يوميات رجلٍ لامبالٍ - عائد لقلمه

نور حديد

01 فبراير  .   2 دقيقة قراءة  .    884

Image by A_Different_Perspective from Pixabay

01/07/2020

أعود لقلمي الأزرق، وصفحاتي البيض، أغرف من نفسي لأرتّب كلماتي قبل أن أخطّها من جديد... لقد اشتقت لرؤية معصمي يتراقص خجلاً من الكتابة، كأن طرق القلم على الورق فعل ممارسةٍ وليس فعل انعتاق... لكم انْتَظَرَت خصل شعري هذا الوقت لتتحرر وتتمايل يمنةً ويسرةً حين ألاحق الخيالات في غرفتي... هي التي تتسلل خلسةً وتمتثل شاهداً لنور قرر نشر لوحاته على الجدران... فيأفل بسلام إلى أن تمتد يد الرب مجدداً الى البحر لينتشل الشمس منه ويحييها بطاقته في السماء...

ها أنا منزوي قبالة أوراقي، أداعب بياضها الطري، فأتخايلها كياناً جالساً قرب فنجان شاي بالزنجبيل أعددته للأمسية الكتابية... كياناً فضولياً كما عهدي به، يتأمل بخار الفنجان المتصاعد حتى التلاشي... أٌلقي باتجاهه نظرات متقطعة بينما أنتظر اكتمال الكلمات بين الفاصلة والأخرى، فأراه يرمش كلّ ما لمسه القلم ويتلقى الحرف بصمت... أيقنت حينها أن الهدوء ميزة الورق وما الكتابة المبدعة إلا لعقلاءٍ جنّ جنونهم من هدوئه فثاروا عليه ورجموه بأقصى ما أبدعت المخيلة حتى جرحوه... وما زالت الطبيعة تنكأ جرحه حتى يستمر النزف، كنبعٍ إلهي تفجر في السماء ورمى برذاذٍ لا ينضب...

  4
  6
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال