20 أكتوبر . 4 دقائق قراءة . 672
جلست على الطاولة وحدي فقط نفسي وطيف
أولادي من حولي يلعبون والأصدقاء والعشيقات
أو الشخصيات .. الذين مروا من هنا يوما فتركوا بصمة
في سجل الذكريات .. قطتي الشيرازية المدللة تجري
تقفز حولي وتستقر أخيرا في حجري ، حبيبتي المقربة
"ماتريوشكا" تكتفي بالمشاهدة والإنصات لكنها أعمق
وأبعد من ذلك بالنسبة لي هي "الذات" .. وذلك العجوز
الصغير الذي في داخلي .. وهي كذلك مرحلة المراهقة
التي تشبه خروج الفراشة من شرنقتها وهي تمزق
الخيوط الحريرية .. أخرجت دفتر الحسابات لتقييم
حبيبتي "بابوشكا" فتحت أولى خطوات السماء وما
تبقى من أثر أحرف أشباحي وأنا أناظر "النمر المقنع"
داخل تراب بلدي على جسر الطبيعة المباركة ، فيقول
لي تمنيت يا صاحبي لو كنت أنا آخري فأنظر من وراء
نافذة الشارع كأنه نسخة تميل إلى الملائكة في يده
كتاب "إيلاي" المقدس ومضى دون ان يستدير نحونا
فقلت له عجبا يا صديقي متى تبدأ حكايتنا في النسيج
كما لو كنا مثل هذا الذي مر من جانبنا دون أن يلقي
التحية ودون انتظار ، أم ترانا في غيابات الجب
غرقنا هناك في محطة قطار مكتوب على مقدمته
"خرج ولم يعد" ..!! هل هذا فقط .. هل لا مجال
للعودة .. أم لازال يلاحقنا يوم جديد على فأس
فلاح التراب الصعب المتين ..!! كنت صغيرا وغبيا ،
أكلت وشربت ونمت ، ثم صحيت لآكل وأشرب وأمارس
الملذات اللامتناهية ، في تردد ديسمبر دون توقف الساعة
على مدار الشهوات والمغريات .. ألبستك المحبس يا دنيا
في سجن الراحة والبطالة والثمالة .. هكذا نحب الحياة
والطريق يخفق في وجهي والزمن يجري على جسدي
ألازلت موجودا كما تركتك في صغري .. ألم ترى هذه
أشباحي من كهلان .. وأهرام .. وإرم ذات العماد ذهبوا
مع الذين عاشوا "صفر الفراغ" في الأرض المحروقة ،
أكنت فعلآ تحبني كما صارحتني في طفولتي لكن
كلماتك هشة خفيفة خفة الريح ترحل عني لا شيء
مثل عبور الموت السريع ، لعلك تحمل حروف العطف
دائمًا ولازلت ترفض أن تشرب الخط المستقيم خوفا
من انكسار مروج الورود .. دم الحرية هو منقذ الماضي
وحاضرنا ومستقبلك الذي حلمت به يوم سقوط "أسبرطة"
حين بكت الذئاب المجروحة المنفردة على صفحات غرناطة
والتي لم تعد قادرة على وعود قومي في "لامية العرب" ،
فلم تأبى أن تساعدني يا سجل الإخفاق لعيون حمراء
حيث كسرتك بشرى القوافي والخيول التي اغتصبت
بكارة النجوم قبل ولادتها فلا أنا اكتحلت من معطف
أبي ولا أنا التحقت بركب البوارق ، ذهب البواسل
مع كل فرصة ابتسمت يوما ما في وجهي قائلة :
"هل تصعد الآن يا فتى لعمرك إني هنا لأجلك مرة
واحدة ولن أعود" لكن الوسنان لم يكمل بعد أشهر
العسل .. نرى حلما وأتمنى أن أكون مجنونا به ، سنحلم
يا صاحبي وأنا عجوز ومجنون وأعتقد أنني أستطيع
أن أقول إنني سعيد مع قوة التظاهر بذلك ، ألا يزال
اليوم يبزغ ولا شيء يتحسن ... بلى ...!! قد يكون
اللادخول والبقاء في الرقص هو الدواء الشافي أو لا ..؟؟
لكنه يجعلنا نشعر بأننا في وهم الحياة لا يهم كم عمرك ،
طالما لديك الحماقة لتؤمن بالدنيا ، أنا الصمم الضَرِير
عن المعاناة ، حب الخلود هو طموح أحلامي ، وعند فجر
يومًا ما ، تتطاير الصحف فضيحة مجنون وكبير في السن ،
هل ما زلت آمل ..؟؟ هل أنا .. أتمنى ..؟؟ لو ..؟؟ حتى ...؟؟♠️♣️
@ بقلمي/ إدريس جوهري . "روان بفرنسا"
20/10/21 Jouhari-Driss
Sue Bryce Education & "Being aware of how you
think is the beginning of change." Ibrahim al-Fiqi
"أن تدرك كيف تفكر هذا بداية التغيير". إبراهيم الفقي