27 أغسطس . 2 دقيقة قراءة . 413
ابنة المحبرة أنا... اعتدتُ أن أنزف بكائي على الورق.
يوم أشرقتَ في خريفي كتبتُ لك "أستقبلك كل ليلة، وفي قلبي يعربد تاريخ من الخيبات والهزائم والانكسارات. فهل يسع قلبك، ملحمة أحزاني؟"
فكتبتَ لي "أبحثُ عن كونٍ آخر، عن حبٍ استثنائي. عن أنثى من حبر... أكتب بها، فتكون هي السرد وبيت القصيد".
فكنا...
غابة خشب عتيق كنتُ، عمرها ألف سنة من السأم والملل، وحبك قطرة مطرٍ
أنعشت خريفي، فانشقّ عمري برعماً ندياً.
كنا... وكان الفراق ثالثنا.
فيوم غافلني الموت، وحملكَ على صهوته، صرختُ في وجه الزمن "كفى... مزاحك سمج جداً هذه المرة"!
لكنه لم يكن مازحاً، كان جدياً في مقولته! وليتها كانت كاذبة مقولته!
يا صديقي...
منذ أن رحلتَ وأحزاني تتناسل بصمت كنمو أشجار الغابة.في غيابك أصبحتُ شؤم نبوءات العرافات، وأنين الخائفين. لم يعد في ذاكرتي سوى قمرٌ ذبيحٌ وشمسُ غاربة. وألف نجمة منطفئة. وبـردٌ... ودهور حزن.
يقتلني اليوم غيابكَ، وقد كنتَ دوائي. أستجدي... نسياناً لمواجهة خبث أجراس الحنين، وهي تقرع في ليالي الوحدة.
لا شيء فيَّ مكتملٌ... إلا أحزاني.
كما لو أنني... منديلٌ في مهب الريح يلّوِح للراحلين.
كما لو أنني أوراق مهمَلة، في مواجهة الريح... والهموم فوق رأسي ثقالة ورق.
23 مارس . 3 دقائق قراءة