13 أكتوبر . 3 دقائق قراءة . 502
وصلني رابط (لينك) يتضمن دعوة للمشاركة في التصويت لانتخاب امرأة العام 2022!
فتحتُ الرابط- حشرية أنا بطبعي- لأعرف مَن هنَّ المرشحات!.
هالني كمَّ الأسماء المدرجة في العديد من الميادين، جلهنَّ لا أعرف هويتها ولا عملها وميدان نشاطاتها. وشرذمة قليلة العدد ممن أعرفهنَّ بما يكفي لأعتبرهنَّ عاراً على هذا العام وعلى كل الأعوام، عاراً على النساء... بل عارٌ على البشرية.
...بعيداً عن الخوض في جدوى هكذا "حدث"، وبعيداً عن معايير انتخاب هاته النساء، اسمحوا/اسمحنَّ لي أن أعبرَّ عن رأيي الشخصي في هذا الموضوع، ويحق لي أن أدلو بدلوي، بما أنني مستهدفة ومدعوة للمشاركة في هذا التصويت.
امرأة العام هي...
تلكَ الحسناء الجميلة، المتوجة برأسٍ خالٍ من الشَعر بسبب العلاج الكيماوي، وهي تقف أمام وزارة الصحة وفي الساحات، تعتصم باكيةً مِن الألم، مطالبة بالحصول على حقها المشروع بتلقي العلاج والحصول على الدواء، مع عشرات بل مئات مرضى السرطان في هذا الوطن المتهالك تحت أقدام "سرطان" اسمه الطبقة الحاكمة.
امرأة العام هي...
عجوزٌ نخر العمر عظامها، فاحتملت الألم لتخفف عن كاهل أبنائها ثمن الدواء.
هي الأم التي تضع أطفالها في أسرة النوم، خوفاً من أن "يجوعوا" في الليل الطويل، والثلاجة فارغة إلا مِن بقايا قهر.
هي الزوجة التي تساند شريكَ الحياة ليسيرا معاً في درب شظف العيش على أمل أن يتخرج الأبناء في جامعةٍ نهبها "حراس الهيكل التربوي"، ونادوا بقلة الحيلة.
هي تلكَ التي "غرقت" مع مركب الموت، وهي هاربة مِن وطن الموت. وتلك التي انتشلها القهر لتشهد على موت الأحبة.
امرأة العام هي... أمي.
هي كل أمٍ ترى فلذة كبدها يكابد في هذه الحياة، مِن أجل أبنائه... مِن أجل مسؤولياته.
هي كل أمٍ فرحتْ- وتلك هي المفارقة المبكية- لأن قطعة من روحها "هاجر" إلى بلاد الله الواسعة، بحثاً عن مستقبل أفضل.
امرأة العام هي...
مَن استطاعت أن تبقى على قيد الحياة لتحضن العائلة "المحروق دينها" في هذا الوطن...
بئس الوطن أنت يا وطني، إذا تتحكم فيكَ طغمةٌ مِن الأغبياء يتركوننا نهباً لتسلية هاته "النسوة التافهات/المرفهات" اللواتي تردننا أن نتوّجها "امرأة العام".
تباً لكَ مِن عامٍ... والسلام.