29 ديسمبر . 8 دقائق قراءة . 987
عبد البديع عبد الحي
الفنان والنحات العربي المصري الشهيد قاهر الصخر بروح أصالة ابن البلد .
قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / سوريا
من يحاسب قطرة الدمع . في عمق المأساة . لو بكت غافية عند حدود الوطن . وغياب بوح البنفسج . للمبدع الذي يصادق الانتماء . كي يكون الصدق ألزماني والمكاني والإبداعي . لهذه الخاصية . حيث يشكل الفنان النحات العربي المصري ( عبد البديع عبد الحي ) أحد أهم أعمدة الفن التشكيلي العربي المعاصر . ليس في مصر العربية . ومن أهم النحاتين المصريين الذين قهروا الحجر الصوان في العصر الحديث، ليبقى حيا في وجداننا وحيا في ذاكرة الوطن بالرغم من قتله على أيدي اللصوص والقتلة . فقاهر الجرانيت . حقل إبداعي كبير . بل يتعداها إلى حقل حقول الضوء العالمية . في مفاهيم فن النحت على أصوله . وهو الفنان الفطري التلقائي . والعصامي الذي فجر طاقات كومنه الشخصية . لصالح ذاكرة إنسانيته . وجمالياتها . في ذاكرة ارض الإبداع والأصالة . وهو الفنان الذي ينتمي إلى جيل شكل القاعدة الأولى . في النص الإبداعي والثقافي والفكري . والحضاري . في جماليات الفن التشكيلي العربي . فصار خالد . في حضوره الاستثنائي . حين ولد في ديروط بالمنيا (30/6/1916م ) . او عبر رحيله المأساوي . بتاريخ ( 5/7/2004 م ) . حيث اغتالته يد الإجرام والحقد والجهل والمرض والغباء . الكراهية . والعدوان . وهو في محترفه ( بيته الأخير في احد الإحياء الشعبية في مصر ) بطعنات لصين فاجرين حيث رحيل النحات المصري عبد البديع عبد الحي . قبل ثلاثة أيام عن عمره الأخير . في ثمانية وثمانين عاماً، بعدما اقتحما لصين منزله الفقير في ضاحية مصر الجديدة وانهالا عليه طعناً بالسكاكين، وسرقا معدات نحت خاصة به ليبيعاها بمبلغ ضئيل . لا يتعدى الثلاثة وستون جنيهاً مصرياً . وقد قتل اللصان النحات المصري البارز ( عبد البديع عبد الحي ) إلا أنهما لم يجدا لديه سوى 63 جنيها أي ما يوازي عشرة دولارات. وقد قالت مصادر قضائية إن "القاتلين وهما شقيقان ظنا أن النحات الذي عثر على جثته أول من أمس داخل بيته بحي مصر القديمة من الأثرياء بما أشيع عن حيازته تماثيل أثرية نادرة". ووجه اللصان إلى عبد الحي 14 طعنة أثناء نومه "خوفا من أن يستيقظ فجأة ويمسك بهما حيث كان مشهورا بقوة قبضة يده رغم اقترابه من التسعين". ومن دواعي الخيبة والخسران . و الاسىء . أن يهدر حياة مبدعين وعباقرتنا . بطريقة غادرة . والحكومات الحاكمة لا تفعل شيء لصالح حماية مبدعيها . القلائل . وعدم رعايتهم كتاريخ حضاري ووطني . وقومي . وأنساني . ومن المخجل أن أرى هؤلاء القتلة الجهلة الأغبياء الأوباش . وهم يتحدثون عبر التلفزة المصرية يقولون بفم متشدق . أنهم لم يجدوا شيء. بجيبه. شيء . وكانوا يظنون أن الفنان ( مليونيرا ) غيران ما قيمة ما باعوه اللصوص من أدوات قد سرقوها من الفنان النحات . بعد اغتيالهم الغادر له . لا يتعدى ما ذكرناه . وكم كانت عيون البلاهة في جهل إمراضهم المتعفنة .ومحزن أنهم لازال إحياء هؤلاء القتلة المجرومين .والمبدع الإنساني والحقيقي الصانع مجد روح الإنسان المصري . أمام كل الحضارات الأخرى . انه رحل بفقد غادر وأثم . حيث لأحول ولاقوه ألا بالله ) لهذا لم يكن صعب أن وجدوا انه لا يغلق أبواب مرسمه ( منحته ومحترفه الذي يضح بالفن والتماثيل وسريره الأرضي . وذكرياته وجمالياته ) بل كان يتركه مفتوح لكل الناس . ولأنه أحب الناس . وعاش بينهم . مطمئنا لهم . لأنه يعرف محبة كل الناس به . وهو ابن هذا الشعب العظيم . الذي صنع الحضارات منذ الأزل . في ارض الكنانة . حيث ولد وعاش الفنان النحات العربي المصري . ( عبد البديع عبد الحي ) ( شيخ الفنانين النحاتين المصريين ) في ريادة مجاله الحيوي . والإبداعي النحتي . منذ اكتشفت أصابعه . عباءة روح الفن . في حياته . وحضوره . وتجاربه الفنية . مع الطين والحجر . وهو الذي عبر عن أفكاره . وتأملاته . في الفن والحياة . والطبيعة . المحيطة به . فكان في جميع الأحوال . نحات بارع . وأعماله الفنية النحتية . ذات مذاق خاص . طالعة من روحه المجتهدة . بشاعرية مواهبه التي طبعها الإحساس الاجتماعي . والعمل . حيث كان ينتهج الكدح والتعب . وحكمة الأيام . فلسفة أسلوبية حياته . حينما اكتشفته رائدة التحرر في الحركة النسائية العربية والمصرية ( هدى شعراوي ) حيث كان خادمها . وطباخها . (عبد البديع عبد الحي ) وقد كان فنان مبدع . ونحات بالفطرة . وان محيط الحلم . والإمكانيات . به هائلة . فشجعته وساعدته . وقدمته . في روح البدايات والنهايات . وأمدت أشواق تجلياته . بضوء الفرح . في مسرى الروح . فداهمته بحار الأضواء . والخفايا . والإسرار . وتكلمت أصابع التعب . في فن روح التجسيد والتحدي . ومن مدارات الحلم والغيب . استحضر الفنان النحات ( البديع ) كوامنه المكبوتة . في مدارات الفعل الإنساني والإبداعي . والجمالي . ففأجىء الجميع . والكثير منهم . وكثيرون كانوا أساتذة وأكاديميون . وفناني باختصاص محترف نحت . وأكاديمي . ودارس للفن التشكيلي . فتفوق عليهم . بروح الإيحاء المفعم بنزعاته التي نذرت كامل عنفوان التحدي . والشظف . لتأتيه الجوائز . والحساد من كل مكان . وليعطي الحب و الحياة . والحجر . الخصوبة . وتبرق به . شمس حرارة إبداعه . الذي وعد لها نفسه بالسعادة . فكانت الواقعية والرمزية . سبيلا إلى استحالة المستحيل . التي وشمت إعماله . إلى حدود الجنون . والتنوع . والعبقرية الأكاديمية . والهلوسة . والأحلام .حيث يذكر عنه . إنه عندما تقدم للتجنيد سنة 37 م . تقريبا . أخبره الضابط الإنجليزي المسئول عن التجنيد . أنه غير لائق للجندية . لأن عينيه بهما حول . فاستنكر ( عبد البديع ) الشاب ما قاله الضابط الإنجليزي . فضربه الضابط بالكرباج . فخدش الكبرياء الصعيدي . وأصر على قتله . ولكن تخطيطه لقتل الضابط الإنجليزي . تبدد نتيجة للاستحكامات الأمنية . وفى طريق العودة إلى السكن . حصل على قرن جاموسة فنحته بسكين الطباخ على شكل صورته . يصرع الضابط البريطاني . وكأنه يستعيد تلقائيا . تقاليد حفر السكاكين الجرانيتية في عهود ما قبل الأسرات المصرية التي تصور صاحبها منتصرًا يصرع عدوه . ومن ثم يتقدم ( عبد البديع ) للمتحف الحربي بالقاهرة عام 1942 م . بعدد من التماثيل التي صنعها . يصور فيها نفسه في ملابس جندية من أسلحة مختلفة . لقد حز فى نفسه كثيرًا . رفضه فى التجنيد . بعكس اتجاه أبناء جيله . إلى التهرب من التجنيد بدفع ( البدلية ) أو بقطع إصبعه . وقد قبل المتحف هدية عبد البديع مما رفع من معنوياته . وعندئذ مسه هاجس الفن الذي حول حياته تماما . ( ففي عام 1945 م . كانت أخبار الحرب العالمية الثانية على أشدها . وقد عانت القاهرة من غارات الطائرات الألمانية والإيطالية، وانتشرت الكشافات المضيئة في سمائها . تبحث عن الطائرات . والمدافع المضادة تطلق داناتها . بينما . يسمع في كل مكان صفارات الإنذار. والشوارع تمتلئ بالجنود الذاهبين أو العائدين . قبل أن يحسم (( مونتجمري )) موقعة العلمين في الصحراء المصرية . وكانت القاهرة تعيش في ظلام دامس . بينما تدهن الشبابيك . باللون الأزرق الداكن . منعاً لتسرب الضوء، وكان ( عبد البديع ) يتابع في الصحف . ما يحدث على الجبهات . ويحس بالخطر . وقد فقد أمنيته في أن يصبح جندياً . هذه الحرب أصلت الخطر والشر في بعض أعماله النحتية . فيما بعد . حيث اكتشف الفنان الشاب أن العالم أكبر بكثير من أن يحتويه . وعليه أن يجسد بالرموز ( فكرة الشر والخطر ) وهذا ما حدث فيما بعد في تمثالين له الأول هو تمثال ( الثعبان والصبي ) والثاني تمثال (القط والثعبان ). في العام 1950 م . أعاد( عبد البديع عبد الحي ) نحت تمثال ( لعبة السيجة ) . فصور صبيان يجلسان القرفصاء . ويلعبان متقابلين . وبلغ عرض التمثال مترين . ويعتبر هذا العمل تحفة فنية في حد ذاته . وكان موجوداً بحديقة قصر هدى شعراوي بوسط القاهرة . وفى سنة 1951 م . قدم عبد البديع عبد الحي . تمثالاً آخر عجيباً لصبي يصعد سلماً ويتأبط ثعباناً . ويمسك برقبته بقبضة قوية . وحصل هذا التمثال على الميدالية الذهبية في المعرض الذي أقيم في مناسبة انعقاد أول مؤتمر إفريقي آسيوي . ويقول عبد البديع إن هذا التمثال يرمز إلى الروتين . فالثعبان يريد أن يقتل الصبي ولكن الصبي يحاول السيطرة عليه بقبضته القوية ويرتسم على وجهه المعاناة في تناول يمزج بين الفطرية والأكاديمية . في صورة مدهشة . ويبدو أن الثعبان تحول إلى تيمه رئيسية . لدى أعمال الفنان الراحل . حيث برز مرة أخرى في تمثال (( الثعبان والقط )) عام 1970م . والذي عرض في سوريا مشاركاً في ( مهرجان الفن التشكيلي العربي الأول ) . في مارس 1973م . وأعجب اللواء ( مصطفى طلاس ) وزير الدفاع السوري بالتمثال . فسارع ( عبد البديع ) بإهدائه إلى وزارة الدفاع السورية . فأمر اللواء طلاس بإهداء ( عبد البديع ) مسدساً أسبانياً . وخمسين طلقة . وعباءة تاريخية . وهي الهدية التي تسلمها عبد البديع في مصر في أبريل 1973 م .عن طريق المخابرات المصرية . عن هذا المسدس الأسباني . كان الراحل يحكي لنا في جلساتنا حوله كل مساء . وكيف كان تجديد رخصته مشكلة سنوية تواجهه . رغم عدم استعماله له . بل إنه نزع منه إبرة التفجير . وكأنه لا يدري . أنه سيأتي يوم سيندم فيه على إهماله هذا المسدس . وأنه سيموت بطعنات لصين فاجرين . لم يرحما شيخوخته وكهولته!.. تزوج الفنان الراحل من ( السيدة ملك ) عام 1950م . وأنجب ثلاثة أبناء . ولدين وبنت . أحد الولدين أصبح فناناً معروفاً . وهو أصغرهم . ويدعى شريف .الذي أصبح معيداً بقسم النحت بالفنون الجميلة . والأوسط يعمل بوزارة الخارجية . وهو ( منتصر ) والابنة المحامية . أكبرهم ( هدى ) . (سمَّاها الراحل على اسم راعيته الأولى ومكتشفة موهبته الفنية هدى شعراوي ) . واتخذ الفنان من زوجته موديلاً له في أغلب أعماله النحتية . عن الموديل العاري . وأنجز مجموعة كبيرة من التماثيل النادرة بأحجام مختلفة صغيرة أحياناً . وأحياناً عن الحجم الطبيعي . وأكبر من الطبيعي . أحياناً أخرى . وقد نقل عبد البديع ذلك الحس القوى . والتميز الشديد . للجسد الإنساني . وملمسه . وتحليله الأكاديمي . ثم الواقعي . ولم يحاول الخروج من هذه الدائرة . لكنه بعد هضمه للجسد . أقام تمثالاً كبيراً . أطلق عليه اسم ( الفجر ) لامرأة تخلع ملابسها . بدأت فيه كتلة الجسد العاري الممتلئ بالحياة . وبالأنوثة . أكثر تبسيطاً مما سبقه من تماثيله . ولكن مازالت المعالجة الواقعية . قائمة فيه . ويقول الفنان ( ناجى كامل ) إن هذا التمثال . هو أحد نتائج فترة المرسم لدى الفنان . يقول الناقد ( صبحي الشاروني ) في رسالته للماجستير عام 1979م . جامعاً بين الفنانين ( محمود موسى ) و (عبد البديع عبد الحي ) برؤية مقارنة : إن أعظم ما يميز هذين الفنانين . هو احترامهما للخامة . وعمق إحساسهما بها . حتى ليشعر المشاهد . بمدى حبهما . لهذه الخامات . وتفاعلهما . معها فيما يشبه العشق . وقد كان احترام الخامة . والاستفادة من إمكانياتها الذاتية . من مميزات فن النحت في مصر . على مدى العصور . ولكن عبد البديع . يختلف عن محمود موسى . بميله إلى صناعة التماثيل الرشيقة المرتفعة . إنه ينظر إلى الحجر . باعتباره كتلة تعاند الفراغ الذي حولها . وتجرى حواراً معه . أما محمود موسى فتماثيله مكورة . إنه ينظر إلى الحجر . باعتباره كتلة تحتمي من الفراغ . فلا يزيد ارتفاع تماثيله . عن عرضها إلا قليلاً . وعبد البديع لا يحس أن تمثاله . قد اكتمل إلا إذا صقله . وجعله لامعاً . فالخامة عنده . لا يظهر جمالها . ولا تفصح عن مفاتنها . إلا إذا صقلت صقلاً جيداً . بينما يميل محمود موسى إلى تكوين تمثاله . بالتباين بين الأجزاء المصقولة . وتلك التي يتركها خشنة بتأثير ضربات الأزميل . فهو يعتبر الأجزاء المصقولة . وتلك اللامعة . هي إمكانية في فنه . تضيف نوعاً من التلوين الطبيعي الثابت إلى تماثيله . وقد استطاع عبد البديع عبد الحي أن يحتل مكانته في زمن كان يتواجد فيه أساطير فنية كبيرة مثل محمود سعيد ومحمود مختار وجمال السجيني وسواهم من رموز النحت والتشكيل المصريين، متماساً معهم في أعمال عديدة، ومتفوقاً عليهم في أحيان كثيرة، فهو الذي سرق روح الحياة الحقيقية من المجتمع المصري، حين رصد الوجوه العادية في الشوارع والبيوت، منجزاً تماثيل لأصحاب المهن التي مارسها هو في حياته، فهو عمل طباخاً لأسرة أرستقراطية في صعيد مصر وهو ابن سبعة أعوام، فقدم تماثيله الأولى عن العاملين معه من سفرجية وطباخين وفلاحين وأصحاب المراكب النيلية وبنات الصعيد، هذا المنحى الفني قربه من النهج الذي سار عليه محمود مختار في أعماله التي انحازت للبسطاء من الناس، ولكن يظل الفارق بينهما شاسعاً، فمحمود مختار وهو الأرستقراطي والذي نال تعليمه في باريس اقترب من الروح الشعبية المصرية رغم أكاديميته التي تمرد عليها فيما بعد، أما عبد البديع عبد الحي فظل على فطرته، حتى بعدما تعلم القراءة والكتابة في كتَّاب مدينة ملوي مسقط رأسه، وبعدما ألحقته هدى هانم شعراوي التي رعت خطاه الفنية بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة عن طريق أحد أساتذة النحت الفرنسيين البارزين، وهو البروفيسور "كلوزيل" والذي كان أستاذاً لجمال السجيني وعبد القادر رزق وغيرهم. وكأي عجوز يعيش وحيداً، ويفتقد لمن يتحدث معه، كان عبد البديع عبد الحي يحكي لنا كل مساء ونحن متحلقين حوله في أتيلييه القاهرة للفنانين والكتاب عن بداياته الفنية، وذكرياته مع الكونت زغيب وهدى هانم شعراوي، كنا صغاراً يافعين أغوانا الأدب وحب الشعر والكتابة، كان يقول وهو يشعل سيجارة جديدة من أخرى تكاد شعلتها تحرق أصابعه المصفرة من أثر النيكوتين: ولدت لأسرة فقيرة في صعيد مصر بمدينة ملوي إحدى مراكز مدينة المنيا في 30 يونيو 1916، وتعلمت في طفولتي القراءة والكتابة في الكُتَّاب وحفظت جزءاً من القرآن الكريم، وبعد أن أنهيت دراستي في الكتَّاب حاولت أمي رحمها الله أن تلحقني بإحدى المدارس الفرنسية في ملوي، لكنها خشيت عليَّ من ثأر العائلات في الصعيد، ويبدو أنه كان على عائلتي ثأر ما، فخافت عليَّ وألحقتني للعمل في مطبخ واحد من أعيان مدينة ملوي منذ أن كان عمري سبعة أعوام، وعملت لأسرة الخواجة "تادرس" طباخاً لمدة سبعة عشر عاماً قبل أن أنتقل إلى القاهرة بعد ذلك". في حوار صحفي أجرته معه "فاطمة علي" في مجلة "آخر ساعة" قبل نحو عشرين عاماً، يحكي عبد البديع عبد الحي بداياته مع الفن والنحت فيقول: "سنة 1937 طلبوني للجهادية (الخدمة العسكرية) وكنت أحلم بأن أكون عسكري في الحربية، ولكنني لسوء حظي رسبت في الكشوف الطبية بسبب ضعف نظري، رغم خلوي من أي عيوب خلقية، دفعني هذا الموقف لأن أتخيل كيف تكون صورتي لو أنني أصبحت جندياً، هل كنت سأصبح طوبجي أو بيادة أو سواري (يقصد جندياً في سلاح المدفعية أو المشاة أو الفرسان) أو الحدود، وبدأت أعمل تماثيل صغيرة لا يزيد طولها عن عشرة سنتيمترات وكأنني أحقق ...أمنيتي"، نفس القصة يرويها الفنان الراحل للناقد مكرم حنين فيقول: "إن انفعالي بالموقف ضايقني وحطم أمنيتي، وكانت هذه التماثيل متنفس لغضبي الشديد، وكان أول تمثال أنفذه من قرن بقرة بمطواة صغيرة في نفس اليوم، وفي عام 1942 قرأت في الأهرام عن وجود المتحف الحربي بالقلعة فتوجهت بتماثيلي إليه، وهناك التقيت بأمين المتحف الدكتور عبد الرحمن زكى والذي كان أستاذاً للعمارة الإسلامية وعالماً في العمارة الحربية، والذي رحب بهذه التماثيل الصغيرة وكان ذلك تشجيعاً كبيراً لي في بداياتي". ففي سنة 1943 قرأ الفنان الراحل خبراً في جريدة الأهرام عن وجود معرض ومسابقة محمود مختار والتي كانت تقام تحت رعاية هدى هانم شعراوي، كانت هذه المسابقة تقام كل عام وتمنح جوائز لتشجيع المثالين الجدد وللاحتفاء بذكرى محمود مختار مثال مصر الكبير والذي توفى في ريعان الشباب في نفس العام 1934 عن 43 عاماً، وكانت هذه المسابقة تعتبر من أهم المعارض الفنية آنذاك، وقرر عبد البديع عبد الحي الاشتراك بتماثيله البدائية (كما كان يقول لنا) في المسابقة، وكانت المرة الأولى التي يخرج فيها من حدود مدينة ملوي قاصداً القاهرة بعد أن أعد تمثالاً عن لعبة "السيجة" الشهيرة في مصر، واشترك في المسابقة ونال إعجاب الكثير من الجمهور والنقاد على حد سواء، ولفت عمله الأنظار إليه، يقول الناقد الفني "مكرم حنين" إن عبد البديع عبد الحي قام بعمل تمثال للمراكبي خلال رحلة المركب إلى القاهرة، والتي استغرقت تسعة أيام، ووجد نافذته لفن النحت من خلال مسابقة مختار التي كان لها أكبر الأثر في تاريخ حياته، وظل مداوماً على الاشتراك فيها مصراً على الفوز بجائزتها الكبرى، كي يضع موهبته على الطريق متمسكاً إلى أبعد الحدود بخيط التواصل مع المسابقة، وعند الإعلان عنها في العام التالي 1943 وموضوعها "ست الحسن"، اختار عبد البديع لقطة فنية طالما رآها وداعبت خياله، وهى لفتاة مصرية جميلة تمشط شعرها، ونفذ الفنان هذا التمثال على قطعة رخام، ولا ينسى عبد البديع تشجيع الخواجة "تادرس" وأسرته له وفخرهم بما ينفذ من تماثيل في حديقتهم. وحدث أن رأى تمثال "ست الحسن" مهندس اسمه "فؤاد حبشي" وعرف عبد البديع عبد الحي منه أنه ابن عم للدكتور لويس عوض وكان مهندساً في مصلحة المساحة، ولما عرف "فؤاد حبشي" أن عبد البديع ينوى التقدم بتمثال "ست الحسن" إلى مسابقة محمود مختار، عرض عليه أن يأخذه معه إلى هدى هانم شعراوي التي وصلت إلى دائرة أملاكها في المنيا، فأخذ التمثال وذهب معه والتقى عبد البديع عبد الحي لأول مرة بهدى هانم شعراوي، وكان بصحبتها مدير المديرية (المحافظ) محمد سلطان، فأعجبت بالتمثال ووعدت بمساعدته وعرضت أيضاً عليه العمل في قصرها بالقاهرة طباخاً، فطلب منها فرصة لاستئذان الخواجة تادرس الذي كان يعمل عنده ما يزيد عن 17 سنة، ولم تمانع أسرة الخواجة تادرس ما دام في ذلك مصلحة له، ويروى عبد البديع أنه سافر بتمثاله إلى القاهرة متوجهاً إلى قصر هدى هانم شعراوي المطل على ميدان التحرير (تحول إلى جراج الآن)، وقدمت هدى شعراوي التمثال إلى "جبرائيل بقطر" المحرر بمجلة "الإيماج" وكان سكرتيراً لمسابقة مختار، وعند افتتاح المعرض حصل التمثال على الجائزة الأولى، وحدث أن اعترض الفنانون المشتركون على منح عبد البديع الجائزة لأنه "مجرد فنان فطري" لم يحصل على تعليم أكاديمي، وأمام ضغطهم الشديد رفعت الجائزة عن التمثال وكانت قيمتها عشرون جنيهاً مصرياً، وكان من بين الحاضرين للافتتاح والد الملكة فريدة، والذي عرض على هدى شعراوي شراء التمثال تشجيعاً منه للمثال الشاب، ولكن عبد البديع عبد الحي رفض بيع التمثال وقال لوالد الملكة فريدة: "أنا أهدى هذا التمثال لسيادتك ويكفى تشجيعك لي ومساعدتي"، ويقول عبد البديع أن موقفه هذا كان أقل ما كان يستطيعه تجاه سيدة عظيمة مثل هدى شعراوي، ولكن ما حدث بعد ذلك أنها منحته خمسون جنيهاً، وكان هذا التقدير مدهشاً ومذهلاً له ودافعاً قوياً للإجادة. كان عمر عبد البديع وقتذاك 27 عاماً عندما ألحقته هدى شعراوي بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة عام 1943م)) . فكانت باب الواقعية كانت مسرح إبداعاته النحتية . حيث جاءت أعماله الأولى . وحتى أخر منحوتاته . في مجال بحثه الدائم . بالفن . وبالذات فن النحت . الذي منها شكل أدواته التقنية والتعبيرية . في مجالات النحت المصري والعربي . والعالمي . وهو الذي لم يتوقف عند حدود فاصلة . بغير الإنتاج المستمر . والإبداع . وخير الأمثلة . روح تمثال الطفل أو الصبي النوبي الذي . أنجزه ( عبد البديع عبد الحي ) من حجر البازلت . الذي انتزعه من رصيف كلية الفنون الجميلة وحوله إلى تمثال . وكذلك كان الأمر مع كثير من الأحجار المحظوظة . التي انتشلها ( عبد البديع ) من الشوارع والأرصفة . ليحولها إلى تماثيل . أصبحت الآن من مقتنيات متحف الفن الحديث بالقاهرة . لهذا تكونت مكونات عمله الفني الإبداعي . على شكل خاماته الفنية . حيث الجرانيت والحجر والطين والجص . والخشب حتى . وبعض تقنيات النحت . كانت هي بعض مقومات خبراته التعبيرية التقنية . في واقعية عناصر إبداعه الفني النحتي . وفي تأملية فاحصة . لرؤية الفنان النحات . ( البديع ) نجد إن أزميله عرف منحى هيولى رغبة الفنان / النحات . هناك أبدع روح التواصل الايجابي مع خاماته البيئية . وفكرة التقاط روح التلقائية الشكلية للطبيعة المحيطة به . فمن بورتريهات شخصياته المختلفة المنحوتة . بواقعية النظرات والتكوين والتعبير . والملامس الصقيلة الناعم الملساء . إلى روح تلك المسحة الواقعية الفوتوغرافية السحرية . في العديد من تماثيله الفنية . الإنسانية . المتنوعة . والمختلفة . والغنية في مرئياتها الإيحائية . حيث أعطى الفنان النحات ( عبد البديع ) الأولوية لروح التشابه بين النماذج الإنسانية . المنحوته . ولم يتردد في إعطاء روح التعبير الممكنة . في كامن إبداعاته النحتية . المشبعة بذات الملامح الإنسانية التي تكاد لا تخلو من الرومنطقية . كما هي في روح تماثيله ومنحوتاته حول الشخصية المصرية والمرأة ( بنت البلد وابن البلد ) وأهمية ذات الملامح الإنسانية المحلية الشاعرية . التي كان معجب بها ولا يعبر عن غيرها . لأنها عالمه . الإنساني . وإطار روحه الشاعرة التواقة إلى روح الزمان والمكان . وعمق الشاعرية النفسية التي تتسم بالحزن والجمال . لتعبر عن روح الفقر والبؤس والمعاناة . وحياة الناس . في الريف والمدينة . وهو الذي انحاز في أطار رمزية في منحوتاته الفنية . إلى أكثر الأساليب الأكاديمية في النحت . كي يبث مواهبه الكبرى . كي يثبت أمام الجميع انه موهوب وذكي وعنيد . وصلب . ولماح . وانه لم يدرس الفن في مدرسة متخصصة . أو عبر محترفات للنحت الأكاديمي .رغم محاولات اهتمامه بالقسم الحر في أكاديميات الفنون بالقاهرة . وانه لم يشرف عليه . غير عيون رعاية الله ( عزوجل ) التي أمدته بالموهبة . والابتكار . والإبداع . فجاءت جماليات تفاصيل منحوتاته . في معالجة الوجود وقسماتها الدقيقة . وشكل قوام الأجساد وثناياها لروحها . وتكوينها . رد فعل إبداعي بالمطلق . لأهمية عنفوان مقدراته الإبداعية . حيث كان يحول صخور المكان إلى كائنات نابضة بالحب والحياة والدهشة والحبور . لتكون في طور التكوين والتجربة . تجسيد حالة الحركة الداخلية . لشخوص كلاسيكية أعماله المنحوتة بواقعية مباشرة . تواقة إلى نفسها كي تحكي كل الحكاية . عن ابن البلد العاشق لنساء بلاده . و ( أولاد الحته ) والحي الشعبي وحياة الناس . وتاريخ بلده . في روح شخصية مصر . وكتعبير عن روح معاناة الإنسان المعاصر. و السحر النادر للناس الغلابة . في مصر وكل مكان . من العالم والوطن العربي . حيث تتميز أعمال عبد البديع . بفخامتها . وجودة صنعتها . بقدر ما تتميز بجمالها . وصدق علاقة مبدعها بها . علاقة يلمحها الرائي في التفاصيل حيث . انحناءات الجسد . ومواضع الكف . و اتجاهات النظر . حيث هناك شيء أقرب للمعايشة . والتوحـُد . من قـِبل النحات جعله يخرج لنا بمشاعر . منحوتاته . قبل أن نبصر ملامحها . فجعل من تحكماته على الحجر . معبراً لحديثها الداخلي . وهي فرصة ربما لم تسنح لشخوص الأعمال في حيواتها الحقيقية . إذ يتناول عبد البديع مواضيعه . من الحياة المقهورة . المهشمة . والسرية للعالم . بنات على مشارف الأنوثة . ونساء عاملات في طحن الغلال . في عالم يطبق بقسوة على أحلامهن . وبوحهن اليومي . ويتكتم على رغباتهن . وأحلامهن .. وقد أخرج عبد البديع . بنحته للنسخة الحجرية . لحياة هؤلاء العنان . لموجة من المشاعر الدافقة الصاحية . لنعيد اكتشاف جمال . ما يحيط بنا من ناس أسدل عليهم الفقر . والاستغلال . في ستاراً من الوحشة والقسوة . وقد سكنت روحانية تفاصيل أعماله المنحوتة . بعناية فائقة . وهو الذي انطلق منهم . بحكم واقع الآمر . حيث كان الإنسان العامل . والإنسان المكافح من اجل لقمة العيش الكريم . ولأنه عرف كل المهن اليدوية والصنائعية . وشهد كل اختماري . كل الألم . وكل فنون التعب والظلم والاستبداد . والكفاح . جاءت أعماله لصالح حقيقة الإنسان / الفنان المتمرد الثائر . مما أعطى لأعماله الفنية النحتية . وجه الإيحاء السحري . والحيوي . حيث تبوح منها . حالات القهر والاضطهاد الإنساني . وكمفاهيم رمزية سكنت أعماله . جاءت تفاعلات أزميله . ووظيفة الفن . ودور النحت في عالمه . ليكون حياته . ومسيرته . ومكامن صوغ فكرته . بقدرته . حيث قدراته مدهشة . وتوظيف إيقاعاته مع الكتلة والفراغ . من أكثر الفضاءات والجماليات . عقلانية . ومنها أيضا تفوح حالاته الفنية الجمالية . بكامل إبعادها الفنية . والجمالية . لتجسد حالات إبداعه الفني النحتي . عندما يتخذ من فن النحت الكلاسيكي . انساق فكرته المتكررة . عن رموزه الفنية . التي يشتغل عليها . بقدرة الفنان النحات العبقري . الذي يجسد فن النحت . وكأنه حالة جمالية . ونفسية . بها كل جماليات فن التعبير . عن حلم الإنسان . وألمه . وطموحه . فمن الأشخاص المحليين . الذي يعرفهم . ويعيش بينهم .( كالفلاحات المصرية . وبنات البلد . والعاملات في الحقول والبيوت وأطفالهن . حيث صورهم بأبهى التصاوير المنحوتة . ) والى شكل الحيوانات التي يعالجها الفنان النحات . لأنها صديقته . في وحدته . وعالمه . ( كالقطط . والأفاعي وغيرها ) الى غالبية فنون النحت الفراغي . حيث تمثل تجربته . في منحى أسلوبية ثلاثية الأبعاد . لتفوح منها رائحة الدلالات الرمزية . والحياتية . والقومية . التاريخية . والتي تتجلى في ذاكرة مايستلهمه الفنان من روح المواقف التاريخية . والحضارية . وطرائق فن التأثر والتأثير . وهو الذي عشق دورة الفصول الأربعة . لتكون دورة الحياة . طبيعة منحوتاته المنفصلة . في مفردات علاقة الإنسان بالأرض . والتراب . والتاريخ . وحكمة الأيام . وجمالياتها . ومنها جاءت كل الأحوال الفنية . التي أبدعها الفنان ( البديع عبد البديع عبد الحي ) بإيقاعاتها الحركية . والفنية . والجمالية . لتكون عي شكل علاقته الوثيقة . مابين رموزه الفنية . المنحوتة وبين روح توحده بتلك العلاقة . لعلاقة الإنسان الفنان . بأرضه وتاريخ بلده . ومعاناة ألم الناس . حيث هو منهم واليهم . تتداخل المترابطات التواقة للحب والألفة . والتسامي . والحكمة . والعمل . والأمل . وهو الذي أدرك شكل الحجم والألم والأمل . والمعاناة . وعلاقة الصانع بالصائغ . في روح ألوان تراب الأرض . حيث الإشعاع الناعم والحميمي . هو روح شكل الافتنان الودود . الذي كان يستشعر به الفنان النحات . تجاه الحياة . وعذاباتها . لهذا تجلت علامات روحه العاشقة . مع النحت وقيمة التراب . والإشكال المولعة بألوان الأرض . وحقيقة إعجابه بقيمة مارسمه الأولين المبدعين مصريين من رسومات مصرية قديمة مرسومة . على ورق البردي . فجسده في النحت والمنحوتات . لتكون في روحية أعماله النحت . خاصية إبعاده الثلاثية . عندما يريد أظهار قيم الجمال والأمل . في ظلال الفرح المنسي . في مجالات الفن . وهو الذي لا ييأس من مشروعية الضوء في أعماق روحه . التي لم تهدأ عن توازنها الصامت . إلا بضجيج تجليات رياح الخماسيين . وقصة الأرض . في قنديل ( أم هشام ) وتنويعاته الموثرة حين يتخذ من الفن حياة ومتعة ومعاناة . حيث(( إن بعض الأساتذة حاولوا تحويل عبد البديع عن نوعية الاهتمامات النحتية التي برع فيها . بتوجيهها نحو عمل تماثيل أوروبية مثل (( مارى أنطوانيت )) أو غيرها . غير أنه كان يفرغ طاقته المكبوتة في عمل تماثيل للموديلات . أو لشخصيات مصرية )) وقد عجن التراب بالماء . كما فعلها فكر الإنسان . منذ ألوف السنين . وتركه يجف بالشمس . وبعدما اكتشف الإنسان النار . فساعدته على صنع أدواته . كذلك ساعد الإنسان نفسه . حين عرف حكاية عراقة الطين . وحكمة الإنسان معه . فالطين المشوي . والفخار . والحجارة في صخور الجرانيت والحجر الجيري . والديوريت والكوارتز والبازلت. وعمق العلاقات الحجمية . وإلحاح الإنسان . الفنان النحات . وممارسة فعل الحلم والواقع . والألم . الذي يحيا بدواخلنا . هو مسيرة خصوصية ( البديع ) عندما أشعرتنا تماثيله بحركاتها القوية . وملامسها سطوعها . في الشكل والمضمون . حيث كانت من المؤثرات التي انعكست على الفنان فكرياً . و فنياً (( عندما يقول عبد البديع : أخذت الحجر الصلب لأنه يعيش ، وصعوبة الحجر علمتني الكثير ، علمتني الاحتراس والحذر والصبر وقوة الاحتمال وعدم التسرع )) وبان علاقة الروح بالجسد . ليس طقس كرنفالي وفلكلوري . فحسب .. وان أنامل الفنان بعفويتها المحبة وبشغفها التلقائي الحالم . ماهية ذات الرابط الروحي والتراثي . في حقيقة وجود الإنسان والفنان . الذي وحده من يوجد لغة حضارية الكون . عبر خيط أفقيا وعمودي . وجمالي . وتشكيلي . في جدل لا متناهي . لمرآة الواقع الجديرة بالروح والجمال والتاريخ والفن . في حضارة الإنسان المجيدة . ( وهو الذي كان يعمل في مهنة صب النماذج بينما ينحت وجوهًا مصرية وأطفالاً يلعبون، وطيورًا وحيوانات بيئية ـ كالبط ـ والقطط تصارع ثعابين تارة، وتلتهم سمكًا تارة أخري. فضلاً عن تماثيل لشخوص فلاحيه، وعارية في أوضاع مثالية متكتلة تتبع هيئة الحجر المتاح له، وكأنها نحت بارز متعدد الأوجه، تميزت تلك المنحوتات بالواقعية وتدفق التعبير وقوة الملاحظة والحرص علي الصقل التام. ) . ولهذا صارت تجربة الفنان النحات العربي المصري ( الشهيد )عبد البديع عبد الحي ( رحمه الله ) تجربة فريدة في عالم النحت العربي والمصري . وحالة إبداعية . أصيلة في حركة النحت العربي . في فعل ممارسة الفعل الإبداعي . الذي يحمحم في عالم الفن . جدلية الفن والإنسان والثورة . والناس . والفنان الراحل ( عبد البديع عبد الحي جمعة ) في بياناته الشخصية . وسيرته وحياته وفنه . حيث : تاريخ الميلاد : 30/6/1916م . ومحل الميلاد: المنيا . وتاريخ الوفاة: 5/7/2004 م . وكان التخصص في مجال الفن : نحت. ومن المراحل الدراسية للفن . انظم إلى القسم الحر النهاري بمدرسة الفنون الجميلة العليا 1943م . ومن عضويته الفنية في الجمعيات والنقايات الفنية عضويته . حيث هو عضو مؤسس بنقابة الفنانين التشكيليين : نحت . ومن الوظائف و المهن التي اضطلع بها الفنان انه اشتغل طباخاً عند هدى هانم شعراوي ثم عمل بكلية الفنون الجميلة صانعاً للنماذج والتحف . وعمل بمهنة صب القوالب بكلية الفنون الجميلة وبمرسم بكلية الفنون الجميلة بالأقصر والغورية . ومن الأماكن التي عاش بها الفنان ( المنيا - الأقصر – القاهرة ) ومن المعارض الخاصة به :معرض بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك مايو 2007م . ومن المعارض الجماعية المحلية : انه اشترك في معظم المعارض العامة في مصر . خلال 40 عاما . واشترك في مسابقة مختار للنحت 1944- 1945- 1948م . وكان ضيف الشرف لصالون الأتيلييه السنوي الثالث والخمسين 2001 م . وشارك في معرض الفن الفطري الأول وتم تكريمه 2002 م . واشترك في صالون النحت الأول للخامات النبيلة بقصر الفنون 2005م . ( المكرمون ) .واشترك في معرض ( بور تريه النحت ) بمركز الإبداع بالإسكندرية مارس 2009م . واشترك في معرض ( بانوراما النحت المصري ) بقاعة ( الزمالك للفن ) نوفمبر 2009 م. واشترك في صالون الأتيلية ( التاسع والخمسون ) بأتيلية القاهرة سبتمبر 2010م . ومن المعارض الجماعية الدولية التي اشترك بها الفنان عبد البديع عبد البديع . حيث اشترك في معارض خارجية ( روما ـ فرنسا ـ هولندا ـ السودان ) .واشترك في المهرجان العربي بسوريا 1953 . واشترك في بينالي الإسكندرية الدولي الدورة السابعة 1968 م . واشترك في معرض الفن المصري المعاصر بسوريا 1970 م . ومن البعثات والمنح التي عليها منها ما حصل على منحة التفرغ منذ عام 1960 ـ 1970 م . ومن الجوائز المحلية : فاز بجائزة مختار للنحت ثلاث مرات 44- 45- 1948م . وجائزة أولى مرسم الأقصر للدراسة لمدة سنتين بالأقصر 1949 م . وجائزة ثالثة في مسابقة الثورة في عشر سنوات 1962 م . وجائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1972 م . وشهادة الجدارة من أكاديمية الفنون 1982 م . وتم تكريمه في سمبوزيوم النحت الدولي بأسوان 2000 م . حيث توجد إعماله الفنية النحتية كمقتنيات خاصة . لدى الإفراد في مصر والخارج . وهناك له مقتنيات رسمية . ومقتنيات في متاحف مصر . ومن المؤثرات التي انعكست على الفنان فكرياً و فنياً (( يقول عبد البديع: أخذت الحجر الصلب لأنه يعيش ، وصعوبة الحجر علمتني الكثير ، علمتني الاحتراس والحذر والصبر وقوة الاحتمال وعدم التسرع )) ومن أهم الملاحظات في مسيرته الحياتية والفنية : حادث مقتل الفنان ومحاكمة الجناة : فقد توفى الفنان الكبير عبد البديع عبد الحي عن عمر يناهز 90 عاماً حينما تسلل إلى منزله بالقاهرة الشقيقان كريم محمد ( 20 سنة ) ، وياسر محمد نقاش .. في الرابعة صباحاً من يوم 5 / 7 / 2004 م . وقتلاه بهدف السرقة .وفى 2 / 10 / 2004 م. قررت محكمة القاهرة إحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتى وتحديد يوم 5 / 12 / 2004م . للنطق بالحكم . وفى أبريل 2006 م .أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكماً بالإعدام والسجن المؤبد على المتهمين بدلاً من الإعدام لكليهما .. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد قنصوه وعضوية المستشارين محمد جاد وعبد العال إبراهيم)) .
جميع الحقوق محفوظة
الميادين منبر الإبداع العربي الحر
عبود سلمان
03 سبتمبر . 1 دقيقة قراءة
15 سبتمبر . 2 دقيقة قراءة
17 أكتوبر . 5 دقائق قراءة
01 فبراير . 1 دقيقة قراءة
20 مارس . 5 دقائق قراءة
06 أبريل . 3 دقائق قراءة