قراءة نقدية في تجربة الفنان التشكيلي العربي الاردني الفلسطيني محمد نصر الله

Aboud Salman

15 سبتمبر  .   5 دقائق قراءة  .    883

محمد نصر الله فنان الحلم الملون و مناخات أناشيد تراب حقول الضوء التشكيلي العربي الأردني والفلسطيني .ولعل أهم مميزات جدية خصائص البحث التشكيلي عند الفنان التشكيلي العربي ( محمد نصر الله ) أن ترى الجوانب الشاعرية التشكيلية . في هندسة روحه العاشقة . لتراب أرضه وناسه وسماء بلاده . و حكايا أساطير النضال العربي الفلسطيني . في جوانب روحية . جمالية. تقدم الموضوع الماسأوي . بصيغ تعبيرية تجريدية. وفي شكل مفردات اللذة الجمالية . حيث الأحاسيس مفعمة بالمتعة . وموسيقى النثريات البصرية التشكيلية . عندما يضع الإنسان على مساحة ممتدة إلى الأفق والأشكال البشرية المرسومة بعناية فائقة . وخطوط لينة . شاعرية . ممغنطة . لتعكس قلق الذات المبدعة . في روحه الإنسانية . النازعة إلى تجسيد عالمين دفينين . والنزهة بينهما . عندما يرفض المأساة ويحاكيها . بالإحساس والكشط . و فضاءات العقل والعاطفة . والتجريد الشاعري. في استثارة الانفعالات لطاقة الحلم . مشفوعا بقيمه الجمالية . وصراع القوى الذهنية . بداخله . حيث اشتقاقاته اللونية . في شكل الخط واللون والشكل . ما هي إلا . البوح الداخلي . في صهيل مربع عشق البيادر. في صورة الإبهار . عندما تكون الألوان واللوحات . مدى منظور باعذب التصورات . ضمن آفاقه الزرقاء. وبأرض الحب والأحلام واتساع فضاءات المدى التشكيلي . تعيش طيوره
و فزاعاته وكأنها النوافذ الأخرى . لأرض أخرى. وبشر آخرون . في رؤى جديدة . 
ولو تأملنا في عالمه التشكيلي لأحسسنا بغبطة الروح السعيدة . بأنه الفنان الذي يعيش واقعه ويعكسه بأعماله . وحياته . وفنه . ومنه يرصد في تجربته الفنية .روح التبسيط الشكلي . ويكون اللون مجاله الحيوي . حيث ألوانه الاستفزازية . المثيرة للتفاعل التقني والبصري والمضموني . والحاملة لارتباطات الماضي بالحاضر. عبر حلول تشكيلية جمالية . قد يخيل للبعض أنها الشيء السهل . ولكن من يلج عالمه . عليه الاكتشاف . بان خاصية إبداعه . حوادث يومية . وعشق هيامي . مليء بالفلسفة وروح التأمل . وطبيعة قراءة ارض الوطن السليب . المحتل . بكل ما تحفل هويته الإنسانية . وقيمة جذوره الأولى . في مؤثراته النفسية الحركية . حيث مجاله ألتأليفي . حالة تمسرح بصرية . ادراكية . تفاعلية. مفصلية . قصدية .
تجعل ارتباط الفنان بمصادره الغنية . وبكل إشكالاتها المعاشة . قوة تأثير وعنف تعبير. وهي في كل هذا الكامن . القريب . البعيد . مسرح حياة عالمه التشكيلي . وخاصة في منحى المواضيع الملحة . من صيغه المتفاعلة . مابين المعاصر والمعبر عن الواقع اليومي . حيث هو الفنان ابن واقعه . ولهذا يعيش الفنان الواقع ويعكسه في أعماله . ليس بالمباشرة . بل بعموم مرئيات الحدث التشكيلي . ورموزه ..وكأنه الجسد التشكيلي . الذي يتداعى بإلحاح . على تعبيرات جميع المتناقضات . في رصد عالمه التشكيلي الجمالي . والمشكلات الجمالية . التي تصب في صالح منجزه الإبداعي التشكيلي الجمالي . حيث دمج الذاتي بالعام . والخاص بكل ما هو مشترك بالماضي الحاضر. وهنا جدلية الفنان الصعبة . التي يسكنها بثبات حركته العفوية النبيلة . حيث الأسطورة الإنسانية والجمالية .
هي من تجدد خلايا إيحاءاته التجريدية . ذات الأبعاد التشكيلية . في مسار مساحاته التصويرية . عندما تتراقص الانفعالات والإيقاعات مابين موسيقى صياغاته التكوينية . فتأتي إيقاعاته . بمرتبة الإيحاء القدسي . الذي يرفض المساومة على المناخية التعبيرية . ليقول . أن طابع الموضوعية والشفافية . ليس هي كل التفاعلات مع بعضها البعض . بل هي أبجدية الفنون الشرقية . لأنه فنان من الشرق وينتمي إلى الشرق العربي . والمتوسطي . ولهذا تثور تفاعلاته وتحولاته . وتبرز طابع تشكيلاته الحديثة . 
و تنحو نحو الأشكال الهندسية الإنسانية المبسطة . بطابع ايقوني . ملحمي . زخرفي . كمدخل أولي . لمرونة رموزه الميثولوجية . حيث تحوير الأشياء والأشكال الآدمية. والحرية التعبيرية التجريدية . المنتشية في معطيات اللوحة الحديثة . التي تبتكر وجودها . بإيقاع هاجس اللمسة الجريئة . والفطرة البدائية . عندما تتكامل مدخراته الحسية . بحساسية الأخيلة العاشقة . حيث اللون المشاكس . وأصوات الصهيل . في قواميس القلب . العاشق . أناشيد عشق للتراب . وهكذا فعلها الفنان ( محمد نصر الله )
عندما أعطى فنه ميناء . لعشق بعيد . فأضاء الكثير من جوانبه الفكرية والجمالية والإنسانية . فأصبح في موانئ عشق الأوطان .ثورة مستمرة . رغم السكينة الطافحة في معالمه الأثرية . على الإحساسات الدفينة . حيث حوارية الشمس والبرتقال . والبحر والنهر. والسماء والأرض . والكمنجات وبراري الحمى . فكان الزيتون وأعراس نهارات الدفلى. في حضرة حبائل الرمل والتراب . وذكريات الشرفات المطلة . على يافا ونابلس وغزة والجليل والناصر و طبريا وحيفا و الكرمل والوعرة السوداء وجسر نهر الأردن . وكأنها الأجنحة الطائرة للفنان ( محمد نصرالله ) في عشق تراب القصائد والأمهات .
وروحية الألم الداخلي في جغرافية ما خلف السهول والوديان والتلال والهضاب والجبال وعصا الرعيان . في حواكير القرى. والأرض المقدسة لبيارات البرتقال . والظلال من داليات عنب الذات العاشقة . و المنتوج اللبوس مابين قماشه اللوحة . ودفء الأرض الخصبة . عندها تلبس لوحاته . جماليتها البريئة .مطرزات المزركش الفلسطيني . لان في وقارها ألمشهدي . الفنان ( محمد نصر الله ) يجمع القلق الذاتي . في شكل المحتوى والمضمون . ويجمع أصابع الود الإنساني العاشق . مع لون عالمه البنائي . حيث ضربات ريشته . وصيرورة نشوته التأملية . وتواتر دغدغات الضمير الإنساني . كمعادل يحاكي كينونة . الرؤى التراجيدية . حيث القيم الجمالية والإنسانية . تتحكم في أسلوبيته . التي هي دائم الاستلهام . من واقع ثورية أحداث القضية العربية الفلسطينية .
وتفردها بالإيقاع والشكل والمعنى . والشعور الباطني . حيث الابتكار . فن خالد في أصابعه . ومضمون اللوحة . عمل يؤسس في بنائية الفن التشكيلي العربي الفلسطيني و الأردني والعالمي .
ومنه يضمر الفنان ( محمد نصر الله ) إمكانياته اللا منتهية في تونات لونية . قد تخلق في تشكيلاته . الإيقاع والسحر والاتزان . والأسلوبية التي يتفرد بها . في واقع الحال . ويستخدمها كموضوعات وجدانية. قد ينسجها من داخل ضمن معاناة إنسانية . أو يترجمها في حبكة درامية . قد تكون مناسبة لحدث جمالي تشكيلي . سياسي . عبر فنون الرؤى العصرية .
حيث المرأة واللون . والأرض والبشر والتراب . وأحاسيس الإنسان العاشق في لغة تشكيلية شاعرية انطباعية تجريدية مزاوجة بمؤثراتها كالومضات . لتضيء جماليات الألوان والتقشيرات . ضمن جماليات الحيز الحسي العالي .
تكون جسد لوحة الفنان ( محمد نصر الله ) عندما يكبر هواء الوطن . ليلملم مسودة الأوراق الممزقة . بشتات النفس الشاردة . غصب عنها . وينتقل باعتلال النسيم الأزرق والأصفر والبني . حيث الأزرق ( بحر ونهر ) في فلسطين والأردن والوطن العربي .
والأصفر ( شمس البلاد ) في روح زخات من الحب الدفين في شكل غيرة على ضياع عمر الإنسان والأوطان . والكل في مرمى العين .ولأحول ولاقوه . ألا باللون العزيز .
حيث اللون مسامات الجدار والتراب . وأشعة شمس الأوطان البعيدة . كالحلم النبيل . والقريب . في كنف الداخل الإنساني . حيث أفئدة الشهداء. ساعات النهار في أمل طموح .
كذلك اللون البني عندما يكون هو ( كمون الأرض الحبيبة ) في غبار الغربة المرة . وكان سلوك عشق الشهداء. يقول في محاجر العيون . يا فنان . كن إنسان . وكن شكل المتاريس التي تصطاد العشق مسافة طويلة . قد تتطاير في تصاوير يد الفنان ( محمد نصر الله ) وهو الملون العجيب . في فضاءات الحلم . حيث الحلم حقيقة إبداعية وجمالية. شفافة . بشفافية حلم ألوانه . وهندسة زخرف أيامه . في تفسيرات مجهريه العين العاشقة . وسلوك رائحة الفل والياسمين في غناء فيروز عن القدس الشريف . وجبل عمان . في وادي الروح السحيقة. حيث التراب وطن تهميش الغناء الفلسطيني . وشكل المواقف الجمالية . عندما تشذب العيون . مطرزات فلسطينية . ارفض المحاصصة والمواجهة . مع عدو مبين .
حيث الحبق والد حنون وقراءات أوراق التقويم الفلسطيني . رحلة اللون المعذب . في سفر الذات . حيث الذات رحم شجرة الإبداع به . وحيث للعشق الفلسطيني . انتفاضات الشعوب المناضلة . كذلك قائمة الإحصاء الجمالي والإبداعي . لغناء الفنان . في مواسم الحلم والإخصاب .
ومن منهجه التجريبي يتجذر الإغراق في تقنية عناصر إيحاءاته . وتتشكل خلايا عوالمه الإبداعية . فيأتي الإدهاش والتخيل والسؤال . معايير منطقية ونقدية . قد تأخذ من البعد الحضاري في مرئيات ( كنعانية وفينيقية )سحر معايشتها الجمالية . فتأتي ألق التجربة . كما يفعلها الفنان ( محمد نصر الله ) عندما تنتصب مدلولاتها المعبرة والموحية . فتأتي الكائنات الجمالية في شكل
( آلات موسيقية كالكمنجات ) أو تسكن وتثور في أشكال آدمية ( كجنائز الشهداء )وتداعيات قلقة . لوجوه أمهات الأسرى والغائبين .أو المفقودين . حيث العشق الصوفي والتأمل البعيد . المتفلسف . في حنايا عشب الذاكرة . وقصص الأوليين. ومخزون كل الذكريات الأولى. في التغريبية الفلسطينية والهم العربي والإنساني . حيث حيز الفنان المبدع ( محمد نصر الله ) كوني .
تحت يافطة . هارمونية المنطق التشكيلي الفلسفي . المليء بالحالات الجمالية التواصلية . حيث الذكريات الدفينة . وحيث المرأة , حلمه الإبداعي . بدأ من الأم ووصولا إلى الحبيبة . الهائمة , بلا ملامح . ولكن بحنان المرئيات الدلالية . هي شكل الأنثى والخصب والعطاء والغناء ومعين الحياة الذي لا ينضب أبدا .
من عوالم السرد الأسطوري الجمالي . وقد برز عشق الفنان ( محمد نصر الله ) فجاء ت لوحاته توشيحات داكنة وفاتحة . وبنفسج وازرق . واسود واخضر . واحمر وابيض . وكان حالات الجذب. اتساعا ته المضيئة في انعكاسات تلقائية محببة . وقصدية مفتوحة الإطراف . مشعة بروحية (ميثولوجية ) عشق الفنان . حيث البيئة وتراثه . هو ثنائية شكل اللون .المشرق أبدا . لأنه يخرج من توافق سرمدي للفنان ( محمد نصر الله )
الذي رسم من تراب الأرض عيون الأحبة . في صلصال لجة الفؤاد والصهيل . فكان فنان براري الحلم والقضية الفلسطينية . دون الوقوع في فن المباشرة والملصق الإعلاني الفني عن القضية . وهنا تحسب له هذا . لأنه الفنان المصور والملون الذكي . الراقص على صدى السنوات الرملية . حيث رسم أناشيد التراب . كي تعزف معه الصبايا الفلسطينيات الحالمة . بعرس الزين وزين الشباب ( محمد نصر الله ) ويخلد سجاجيد الحب في شموخ المدن المقدسة ( عمان والقدس الشريف ومدن العالم الإنساني الأنقى ) فيسعى بتوهج المشاكس . وأصالة دم الفنان . لأنه عاشق سماوات الإبداع والإنسان والأرض . وقاموس القلب . في أريج نقوش حناء الذاكرة .لسفر الالآم .


• محمد نصر الله .( سيرة ابداعية ) 
• ولد في عمّان / الأردن عام 1963
• درس الفن في معهد الفنون الجميلة
• حائز على دبلوم فنون من المركز الثقافي الأسباني
• عضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين
• المعارض الشخصية :
• معرض أناشيد التراب - 1 - المركز الثقافي الفرنسي 89
• معرض أناشيد التراب - 2 - المركز الثقافي الملكي 90
• معرض طيور و فزاعات - المركز الثقافي الملكي 92
• معرض فضاء آخر - العرض الأول - رواق البلقاء للفنون - الفحيص 93
• العرض الثاني - المركز الثقافي الملكي 93
• معرض أرض أخرى - دارة الفنون- مؤسسة خالد شومان 96
• معرض نوافذ - رواق الحصن أربد 97
• عودة التراب - غاليري 4 جدران - الشيراتون 2001
• معرض رؤى جديدة – غاليري 4 جدران – الشيراتون 2005
• معرض أجنحة ومدارات – دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان 2006
• معرض آفاق زرقاء – دارالمشرق 2007
• اشترك في أكثر من 100 معرض جماعي داخل الأردن وخارجه :
• في عُمان، والعراق، والكويت، وتونس، وباريس، والنمسا، واليابان، وبنغلادش، وبريطانيا، وأبو ظبي، ومصر، وسورية، وفلسطين، والشارقة، وإيران، وألمانيا، والمغرب، والسودان، والسعودية، والبحرين، 
• والعديد من المعارض، منها:
• الملتقى الرابع للمبدعين العرب والأوروبيين 1993، معرض إبداع وحرية - الفن التشكيلي العربي – النمسا 1993، معرض العالم الثالث ونحن - المتحف الياباني للفن التشكيلي الحديث 
• 1994، بينالي الشارقة 
• 1995، بينالي بنغلادش
• 1997، بينالي القاهرة 
• 1998، معرض رحلات مع الفنون المعاصرة في بلاد الشام/ الأردن - دارة الفنون 
• 2000، معرض الفن التشكيلي الأردني المعاصر - تلاقي الأجيال - المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة 
• 2000، بينالي الشارقة
• 2001، معرض "من المحيط إلى الخليج فما وراء الأفق: فن عربي حديث" المتحف الوطني للفنون الجميلة
• 2002، معرض فرانكفورت الدولي – ألمانيا 
• ساهم في إنجاز عدد من الملصقات حول الانتفاضة وعدد آخر من الملصقات لمنظمة العفو الدولية وحقوق الإنسان.
• له مقتنيات من أعماله موجودة لدى مؤسسات رسمية وأهلية وأفراد في الأردن والخارج.
___________________________

قراءة نقدية : عبود سلمان / كندا

   
  1
  1
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال