06 أبريل . 3 دقائق قراءة . 948
نثرت الكثير من خواطري قبلاً هنا وهناك، لكنها المرة الأولى التي أكتب فيها متخفياً وراء قناع (انشر باسم مجهول)، كما أنها المرة الأولى في حياتي التي أكتب فيها أيضاً بصورة مباشرة في المنصة دون تحضير مسودة مسبقة. شعرت بفوضى مشاعر متبعثرة بداخلي تحتاج أن تتدفق بهدوء يعيد إليها الانتظام ، وباعتبار أن لا أذن جاهزة لتلقي تلك المشاعر، فما كان من سبيل سوى سكب حبرها على أوراق هذه المنصة علها تجد من يقرأها ويشعر بها دون حكم ومواعظ لا تغني ولا تسمن.
منذ رأيته في المرة الأولى شدني نحوه شعور غريب، طاقة عارمة لم أفهم كنهها، هل هي انجذاب أم شهوة أم مجرد فراغ عاطفي يحتاج من يملأه وكفى.
ليس جميلاً، لكن فيه سحراً ما أعجز عن تفسيره، رجولة طافحة بكل ما في الكلمة من معنى.
كنت واثقاً تمام الثقة أنه لم يكن ليهتم لأمري يوماً، وأملي في هذا صفر.
اكتفيت برؤيته صباح كل يوم تقريبا، أنهل من طاقة الحب الوهمي المزيف الحالم ما يعينني على المضي في يومي الروتيني العابث.
يكفيني أن أتأمل ملابسه وتفاصيل جسده وحركة شفتيه إذا ما تكلم، حركة مقلتيه في محجريهما، حتى طريقة جلوسه الآسرة.
حلمت أن أجلس بقربه يوماً، كي يتاح لي التأمل به عن قرب.
اليوم جاءتني الفرصة وبأكثر مما حلمت ..!
كانت الحافلة ممتلئة، مما تأتى عنه أن يحوي المقعد فوق طاقته من الركاب المساكين، بيد أني لم أكن مسكيناً أبداً، كنت سعيداً أحلق في فضاء النشوة..!
جاءت جلسته بقربي، وقد فُرض عليه لضيق المكان _ أن يلتحم بي.
أحاط كتفي بذراعه بينما غفت ذراعي على صدره وكسر فخذي صيامه على مائدة فخذه الشهية، ولهيب أنفاسه يحرق وجهي وقلبي وروحي وعقلي.
تمنيت ألا نصل، تباً .. هل من الضروري أن يكون للطريق نهاية؟!
ترجل من الحافلة في المحطة السابقة لمحطتي وقد أخذ معه جزءاً من كياني. رحت وانا أتلفت خشية أن يراني أحد _ ألمس رقبتي وكتفي وذراعي وفخذي وأحاول ان ألملم ما تبقى من رائحته لأحتفظ بها في ثنايا الذاكرة، أغرف منها كلما طاب لي، فمن يعلم متى يجود الزمان بفرصة كهذه.
والآن أجلس وحيداً أسترجع تفاصيل ذاك الحلم الوردي، و ازفر تنهيداتي لكم ولفنجان قهوتي فانتم مؤنسي الوحيد الذي يحتمل عبثية بوحي وشكواي، ومن يعلم ..!! .. ربما ألقاكم هنا مرة أخرى، لأروي لكم تفاصيل جديدة عن ربيع أحلامي، فقد تكونون يوماً سبباً في التفتح الحقيقي لأزهاري.