27 أغسطس . 2 دقيقة قراءة . 3708
تِلك الليلة التي أتذكرُ تفاصيلها جيدًا، كُسرَ قلبي حينها، وأشلاؤه تناثرت في صدري، اتكأتُ على الحائط، وسرعان ما تهاوى جسدي إلى الأرض، شعرتُ بالسائِل الحار ينزلُ مِن عينيّ، كُنت أُعاني حينها مِن آلامٍ حادة في أيسر صدري؛ ربما كانَ قلبي ينزف حينها، ويضخُ الدم بِعُنفٍ مِن فرط الشعور الذي راوده حينها، استليقتُ على ظهري تحت سقفِ غرفتي مُحدقة للأعلى، ثمة أحلام تتساقط من الأعلى وتُدفنُ في وسط فؤادي ، تأملتُ وتقبلتُ كل شيء بصمت، انتفضَ جسدي بتنهيدة لطالما كانت كامنة في عمق صمتي ، دعوت الله كثيرًا، طلبتهُ فقط أن يمسحَ على قلبي، ومن ثُمّ غفوت. صحوتُ وخيوط النور اللطيفة تخترقُ خُرمَ النافذة الصغير، فتحتُ عينيّ، وكان قلبي يشعرُ بالرضا. نهضتُ من فراشي اتجهتُ نحو المرآة، حدقتُ بتِلك الصورة التي رسمت أمامي ابتسمت وتذكرتُ أنَ أحدهم أحبَّ هذه الإبتسامة كثيرًا، ابتسمتُ وقطعتُ عهدًا لِقلبي بأنّي سأكون أقوى، وأنّي سأكمل؛ فلا شيء يستحقُ أن أبقى حزينة وأن أحرِم عينيّ من ابتسامتي، فقلبي يستحقُ الحُب مني فمثل ما أحببت الجميع بقلبي؛ يجب أن أُحب قلبي بقلبي. غادرتُ غرفتي صعدتُ إلى سطح البناية، فنظرتُ من حولي وأنا في ذاكَ الإرتفاع، كنتُ أتمعنُ بكل شيء، حركة الرياح ومداعبتها للأشجار، حركةُ السيارات وبائع الحلوى وحوله الأطفال يعزفون من الفرحة نغما. أغمضُ عيناي، تخيلتُ نفسي ذلك الطائر الذي حلق للتو من أمامي، تخيلت نفسي مكانه، شعرتُ وكأنني حررت روحي مِن حُزنها محلقة للسماء مباشرة بأحلامها فهذه المرة أرسلتُ أحلامي للسماء وليسَ لسقفِ غرفتي لكي تكون حُرة هذهِ المرة لن ترتطم احلامي بسقفِ غرفتي، أخذتُ شهيقًا طويلًا وكأنني أُحيي داخلي حياةً جديدة، وطردتُ من داخلي زفيرًا محملًا بكل حُزن قام بتلويث روحي وحياتي بأكملها؛ لأبدأ بداية جديدة يُحذَفُ من قاموسها كُل حُزن. منذُ تلك الليلة تغيرت، ليلةٌ كسرتني وهذا ماظننته ولكنها كانت عكسَ ذلك. كانت تلكَ الليلة من صنعت قوتي وكأن الله فعلًا مسحَ على قلبي بلطفِه، منذُ تلك الليلة لم أعد أنا ولكن أصبحتُ أقوى وأكثرَ رِضا بكلِ مُجريات الحياة مهما ساءت؛ فاللهُ لقلبي وكيلًا وحاميًا ورحيمًا .
-رنا نائل