11 نوفمبر . 3 دقائق قراءة . 1143
جذابة وجدت هذه الكتب منذ أول يوم التقيت بها
عناوينها، أحجامها، الترابط فيما بينها…
تارة علمية، أخرى شاعرية أدبية
مرة تجد نفسك في الطبيعة
وأخرى تشعر بأنك في معبد تفوح به القداسة التي تخلص الفكر من تعلقاته المادية ومشاغله اليومية
مرة في معرض فني
وأخرى في رحلة خارج كوكب الأرض، خارج ثقافته لتجد نفسك في مكان جديد كطفل بريء...
بها كل شيء يلتقي
الفن بالعلم بالدين بالفلسفة بالأدب
بها كل شيء يلتقي، ليلتقي الإنسان في محطات مع نفسه الإنسان، وفي ومضات مع ذاته الإنسان في اتحاد أبعاد المعرفة وفي وحدة أبعاد الزمن دون حتى أن يعي ذلك بوعيه الظاهر وكأنه في حلم خاطف
الجميل بهذه الكتب أنها تنطلق من الداخل، لا أعني بالضرورة النفس بل ذلك الداخل الذي هو أبعد من النفس وأكثر رحابة منها، لن أعطه اسما هنا لأنه واسع جدا ولن أصفه أكثر...
ذات يوم كنت مع إحدى هذه الكتيبات في حديقتي المفضلة فأحبب الشعر فيَّ أن يراقص الكتاب والطبيعة معا، فكتب القلم:
وقبل ما أقرأ كتابو بروح بتعطر...
بنزل عالحديقة وبقعد حد عرق اخضر...
والعصفورة عالغصن عمتتأمل سحر هالمنظر...
وورقة من على الشجرة نزلت تتعانق الدفتر...
حتى حروفو معطرة، حرف عزنبق حرف علافندر...
وحلوة مرقت محتارة بقلبا عم تقول من زمان ماشفت بشر من كتاب عميسكر...
وبعيوني شافت كلماتو دغري عقلبا فاتو متل جند وعسكر...
وقطرة من السما نزلت قالت انا بعد بوراقو أجدر...
ونسمة هوا لحقتا بلكي تسبق المكتوب و المقدر...
نيالو قلب إزا كتب فيك النثر أو اتغنى و أشعر
شبابي بين سطورك تزين بالوعي وبمحبتك صار أكبر...
أنا اليوم مع كتابك بحفلة ويمكن للصبح أسهر
وأعزم جملة من بين سطورك بروحا كل الموسيقى مرة تعزف ومرة تتمختر...
تاخدني عشط بعيد كلو صفا ومن كلشي أطهر
ولما من الحلم أوعى أشرب من النهر اللي في كل كلامك بالعقل تخمر...
وصلي بكلي للكل ولقمر جديد اتحضر...
وعكتاف نسر طير للعالي وأتحرر...
هذه الكتب تعرفني أكثر من أمي، أكثر من أي أحد…
فعليها سال دمعي
وعليها نام عنقي
حتى مناملي لامستها حد القشعريرة
وحين يسود كحلٌ على سماء أفكاري
تراها تقترب مني
تهمس تغني ترتل
انام كطفل في احضانها…
إنها لغزي وشيفرتي
أبتعد عنها
لكن رموزها بداخلي منذ القدم…
أنا رجل لا يقاتل
وأعلم أنها أحد سيف
وأعلم أن ذلك السيف لا يهزم
لكنه ما وجد ليقاتل يوما...
احيانا أشعر بأني لست أنا عندما تكون في خلفية أفعالي وأفكاري وشعوري
أشعر بأني كل أحد قابلته أو حتى مررت أو سأمر بجانبه....
كتبت يوما مذكرة السبعة الخامسة فكان من ضمن ماقد كتبته:
يالله عشت سبعة ( سبعة سنين ) كمن لا يعرف كيف يعيش
كمن لا يعرف ماهو العيش
حملتني أمواج، وألهتني أمواج، و آلمتني أمواج، وألهمتني أمواج فاختلط البحر علي
يارب لا اعرف ما هي الحياة، لا أعرف أنفاسك
وأعلم أن الحياة لولاها وهم وأنا في وهم...
لقد رسمت هذه الكتب طقوسي الخاصة في لوحة غريبة
لقد حركت جسدي في رقصات غير معتادة
لقد باتت في دمي مع دمي في اتحاد
فإن أغمضت واستسلمت استيقظت حروفها في شبكة خفية تربط وتحل وتسامح وتأمل وتحلم وتنوي وتفعل...
إنها زورقي الذي استلقي عليه
فأطفو على كل أوهامي
فتشرق شمس فجر تعمل على إلهامي…
عله من جميل جميلها أن تقدح شعلة الأسئلة
في طيات معادلاتها الباطنية
أما الإجابات فتقتضي التبصر بما أنا عليه فيما أنا عليه....
في هذه الكتب حس من الجمال يلامس أعتاب عالم الكمال...
"الحب هو بساطة الحقيقة في النفس"
د. جوزيف مجدلاني مؤسس علوم الإيزوتيريك
14 أغسطس . 5 دقائق قراءة
17 فبراير . 7 دقائق قراءة