قراءة نقدية في تجربة الفنان والناقد التشكيلي العربي الفلسطيني احمد ابو الكاس

Aboud Salman

15 سبتمبر  .   4 دقائق قراءة  .    891

 

عندما يعظم الوطن مبدعه ..يتقدم إلى العلن . جمال الفن والحرف والموقف . بإبداع عند الفنان التشكيلي والناقد الجمالي ( أحمد أبو الكأس ) الذي نسج خريطة سجاجيد عشق الأوطان . في طاقة البطولة والتفضل والتواضع . والوعي والتقدم . عندما يغوص عميق هذا المبدع العربي الفلسطيني الرائد في مجاله التشكيلي ( أحمد أبو الكأس ) في صورة جمال فلسطين وأبناءها الأبرار . الذين رسموا الجمال بمواقف الصفات الإنسانية . المتحققة . في سفن النطق والفطنة . ومحلقاتها . حيث يعظم الفنان ( أحمد أبو الكأس ) ممارسة الوعي الجمالي عبر تحقيق الذات المبدعة . عندما يؤرخ لذاكرة الفن التشكيلي العربي الفلسطيني المعاصر والحديث . تاركا لأعمار الماضي بالحاضر. وجه ألق الوجع الإنساني . الذي كتبه في العديد من الدراسات النقدية والجمالية والبحثية . التشكيلية . الفلسطينية . حيث لخص سيرة وطن . في ملاحم المعنى الرمزي . في كمون الذات الحقيقية . لشعب الكفاح والنضال والمعاناة . الشعب العربي الفلسطيني المقاوم . لكل إشكال الاحتلال والإقصاء والتهميش والاستلاب . والقبح . في آفاق لعبة الفهم . والواقع في إكسير الحياة .
حيث رسم وكتب ودرس ومنح اللوحة التشكيلية العربية الفلسطينية المعاصرة . مشتقات روحه المناضلة بجمال روحه المبدعة . راسما لعناصره ورموزه ذاكرة التداعيات القلقة . باتجاه روح الزمان والمكان . والإنسان في عذاباته الإنسانية الموجعة . في لدن أجناسه البشرية . التي تأخذ من أعماق الماضي السحيق . حيث حضارة الطهر والحق والصفاء . وأسطورة الشعب . الذي يرفض التمزق الفلسطيني . في تراث عاداته وتقاليده و بروىء ثورته المستمرة . بمختلف جوانبها الفكرية والفنية . والتاريخية .والحضارية.
وبجهد وإخلاص وصلابة معنى . والتزام بمفهومه التقليدي . أحتضن ( أحمد أبو الكأس ) نبضاته الإنسانية . من نبضات شعبه . في نبضات الماضي . وشرايين تراثه . تراث الشعب العربي الفلسطيني الحضاري . ذلك التراث الانساني في انفجارات موزعة في عمق أعماله الفنية التشكيلية . حيث رسم كل هذا التأجيج الصيروري . الذي طوره . في مشهدية التشكيل العربي الفلسطيني . حيث الاحتدام داخل احاسيس الفنان . وهو الشكل النهائي والجمالي الخلاق . في عنفوان مفردات عناصره التشكيلية . حيث عاش امكانياته التشكيلية المادية والمعنوية . عندما رسم المرأة الفلسطينية . بثقافة فنية . مشبعة برصد بانورامي لخصوصية الارض الفلسطينية . والانسان الفلسطيني . وذلك عندما تكون الضيعة الفلسطينية وبيارات البرتقال واشجار الزيتون وزخرف مطرزات الطبيعة الانسانية الفلسطينية . حيث اللوحات عاشقة لالوان الوطن . وذات دلالات حميمية في محاكاة كل الروح الشعبية . في فلكلورية المشهد الإنساني . لهارمونية قد تنساب في عمق التراث التزيني الشعبي . حيث تركيبية الألوان وصور الذاكرة الفلسطينية . المتفجرة على قوة تعبيرية واقعية مشوبة بيد عشق الفنان ( أحمد أبو الكأس ) وبجمالية عفوية محترفة . يطبع الفنان محفوراته الغرافيكية . بحيز إبداعه في فن التصوير التشكيلي والرسم الطباعي . حيث المحاكاة حسية . وتغرد بعاطفة جياشة . عن أوج الفرح الإنساني بصور تناغم همس الإنسان والأرض . حيث تستند أعماله على روح محررة من الأكاديميات الجافة . لتصور لنا جمال الأشياء الناطقة بالعذاب الإنساني . في جوهر أعمال الفنان التشكيلي الحفار
( أحمد أبو الكأس ) باعتبارات أن الفنان رسم القيم الإنسانية الشفافة . في ليل الأعاصير . لحنينه المترع إلى أهالي المخيمات المناضلة . حيث رسم بمنجزه الإبداعي التشكيلي . الكثير من أعماله الفنية التصويرية . ووثق عبر روح الطابع اللوني الصحيح . المفعم بحيوية تجريدات هندسة الروح العاشقة . بمنجزه التعبيري الانطباعي . وفق تشريح عناصره توضعات الطبيعة اللونية الطبيعية . حيث نستشف روح الفطرة الإبداعية . في ريشته الفنية . التي تحمل في طيات . صور الناس والأطفال والفقراء والمطحونين والمقهورين والمحتاجين والمناضلين والشهداء والقدسيين . في أعماق روح بيئته المثقلة بالتعبير البانورامي للبيئة الفلسطينية . حيث أجواء القرية والعرس الفلسطيني وقطاف الزيتون وخلفية صور الشهداء على الجدران بالمخيمات . وأحلام أطفال الشتات . وقصص بطولة أطفال الحجارة . على التوالي . في شكل الحبكة السردية عن الواقع الفلسطيني . الذي يضج بأبعاد مكانية لونية .
يحرص الفنان ( أحمد أبو الكأس ) على استحضارها في حميمية لوحته الفلسطينية . التي تتوالد بمثالية ينجزها كحلم أبداعي وأنساني . مازال يثقل كاهل عذوبته المتوالدة بمنجزه الجمالي . الذي يناهض به سجل مدار الأزمنة على خصوصية ألوانه . فالأزرق يقطفه من حلم المدى على شواطئ غزة الصامدة والمقاومة . وروح ارض الفنان والمكان . في تلاوين مزايا استخداماته الفنية . التي تملا الجو العام في تكوين لوحاته بالإنعاش والحفاوة . والتقدير .
وكي يحيا الفنان بروح عصره . تستيقظ به وبقوة السنوات السابقة . من عمره الإنساني والإبداعي . راسما في سنوات اغترابه لدراسة الفن بأطر أكاديمية ومدرسية . بعض موضوعاته المستوحاة من عمق الأحداث الفلسطينية . في شوامخ حضارة الإنسان الفلسطيني الأولى . وقد رسم إنسانه الفلسطيني السيزيفي . بروح النفحة الإنسانية . ذات المعنى الملتزم بحساسيات بناءاته الدرامية . المؤثرة بطابعه التشكيلي . الكلاسيكي . حيث الوجه معروق على التعب والألم والانتظار والصمود والقوة والنضال والمأساة . ومن بين صعوبة المادة المطبوعة التي يوسم بها أعماله التصويرية الغرافيكية . يبقى الأبيض والأسود . لهفة أبداعية ناطقة . بإيقاعات حضورها . التي تنير السطوح المطبوعة . بالملكة الشعرية التصويرية . حيث المساحة .فضاء آخر للحب والتأمل والحلم والموضوعية . وضمن عالم تشكيليه الفلسطيني . تنبسط أصابعه بتناسق أبداعي ينمنم لزهوره المرسومة بالثقة والبسالة . عندما يكون لقاء الأبطال عنفوان ثوري لا يضاهى . وهو الفنان / الرسام .الحفار الذي يلون عذاباته من روح عذابات الأيام العارمة بالأمل والانتظار . في براح دائم قد يكون في شكل حاجة ماسة . إلى بسمة هطول . على دائرة الألم والوطن وزمهرير اللا جدوى . عندما يتطلع الفنان إلى الرؤية والحس . في متاريس الجبهة الأخرى المناضلة . والتي منها ينتشي الفنان ويجنح في جموح خيالاته . حيث يقدم رسالته . لأنه المبدع والمثقف والعامل والمقاتل . والصحفي والمؤرخ والفنان . وبعين ترفض البكاء . يحاول الفنان قهر العذابات والذوبان في صدر أصداء النفس العاشقة . كي يطلع من الوجع والعين الباكية . والشعب المناضل . أسطورة اللوحة الفلسطينية المناضلة بجمال دائرة الألوان الإنسانية . لان الفنان هو صورة وجه الشعب أمام صيغ ومعادلات حركة تطور الفن التشكيلي العربي والعالمي .
لهذا يعيش الفنان والباحث التشكيلي أحمد أبو الكأس راصد الظواهر الاجتماعية والجمالية والطبيعية التي تنتج عن تفاعلات ملتصقة التصاقا تاما بالحياة والوجود والنضال والجمال . عبر مسيرته الفنية النضالية في بحثه الدؤوب عن صيغ ومعادلات جديدة . مستفيدا من قالب الأصالة . ورموزه الإنسانية التراثية . والنضالية . التشكيلية . بوهج أنساني نبيل . حيث يستفرد بالمخيلة العاملة المنتجة . كي يؤسس في حداثة الرؤى . نظرية علم الجمال الفلسطيني . في نص تشكيلي يقظ على نزهته العظمى مع الجمال والإنسان والبحر والوطن والبروق ومائدة الألوان . وكباقة عيون علم الجمال . يبقى جهد الفنان سلة زهر الدحنون الأحمر. رافضا الكسل الجمالي بانتصارات منجزه الإبداعي . الذي يوزعه بعين الصقر. وبحب شديد على حقول كل الأماكن . وكأنها داليات كروم الجمال في بركان أحاسيس جمالية ترفض ان تدير ظهرها لإبداعات كوكبة الضوء الفلسطيني المزهو بالحق والطهر والجمال الدائم .

عبود سلمان / كندا

  1
  1
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال