09 يناير . 3 دقائق قراءة . 486
عبير حمدان
ماذا اقول لك؟
هل اقول بأني لا زلت أحيا طعم انفاسك
وبأني أرسم على وجهي طيفها الأول
هل أخبرك عن عتمة ليلي
عن حنيني إلى ذلك الطعم
وهربي إليك تحت جنح الظلام
هناك حيث لا يراني أحد
حيث لا ترقبني عيناك
اختفي أتدثر بك
ارسم درباً بين ضلوعك
انثني وأذوب بين ثناياك...
هل اخبرك بأني أنبض ولهاً
واتمنى أن تفتت وجودي
أن تصهرني كالزيت والنار
ان تعلمني الخوف والنشوة
والارتجاف
ان ترسم اجزائي
على ملاءة الريح
ان تسحق اجزائي حتى الثمالة
اتمنى أن أذوب كقطعة سكر
على تقاسيمك القاسية
كحبة ملح في انائك
اتمنى ان تخترق بسياطك آناي المتألم
ان تخرج حشرجة الألم
وتكتب الصراخ على صدر الهواء
اتمنى ان تقطع أوصالي
تهشم روحي
أن تأتي كالاعصار تبتلع المسافة
وتحطم قيود الوقت
تبعثرني كحبيبات الرمل
في كل زاوية
ابحث فيها عن صدرك
عن جنونك
عن انفاسي المتهالكة
عن رائحة تبغك
عن قسوتك
واحلامي والبداية
لأوقف العقارب
عند ذلك الرصيف
وأغفو بصمت على إيقاع شفاهك
هل تسمعني؟!
هل تراني؟!
ماذا اقول لك؟!
خذني بقوة
ضمني إليك
ارتفع بي الى أعلى غمامك
ثم أهبط بي إلى اعماق الخطيئة
إلى سكينة الروح
هل ان للحب حساب في قاموس الدنيا
هل ان للحب وقت في ساعات الانتظار
والبرد والحاجة والوله والشوق
هل ان للحب حدود وجواز سفر
هل للحب دين ومكان ويوم حساب
هل للحب أصول وقواعد وحلال وحرام
هل للحب مكان بين هشيم الموت
هل للحب عقارب وايام وأوقات فراغ
هل للحب رقابة وجندي ومحقق
هل للحب وعي وإدراك وعقل يحدد الخيارات
ماذا أقول لك؟!
كثيرة هي الكلمات وكأنها تخرج من قوقعتها
من تراكم الألم
من اضمحلال الامل
وكأنها تخرج من دمي
من احتراق عيني
من أنين أضلعي
من صمت محموم طويل... طويل
لم أعد أقوى على الاختباء
يقتلني صمتي
يقتلني حبي
لم أعد أخشاك
فالحب ثورة وصلاة
الحب حقيقة لا تحجبها الظلمات
الحب حياة
أسلوب حياة
إعصار وسيل من الهمسات
نيران تأكل القيود
صهيل يتخطى حدود المحرمات
يحصد الريح
يقلب الأدوار والموازين
الحب هو وجودي بين ذراعيك
الى ما لا نهاية
الحب انبعاث روحي من بين ضلوعك
وانبعاث سطوتك من حمى شراييني.
ماذا اقول لك؟!
اعشقك طفلاً يرتشف مياه أمه
رجلاً يغمر انثاه
كهلاً ينحني على عمره
اعشقك عتياً... عصياً
مغامراً... لا مبالياً
ماذا أقول لك؟
صديقي...
شريكي...
حبيبي... عشيقي
أخي... رفيقي... أبي
طفلي... المشاغب
أم أنك لم تنبعث
من مخاض الروح
ماذا اقول لك؟
لم تنته القصيدة
لم أكن أنا من حرك الهواء
واذاب جليد الحكايات
لم أكن أنا من زرع بيادر السماء
وحصد الأنواء
متى تنتهي القصيدة؟؟
متى تنزل السماء؟؟
ماذا أقول لك؟؟!
ارسمني على غبار الغياب
وعلمني كيف امتشق انوثتي
دعني اتجرد من ذاتي
دعني أغوص في محيط غموضك
واترك للحظة اللقاء عنانها
لن تنتهي القصيدة
لأنك لن تأتي اليوم
قد تأتي غداً..
في يومٍ ما... في زمن ما...
قد تأتي من قلب الصدى
ستأتي حراً
دعني أحضر نفسي
الملم وروداً بيضاء
اغمسها بدمي
افرشها حتى آخر الليل
على الطريق
بين الارائك
على الطاولات
بين الوسائد
في برهة ما... اتركك تختصر الزمن
اصبح فراشة
اصبح زنبقة
دعني انزع أزياء التنكر
انزع جلدي
اقطع حبل الولادة
بين يديك اطلق نداء وجودي الأول
ترى هل ستنتهي القصيدة؟؟
ماذا أقول لك؟
علمني كيف اضحك
علمني متى أخط دموعي
علمني كيف اجمع زجاج غضبك
كيف ابعثر الكلمات
علمني كيفية الصمت
علمني الرقص والغناء
بين خطوطك الحمراء
علمني الموت
كيف أضع عطري
كيف اسرح شعري
كيف اخطط أحمر الشفاه
علمني فن الاصغاء
إلى موسيقى حضورك
ماذا اقول لك؟!
دعني أرسم وجهك بين أوراقي
اجمع حفنة من الحروف
دون فواصل
دون قواعد
أوراقي قماشة بيضاء تسألك البقاء
لتطرز أطرافها
ترسم شمساً ..
تفيض عشقاً..
تمسك بيدي حتى الذروة
هناك قد تمطر الأشجار
وتشتعل ينابيع الجنان
يصبح موتي ثقيلاً
يصبح حلمي رؤية
تصبح يدي نجمة
اصبح ملاكاً مختالاً بين الأوراق
غمام الوجود تتناثر رماداً
تصبح ملامحنا ضبابية
نضيع بين جمرات ثلاث
انا... انت والثمار
هل ستنتهي القصيدة
أم إنها ولادة؟!
ماذا أقول لك؟!!
روحي تائقة الى عزف أناملك
متعبة انا..
اريد ان اغفو
ظلالي عينيك
وجهك نسيم المساء
خذ خوفي...
خذ أرقي..
دعني التقط الصباح
الذي يتسلل من بين اصابعك
لتزهر اوردتي
عبقها دربي اليك
حبيبي.. تنّشق طيبها
لأحبك أكثر
28 أبريل . 10 دقائق قراءة