13 سبتمبر . 3 دقائق قراءة . 3315
الكتاب: حكاية حب
الكاتب: غازي القصيبي
التصنيف: رواية قصيرة
عدد الصفحات:١٢٢
دار النشر: دار الساقي
جلسة الراويات: ٢١ يناير ٢٠٢١
"حكاية حب" تتعمق في طرح قضية الوجود والعدم، الموت والحياة والحب المستحيل بأسلوب سلس بسيط فيه القليل من الفكاهة والكثير من الرمزية. هي حكاية "يعقوب العريان" المحامي والكاتب الذي يقضي أيامه الأخيرة في هذه الحياة بمصحة في بريطانيا ، يصارع أفكاره وهواجسه من خلال ومضات الماضي والخيال وحوارات الحاضر. يسترجع يعقوب قصة حبه مع "روضة" في المصحة من خلال شخوص الرواية والحوارات التي تدور بينهم كالممرضتين والطبيب ، ومن يلتقي بهم وهم في مثل حاله. الرواية تجعل القارئ يعيش قصة الحب المستحيلة بين "يعقوب" و "روضة" على اختلاف ظروفهما، كما يعرض لنا حال الإنسان كإنسان بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو المادي. تُسرد الحكاية على لسان يعقوب و روضة معاً. إنها قصة الحب العاصف التي جمعت روضة المتزوجة بيعقوب العريان، فتدفع القارئ إلى أن يعيش حالة الحب التي يعيشانها بكل جوارحه ، رغم إثارتها لأسئلة وشكوك كثيرة، وتترك لخياله وتأويلاته الكثير من الحرية. شخصية يعقوب العريان تتكرر في كتابات القصيبي في رواية رجل جاء وذهب والزهايمر.
عن الكاتب:
ولد غازي القصيبي في منطقة الإحساء السعودية في 2 مارس لعام 1940، وهو أصغر أخوته. تلقى تعليمه الإعدادي والثانوي في المنامة بالبحرين، ثم حصل على إجازة في الحقوق من جامعة القاهرة بمصر، كما نال درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، حصل بعدها على الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة لندن البريطانية عبر أطروحة قدمها عن اليمن عام 1971. شغل وظائف مهمة في الدولة السعودية، وتنقل في مناصب دبلوماسية وجامعية ورسمية عديدة ،كما أسس جمعية خيرية للأطفال المعاقين في المملكة، وعمل دون مقابل مادي لآخر 30 سنة من حياته. تجاوز انتاجه الأدبي من الشعر والروايات الستين مؤلفا. ومن أهم أعماله الروائية: شقة الحرية، حياة في الإدارة، العصفورية، سعادة السفير، الجنية، العودة سائحًا إلى كاليفورنيا، حكاية حب، وآخرها "أقصوصة الزهايمر" نشرت بعد وفاته.
جلسة الروايات :
على الرغم من قصر الرواية وبساطتها إلا أنها فتحت نقاشاً جميلاً وهادئاً بين المشاركين. ترتكز الرواية على فكرة الحب المستحيل والتي نجدها في كثير من الروايات مثل "آلام فرتر" لغوته، وهي تتقاطع مع كثير من الكتب وقد كتب عنها مصطفى محمود في روايته "المستحيل" وعبد الرحمن المنيف في "قصة حب مجوسية" و مع الكاتب جبره إبراهيم جبره في يوميات سراب عفان ، كما هي موجودة في الأدب العربي في "قيس وليلى" و"عنتر وعبلة" وفي الأدب العالمي في "روميو وجولييت". فكرة الحب المستحيل الّذي يبقى مشتعلًا ولايمكن أن يتحقق! كما لوحظ تشابه بين رواية "حكاية حب" ورواية "الجميلات النائمات" لياسوناري كواباتا ، وتمثل هذا التشابه في الفكرة والمغزى مثل "فكرة الموت والحياة" المسيطرة على العملين ، ففي روايتنا تمثل روضة "الحياة " التي يحاول يعقوب أن يتشبث بها هرباً من مرضه القاتل، فهذا هو الحب على فراش الموت! وحياة يعقوب كانت ملتزمة وهو يحلم بحياة غير ملتزمة...
رأى البعض أنّ قصة الحب بين روضة المتزوجة ويعقوب، على الرغم من إثارتها للكثير من الاسئلة، إلاّ أنها قصة واقعية نجدها في كل المجتمعات وفي كل العصور. الرواية تنقلنا بين الواقع والحلم بطريقة ذكية، وتجعلنا نعيش الخيال بدرجة عالية. ورأى البعض الآخر أنّ لغة الرواية ، على الرغم من بساطتها، شتّتت القارئ قليلا، ومنهم من وجد أنّ " حكاية حب" هي نوڤيلا فريدة من نوعها، بالرغم من الإشكال الفني في عملية التقطيع في السرد، وخلط الواقع بالحلم مما أربك القارئ قليلا. عمل القصيبي قصير ومكثف ويتمتع بقدرة على اختراق العالم، مما دفع بعض القراء إلى قراءة الرواية أكثر من مرة لفهما و لربط الاحداث ببعضها البعض.
يمثّل غازي القصيبي "أمة" وليس "فرداً" لقدرته المتميزة في الكتابة ولقلمه الرومنسي الحالم، وهو القادم من "عالم الإدارة" إلى "عالم الفن". إنه شاعر مبدع نجد فيه روح " نزار قباني" بشكل واضح، كما نجد "امرَؤ القيس" و "أبا نواس" الّذين كتب عنهم في كتابه "قبيلة الشعراء".
في الختام، أسعدت حكاية حب الكثير من الراويات والبعض قرأها مرتين لما فيها من اقتباسات جميلة تثير الفرحة وكأنها لقاء بين الموت والحياة والحب.
بقلم: شذا القعود
تحرير ومراجعة: داليا أبو العطا، شذى عاصم شلق، د. مايا أبوظهر
14 أغسطس . 5 دقائق قراءة