10 أكتوبر . 2 دقيقة قراءة . 741
مَا أنْ يبدأ الإنسانُ بالتّعلمِ، ويخطُ بالقلمِ حَتى ..
تأتيه الرّؤى وتتداعى، الأفكار وتتزاحمُ على المخيلةِ دفعةً واحدة،
في هيئةِ صفحاتٍ متناثرة .
كأنّهَا شَجرة الدّفلةُ الصّفراء يُمتِعُ النّظرَ مَرآها، ويُؤذي مَلمسُ أوراقها الجَسدِ..
يلملمُ الزّمنُ مِنَ الحياةِ ويلتقطُ في قفتهِ،
منَ الذكرياتِ أوراقها السَاقطةَ، وأغصانَها المُنكسرة،
ويزمزمُ الزّمانُ ويمسك بكل جُملةٍ ومُفردة منْ جُملِ المعانيِ المتداعيةِ ..
كلُّ المفرداتِ المنساقةُ علىَ الصفحاتِ تروي مسيرةِ حَياةٍ بأكملها،
أو قصّةً مرَّ عَليها زَمَنٍ ..
تمرُّ قوافلُ الذِّكريات، والقصصِ، والحِكاياتِ القِصيرة، والَرُّوايات الطّويلة ..
تعلق بمشاجبٍ علىَ عقلِ ونظرِ التّداولِ، يبقي بعضاً مِنها في الذاكرة،
ويزيداِ عليها المُطففونَ جَملاً وفصولَ متلاحقةٍ، دهوراً متعاقبةً ..
وأخريات تذهبُ الى خزائن النِسيانِ ، فتنام فصولاً، أياماً وأحقاباً ..
يَمرّ الطائفونَ، فيعلقوا في متاهاتِ الحَياةِ،
تنبئهم اللحظاتُ القصيرة بِموروثَ المشاعرَ فتحتقنُ..
أحزاناً وأفراحٍ، ينثرون تنهداتِهمُ على نفينِ وحَصيرِ المُكثِ لَحظاتٍ متقاربةٍ ..
تتموسَق لتنهداتِ تلكَ الذكرياتِ، أدمعٌ وتطأطئ هَاماتُ مثقلةٍ بالأوجاعِ ..
تمضي المشاعرُ بينَ الأسى، والخجلِ، ثملةً، تترنحُ ..
وتساقط كُلّ الأمنياتُ العتيقةُ علىَ أديمِ الذكرياتِ ..
كأنها تقيمُ مراسم تأبينَ، فتطوي جُملةً من الصَفحاتِ من مأثوراتِ موروثِ الحَياةِ .
عُمّرتِ هذه الدنيا بآلافِ المؤلفاتِ والدواوين، والحِكم والرّواياتِ،
كُبتْ جُميعها مقفلةً على وَجهها في مَدافنِ النَّسيانَ بلا أسفٍ ، ..
شيدتْ على إطلالها، في جنح الظلامِ آثار وأوكار لممارسةِ الخطيئة بألوانٍ حَمراءَ،
يعمرُها جَهلةٌ كبارٌ وصبيانِ، يملؤها جحوداً وآثام، ببراميلَ رزايا متفجرة ..
كلّ المأثوراتِ والمخطوطاتِ القديمةِ تتآكل وتحترق، تئدها الخطيئة،
في مدافنِ منسيةِ علها تهتريء وتفنى، ويمحوها الزمن للأبد ..
فلا يذكر أفضالها يوما ما، والى الأبدِ أي إنسان، إلا من رحم الله،
مَا أنْ يبدأ الإنسانُ يخطُ بالقلمِ حتى يتعلمُ الجبنِ، والجبروتَ منْ بناتِ أفكارِ النقم،
قلوبَ قليلةٌ وكبيرة تملؤها الفضيلة نوراً، وقلوب بحجمِ البعوضةِ يملؤها الظلام والنكدً ..
كأنّهَا شَجرة الدّفلةُ الصّفراء يُمتِعُ النّظرَ مَرآها، ويُؤذي ملمسها الجَسدِ..
غريب هذا الإنسان يجمع المحاسنَ كلها والنقائض في وعاء واحد،
يُستسنُ لحياته ما يحمدهُ هو ويبقيه، ولا يبالِ بما يناوئهً، وأن يرديه،