12 فبراير . 2 دقيقة قراءة . 886
في الحلم كانت متجهة في طريقها إلى الحب، تنبعث من أساريرها فرحة لقياه
في داخلها سعادة كل العالم، وعالم كلّه سعادة
إنها في سيّارتها تمضي إليه، إلى حُلم الحلم...
تدير الراديو وتقلّب حتى تسمع صوتًا شاعريًا، ربما صوت الحلم أو أحد العاملين في محطته :
إلى الحب الذي يسكن القلوب،
إلى قوّة فكرته،
إلى نقاء هالته،
إلى رعشة عاطفته،
إلى هندسة نظامه،
إلى كينونته وكونه،
إلى سيدة أحبَّ وجودَها
فأحببَ الوجودَ من وجوُدِها
لها عطرٌ كما الحياة بعطرها بجودِها
إلى سيّدته المفقودة الموجودة كتبَ أبياتًا يقول فيها:
لي أن أظل هكذا ولك أن تظلين قصيدةَ داخلَ خارجي المفقودة...
في عالمي ألف رِواق، ألف زِقاق وعناوينٌ عن عناوينٍ محجوبة...
أنا عقدٌ
أنا شَجَنٌ
فكوني أنت رحلتي المجنونة...
أنا كوطني
كأطفالٍ يلاعبن الخيامَ
وأم من فراقٍ لا تعرف أن تنامَ
وياسمينة ليليّة تعطّرُ الأحلامَ
ورجل يسهر مع دموعٍ تتأرجح على شاربيه المفتولة...
أيا سيدتي المفقودة
أيا سيدتي الموجودة
يا حاسّتي ماوراء الإحساس
يا رعشة الجمال الأخّاذ
كيف أسرتي فؤادي فحررتيه
وكم لأجلك نطق الشعر في داخلي وإلى سماء الحب أسْرَيْتيه وأعرجتيه
ومازلت أحبك
ومازلت أحبُّ الحياة كأنني عني في غيبوبة...
استيقظت بحالٍ ممزوجة بين خدر الحلم المريح الذي رفعها من خمول واقعها، وأبيات القصيدة التي تحمل المعاناة في الحب
فتقول في نفسها:
غريبة هي النفس تشبه المزيج الغير متجانس
نشرة الأخبار بالأمس عن الأوضاع المستبدّة،
خاطرة شعرية كلاسيكية لا تناسبني البتّة،
ورحلة إلى البحر أيقظت فيني شعور الفرح أو جعلتني أستردّه...
بعد أن انتهت أرسلَت ماقد كتَبته هذا الأسبوع من مشروع كتابها (قصيدة حلم حب) إلى بروفسيور الجامعة، لتعرف إلى أين عليها المضي قدُمًا في كتابها كي تصل إلى الهدف منه ألا وهو إخراج نفس القارئ من عزلتها،
فأرشدها إلى دراسة اللاإنسجام في النفس
كواقع تعيشه هي كما هو وكما بعض القرّاء،
وبالطبع أدرك بأنها لم تكن هي من يكتب الخواطر الشعرية فطلب منها أن تخبره بمن يكتب لها تلك الخواطر
فأجابته بأن في الشقة التي تعلو شقتها يسكن شابٌ وسيم له مزاج خاص
تراه فتظن أنه من هؤلاء الكتاب ورواد الشعر والمقاهي
وأنها في ليلة عيد الحب عثرت على مذكرّة عند شرفتها كانت قد وقعت من شرفته، وعندما فتحتها وجدتها مليئة بالخواطر والشعر والنثر
فأحبّتها، وأحبّت فكرتها، شعرها وحالتها
فلم تعِد هذه المسودة إلى صاحبها مادام أنه لم يدرك أنه فقدها!
يرد البروفيسور:
حسنا أيتها اللّصة أكملي القصة
وقبل ذلك أعيدي المسودة
واخبري جارك عن كل هذه السردة...
11 أغسطس . 2 دقيقة قراءة