23 أكتوبر . 3 دقائق قراءة . 688
لماذا يبحث الإنسان عن معنى لحياته؟
من أين نشأت هذه الفكرة؟
ماهي حقيقتها أو أصلها؟
يتلذذ برشف القهوة ويضع الفنجان بروية على الصحن
يغمض عينيه ويجيب :
قبل وجوده على الأرض وقبل أن يكون بشرا أي عندما كان طيفا من النور
رأى الأرض، اشتم رائحة الحياة فيها
تماما كما لو أنك تعبر أحد الشوارع فتقترب من قهوة، فتشتم رائحة القهوة والمخبوزات، فتحب أن تدخل وتطلب، تشرب وتتذوق وتجرب، تسمع صوت الماكنيات مع الموسيقى او نشرة الأخبار من الجالسين مثلك، تنجذب من وتنفر من آخر...
وهكذا كانت الأرض بالنسبة له كمقهى
والحياة هي الكعكة والقهوة رائحتهما والعلاقة بين صانع القهوة وشاربها والعلاقة مع الزبائن الآخرين...
لكن عندما دخل واقع الأرض، وتكررت تجسداته
اعتاد الأمر، اعتاد الحياة
إنما بقي شوقه للمعنى الأول فوق هذه العادة وكل عادة
وأصبح هذا الشوق نابضا فيه، يدق كما قلبه
فإن لم يجد معنى لحياته أحس بغربة عن شوقه الأول واجتاح كيانه اليأس
وإن وجد معنى ارتاح، لكنه لن يكون في راحة مالم يدرك بساطة المعنى نفسه
بساطة الحياة
فالمعنى بسيط...
يكمل التلذذ بارتشاف قهوته واكتشاف قصته وكأنه في النعيم…