . المعاصرون . الذين لايمكن نسيانهم في هذا البيدر الكوني . وهذا الكوكب القلق انسانينا وتكنولوجينا . ووجودينا . حيث كان شجاعا وتدركه الحواس بفن الحواس العاشقة . فتخرج من تحت مشغله او محترفه . العديد من المبدعين التشكيليين النحاتين السوريون . اهمهم ( الراحل مظهر برشين والمبدع الكبير محمد بعجانو والمتألق أكثم عبد الحميد ) واخرون . هم التجربة الابداعية . في مجهوداته الفكرية الجمالية . وشجاعة الفعل والعقل والحب . في عيون القلب . لفنانا التشكيلي النحات سعيد مخلوف . الذي عاش بها كمعلم ابداعي . كان يقدم وصاياه الفكرية والجمالية . بنزق انساني صبور . عاش بهم الحب والمرارة والحزن والتقاء العشق . بما يكفله العاشق وحكمته . في روح الحياة وقفة عز وكفى . وكانها الزهد الحقيقي والتصوف الوجداني . للون الانسان والفنان . في قصائد حب وابداع للعالم . رافضا بيع الاحساس وتداوله بالمجان . دون الحب والانسان . ومابينهما . من امور عزيزة ونفسية . خاصة . بحدوس السيمفونية الانسانية الجمالية . التي ترفض التحكم بالانسان . دون شرط حريته وتحرره الباطني . من كل اشكال القيد المجنون . في دكاكين العهر السياسي . واخلاق التاجر المستغل . والمستفحل بسيادة عصره الالكتروني الامريكي المجنون . بازدارء لقدسية شؤون الحياة . حيث الفلسفة والفن والشعر والثقافة . هم الروح القدس . في غناء العصافير وحدائقها الغناء. مع سنونو رحيل سلاطين الحب . مع خرابيش جذوع الاشجار العاشقة . الغائرة . والنافرة بحب كبير. حيث الورد يلثم خده . والياسمين تجله . في عشب هذه الارض الكريمة . مع نبض الايمان والبيلسان . وشقائق النعمان . حيث الاعمدة والتماثيل واقواس النصر والتيجان والمدافن والقلاع والاثريات . في عهود الانسان . هي بحار ومحيطات ذهول عين يد الفنان النحات ( سعيد مخلوف ) الذي هو أحد ملامح عصرنا الابداعي السوري التشكيلي . مع ايدلوجيات جذوعه . التي تسئل مسلات الطين في شرائع حمورابي وفلسفة ديكارت أنا أفكرأنا موجود . وفق اسس وجود الانسان بقدرته الفكرية . ومن وضع له الفكر. في هسيس ظلمة الاقدار والعتمة . وقد هبطت عشتار كعنصر الاخصاب في تأنيث الحب المنحب . للآله تموز ودموزي في السومرية والبابلية ويماثله في مصر الاله اوزيريس . في الموت والاعياد . في اشراقية العشق الجنوني . لكتاب الحب والعشق . حيث ارتكز النحت به . على رياح فطرة بدائيات حلمه الانساني . بفلاحة تحويل الصلابة في اخشابه ومنحوتاته واقنعته الفنية . الى تنوع ابداعي . هاجسها التعبير عن الانسان والارض عبر صور الرمز في الفن التشكيلي النحتي والتطبيقي . في خامات مضامين الخصب والولادة والعطاء والامومة والعائلة . والوجه الانساني . ولسنوات طويلة . انغمس الفنان سعيد مخلوف . في امتلاكه لتقنيات في النحت على الحجر والشجر والرمل والطين والرخام والمرمر . كاتم اسراره بضفاف الروح العاشقة . الباسلة . في هيكلية عمر الانسان وعشقه . ضد تدجين اللحظات . وهذا الخراب المعاصر.
الفن عند سعيد مخلوف يقدس ذكرى الالهة الحضارية السورية القديمة . ويجعل من عذابات الانسان المسحوق والمطحون والمقهور. في حضارات السوق الاستهلاكية وسطوة قانون العولمة الجديد والقرية الكونية . وعدوانية ديمقراطية العم سام . مصدر حبه والهامه وعشقه وفنه ونحته ومسيرته العظيمة . ومن فينوس الهة الحب والجمال . واشراقات تاريخ النحت المتوسطي . يستيقظ كل جمال الالهة الحجرية . التي صنعها الانسان / الفنان . في كل مكان .من خشب منحوت أوذهب أو فضة أو معدن . ماهو حكايا الطفولة . التي نقرأ منها التاريخ في شكل كتاب الفن والحب والحروف الاولى للابجدية الاولى . عندما تكون الحياة أفضل . في كل هذا الركام التاريخي الانساني والحضاري . بدءأ من اوغاريت التي تعود اثارها الى الازمنة القديمة 6000ق. م وقد اكتشفت عام 1928م وهي على بعد 12 كم شمال اللاذقية وقد تم حل رموز كتاباتها 1930م وقرءت نصوص لوحاتها . بقصائد بعل وعنات وملحمة كرت وقصيدة سحر وشائم وملحمة اقهمت بي ذانيال زواج بارح ونكال . ومن حاضرة تمدن . أمومة اوغاريت الوارفة بالحب والتضحية والعطاء . عاشت شجرة انساب هذا الفنان العظيم
( سعيد مخلوف ) بعطاءه الانساني التشكيلي النبيل . وله وجه السبق الابداعي . في مجاله الحيوي في الفنون التشكيلية . وفن النحت . والقصائد الخشبية والترانيم التي هي كالبلسم في حياتنا وجراحنا وعشقنا . بما تشاركنا به المعاناة والحزن والفرح . في بؤرة هذا العالم الحي . وهو الذي سكب روحه . في توهج أبداعي لازالت يشرق في توهجات الحياة المشرفة على مستقبل إنساني مبدع . باقي في حكاية ريادة فن النحت التشكيلي العربي السوري . حضور حضاري معاصر . يرفض التدجين وجهل الطريق .
سعيد مخلوف . فنان التراث الانساني . وحكاية أحساس عشق الجمال باشجار الزيتون . واغصان الحياة . في ذكرى الشرق . وبهجة الناظرين . الى جسد الارض . في خضرة الحب والخصب . وزرقة البحر والسماء . في كبرياء الحب الملهم . حيث الثقة بالتراث والمستقبل . هو شكل المؤمنون بالغد . الطامحون بالزمان والمكان . حول التراث والمستقبل . في سياق مجال الحضارة . لطموح الباحثين . من ماض وحاضر ومستقبل . لمستويات بتراث الانسان الجوهري . حيث الحماسة للجمال والحكمة . في غاية القدر الواقعي . لصميمية قلب العالم . وباسلوب تجديدي في الفن . نحت فن تعظيم الجمال. كي يزدري القبح . في كل أشكاله . لثير أبناء المستقبل . بتواضع سعادة الفطنة والبطولة والوعي والتقدم والتفضل . في طاقة لطف الانسانية . الحالمة . في نذور شجاعة الاحساس .
سعيد مخلوف نحات الانسانية المعذبة . فهو رجل كريم وفطن بعلم الجمال الفطري للانسان . في مستوى حياة الابداع . في ابداع حياة . وحس اجتماعي نادر. ومن منهج مااشتغل عليه في حياته في بيروت ومدن اخرى . في فنون المكياج والاكسوارات والفن الدرامي . مما جلب له عالم الاقنعة . كي تكون في جهات الرمز . حقيقة البيان التراثي الانساني . بمسعدات العمر الزمني والانساني . جاءت رموزه الفنية والتشكيلية والجمالية . غمزات جوهرية الانسان . وسمو الحقيقة المحيطة . ببحر الخلود . محاولا تجاوز الظروف المحكومة بالزمكان . بحثا عن انسانيته الحانية الى سمو السعادة الخالدة .سعيد مخلوف فنان رائد تشكيلي سوري رحل عنا . وقد سكن الموقف في عموم امكانيات حياته . فوسمه النقاد والدارسين . الكثير من الكتابات التي جسدت بقع ضوئية .على خطوط حالات الكشط الانساني . لانسانيته ومسيرته وفنه .
شيخ النحاتين السوريين هو الفنان "سعيد مخلوف"
الذي ولد النحات "سعيد مخلوف" في بلدته "بستان الباشا" القريبة جداً من مدينة "جبلة"، عام 1925 وتوفي في "دمشق" عام 2000، حيث بدأ رحلة الفن الطويلة الشاقة والسعيدة عام 1932، بمحاولات واعدة فوق هوامش دفاتر المدرسة.عام 1946 اختلف الأمر، إذ سرعان ما خرج من هوامش دفاتره الحبيبة، إلى اللوحة الكاملة المقومات والخصائص ثم إلى النحت وملحقاته من الفنون التي يندرج بعضها تحت اصطلاح (الفنون التطبيقية)، وبعضها الآخر أقرب إلى الحرف والصناعات اليدوية، وبالتدريج أصبح كل شيء حوله يثيره ويحرضه ويغريه للمضي بعيداً، في الكشف والبحث والتجريب.هكذا بدأت رحلة الفن الصعبة- الجميلة، في عالمه المثير الطافح بالإنتاج والمغامرة والتجريب الذي لم يعرف التوقف عند حد.في البداية قام "سعيد مخلوف" بإنجاز مجموعة أعمال فنية، بطريقة النحت النافر على الحجر، أخذت طريقها إلى معرض جماعي وحصلت على الجائزة الأولى، ما دفعه لمتابعة التعامل مع هذه الخامة، وفي الوقت نفسه استهواه المسرح فلعب بعض الأدوار الدرامية، ثم انقطع عن ممارسة الفن لمدة خمس سنوات.مع بداية العام 1962 أنجز أول منحوتة له من الخشب، وكانت هذه الفترة بالنسبة له، ضائعة بين الرغبة بالتسلية والرغبة بالتعبير عن بعض هواجسه الخاصة، إذ كان يشعر وهو يمارس فن النحت، أنه في معركة مع أقوياء، معركة لا يملك فيها سوى اجتراح فعل الإبداع سلاحاً يحاربهم به.أواخر خمسينيات القرن الماضي ومطلع ستينياته، انتقل "سعيد" للإقامة في "بيروت"، عمل خلالها بالتمثيل واشتغل بالماكياج والتصوير.في العام 1962 عاد من "لبنان" إلى بلدته "بستان الباشا"، حيث ابتدأت انطلاقته الكبرى مع النحت، خلال هذه الفترة عكف "سعيد مخلوف" على تنفيذ العديد من الأعمال النحتية الحجرية والرخامية والخشبية، عقب إنجازها حملها جميعها إلى "دمشق"، وشارك بها في معرض الدولة الرئيسي الذي كان يحمل آنذاك اسم "معرض الخريف".قبلها كان يخشى العرض، بالرغم من تشجيع من حوله له، على تقديم أعماله للناس. عام 1964 أقام أول معرض فردي له في بيت السيدة "مورلي"، وفي العام نفسه أقام معرضه الفردي الثاني في صالة المركز الثقافي العربي "بدمشق" ومنذ العام 1966 انقطع عن العرض كلياً، في المعارض الرسمية.أما انطلاقته الكبرى فكانت من خلال معرضه بصالة "اسباس" "بدمشق" الذي عرّف الناس عليه عن قرب، وبشكل جيد وصحيح. غير أن تجربة "سعيد مخلوف" الأبرز والأهم كانت في المرحلة التي بدأ فيها يعالج جذوع الشجر، (خاصة جذوع الزيتون الوسيمة المباركة)، وهذه التجربة تحولت فيما بعد، إلى مدرسة نحتية قائمة بذاتها في الحياة التشكيلية السورية المعاصرة، مدرسة تربى فيها العديد من النحاتين السوريين الشباب، وهم يملؤون اليوم شرايين هذه الحياة بصخبهم المحبب، وجميعهم تحدروا من مدرسته التي جمعت بين الحس البدائي العفوي والخبرة المكتسبة بالممارسة الدؤوب.عمر طويل أمضاه "سعيد مخلوف" في ممارسة النحت الذي تعلمه بنفسه، عالج جذوع الأشجار الصلبة بتلقائية ووعي في آن معا، ما جعل هذه الجذوع تستكين إلى يديه، وتتلوى تحت ضربات مطرقته وازميله، كما تتلوى الفرس الحرون أمام سائسها القوي، الماهر، المدرب ،المتمكن من أسرارها.عبر جذوع أشجار الزيتون المبارك، جاء صوت هذا النحات قوياً، واضحاً، فاعلاً، جميلاً، كاتباً بذلك السطور الأوضح في سفر النحت السوري الحديث.ومن أشهر أعمال النحات "سعيد مخلوف": "الأسد المجنح" في مطار "دمشق" الدولي. وكان قد نال وسام الاستحقاق السوري بمرسوم جمهوري ، وتوفي عام 2000 تاركاً إرثاً فنياً لايقدر بثمن، ولقباً اشتهر به طيلة حياته، لقبه به النحاتون السوريون، وهو "شيخ النحاتين".
حيث يعتبر سعيد مخلوف : رائد الفن السوري . والذي بدءت . من بستان الباشا في جبلة الى دمشق وبيروت ، وقد ترك الفنان سعيد مخلوف إرثاً كبيراًمن الأعمال النحتية الهامة، تعد باكورة التجربة السورية الحديثة ، ولبناتهاالأولى ، فرغم عدم دراسته الأكاديمية لهذا الفن الرفيع ، استحق مخلوف لقب أبي النحت السوري ورائده. وابتداء من المتخف الوطني بدمشق، ووزارة الثقافة، الى المجموعات المحفوظة عند بعض الأصدقاء، مازال مخلوف حاضراً بأعماله المميزة ،يحمل الاثم الكنعاني بحب ووعي كبيرين .تميز أسلوبه النحتي باستلهامه من الحضارة السورية القديمة . وأساطيرها، وظهر ذلك واضحاً في أسلوب نحت الاقنعة الذي اشتهر به. نال وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الاولى، بمرسوم أصدره .رئيس الجمهورية تقديرا لريادته . وانجازته المميزة في النحت . والفنان سعيد مخلوف ولد في بستان الباشا، اللاذقية ، سورية 1925 ودرس الفن دراسة خاصة.و عمل مشرفاً على مشغل النحت في معرض دمشق الدولي. أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية ، المتحف الوطني بدمشق، مدينة معرض دمشق الدولي، القصر الجمهوري باللاذقية، مطار دمشق الدولي، ضمن مجموعات خاصة. في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وسورية. من معارضه الخاصة في عام 1964 اقام معرض شخصي في المركز الثقافي العربي بدمشق.ومن المعارض المشتركة كانت في عام 1965 معرض مع تسعة فنانين في صالة ايسباس بدمشق.وفي عام 1967 معرض بالاشتراك مع النحاتة الأميركية دونا باكنللي وفاتح المدرس.وفي عام 1963 شارك في معرض الخريف في دمشق.وفي عام 1964 معرض الربيع في حلب.وفي عام 1964 معرض الخريف في دمشق.وفي 1966 معرض الخريف في دمشق.وقد نال من الجوائز وسام الاستحقاق من رئاسة الجمهورية العربية السورية.
قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / كندا
15 سبتمبر . 2 دقيقة قراءة
17 أكتوبر . 5 دقائق قراءة
03 سبتمبر . 3 دقائق قراءة
03 سبتمبر . 3 دقائق قراءة