16 مايو . 3 دقائق قراءة . 762
يرقصُ في حنجرتي صوت المساء
فيهربُ الضوء من نافذتي
ويسقط الظل في حجري
لتبدأ عمليات غسيل الوقت
مازلتُ افترش رغيف الخبز
في درب كلّ قرار اتخذته
وكان سبباً في تراجع ذنوبي عن طوفانها الأخير
الوقت...سنبلة حبلى
تمخضتْ عن ثلاثين حبة هراء
وأخرياتٍ اكتنفهنَ الندى
الوقت يلهثُ خلف ضبابٍ مدّه الحلم
وأنا بكل براءة استميح الدقائق عذرا
لئلا ينطفئ في مقلتي النعاس
ويشتعل في ذاكرتي الدوار
الوقت اكتفى
بكلِ الوجوه الممرغة في وحلِ الانطفاء
وتلطختْ يداه في ضجيج حسبته صوتي
لـم اعِ ذلك الفراغ وحين عرفتـُه
كان الأمرُ قد تــمَّ وأعلنتُ الانسحاب
صمتي عن بعض الوجع
لا يبرهن للموتى إني أشبههم
وليس دليلا على ضعف ذاكرتي
تلك الذاكرة التي بصقتْ الحزنَ في طريق الأمنيات
وتلقفتْ الوهـجَ المتدلي بين أسطح
كانت عضيداً منحني الطمأنينة والسلام
وكانت خلاصي
حين أعتقتني ساحات الحرب
أسيرا عند الغياب
ها انذا
بعد ربيع مطرز بسلاسلِ الأمس
ارتجي غداً بوجه الله
غدٌ يشق البحر بطوفانٍ.
لم يتعرفْ على وجه نوح
ولم يلبس البيداء سترا في عراء الخريف
ها انذا ...
بعد أن تلطخت شفتاي بأسمائهم ..
عطشى
ولم يروِ ظمأي
غيرُ قرار رحيلي الأخير
وإرث قد يفيض منه إناء البراءة
وتتساقط على شرفاته أشياءٌ
قد تقلق الذاكرة