17 يناير . 2 دقيقة قراءة . 552
كانت الأحاديث منوعة وممتعة في آن.
لهذه العصابة كما أحب أن أسميها نظرة مختلفة عن الحياة وتعامل مختلف مع اليوميات...
يجتمعون كل فترة على أضواء الشموع،
تعزف الموسيقى الحيّة و يتحدثون ويصمتون،
حين يصمتون عفويا يتحدث الشمع وتهمس الرياح.
يفهمون جيدا عصر العالم الافتراضي الذي يعيش جميعنا فيه ومع ذلك تشعر انهم يعيشون بطريقة وفي مكان يصعب على هذا العالم الافتراضي الوصول إليهم واختراق حياتهم.
عندما تعرفت صدفة على أحدهم، كنت أدندن أغنية قديمة لا أحفظها جيدا
أقتربت مني متسائلة
كم هي المدة الزمنية التي استمع الى الموسيقى يوميا؟
أجبتها حينها بأن يومي كله تتخلله موسيقى وأغان متنوعة
لتكمل: ومقاطع مضحكة وأفلام جريمة ومتابعة لآخر الأخبار وتقليب وتنقيب...
أجبتها: وأنت؟
أجابتني: بأنها تحب الموسيقى الحية وتبتعد عن سماع المسجل، تشاهد الافلام في المناسبات وتزور اليوتيوب مرة في الأسبوع لمدة الفيديو الذي ستشاهد لا أكثر
كما أنها بالطبع مهتمة بالميتافيرز وتعمل أن تواكبه لكن لا أن تجعله كوكبا تعيش عليه.
طريقة حديثها توحي بفهم خفي أثار فضولي ورسم علامة تعجب على جبيني!
ثم دعتني لسهرة السبت القادم في منزل أخيها، كي أقارن مفعول الموسيقى الحيّة كما وصفت.
حينما ذهبت السبت إلى هناك
كان الحياة هناك!
نعم كنت أشعر بوجود الآخرين، وبحضورهم بشكل مختلف...
كان يوليوس يعزف على التشيلو قليلا، ولم يدر أي حديث سياسي أو ماشابه
وكانت شغف صامتة وأنا كذلك.
صمت شغف كان منسجما مع أحاديث الآخرين أما أنا فصمتُ لأتذوق سحر أنفاس صمتها وأسمع الهدوء الذي يقول...
كان ضوء الشموع كفيلا بأن يريح الجسد والمشاعر والفكر.
لعبنا الورق وشربنا قليلا وأحسست بمتعة مختلفة، بمتعة بِكر كما أطلق عليها.
صعد الأخ الأصغر لشغف واقترب عفويا مني
أرادني أن ألاعبه ربما، ابتسمت شغف لذلك أما هو فجلس بجانبي حتى غفت عيناه؛ شعرت بأن علي الرحيل، فشكرت الجميع على هذه الليلة الجميلة
وودعتني شغف بكتاب قديم عنوانه:
فاقد شغف
( كيف ابتعد، وكيف إليها يعود)
وهو عبارة عن رحلة النفس في فهم موضوع الشغف وعلاقته بالحياة
شكرت شغفًا حاملا من اسمها الكثير معي
ومتوجها نحو منزلي، نحو نفسي مجددا...