أزقة الذكريات

09 يونيو  .   2 دقيقة قراءة  .    123

 

صعدتُ قطار الزمن، وجلتُ على متنه في أزقة الذكريات.

رأيتُني هناك طفلة تشع ابتسامتها، وهي تسرِّح شعر لعبتها. 

 سألتها عن اللعبة الحبيبة ذات الضفائر الذهبية؟!

ذرفت دمعتين وآهة وقالت: قتلتها الحرب.

 

رأيتني يافعة ترقص في شرفة  القمر، على أنغام  لحن حبٍ أسمعها إياه

ابن الجيران. 

سألتها عن فرحة اللقاء؟! 

ذرفت دمعتين وغصة، وقالت: اغتالوا براءته، وحرمونا دهشة القُبلة الأولى.

 

رأيتني صبية خبأت حبها الأول في زجاجة حبر، وكتبته أبجدية حب. 

سألتها عن القصائد؟

أدمعت عيناها، وأجابت:  طمرتها أرطال التفاهات، التي يبثها شويعروا* هذا الزمن. 

 

 

رأيتني في مدرجات الجامعة، وبين يدي موسوعة "قصة الحضارة" لويل

ديورانت. 

سألتها عن الآمال الكبيرة؟!

بكت ابنة الخذلان وقالت: اغتالوا أحلامي... أماتوا طموحي... وحولوني

إلى قهرٍ بملامح إنسان!

 

على ناصية الحلم التقيتُني ولم أعرفني... ابتسمت هي في وجهي الساذج.

صاحت بحنجرةٍ من وجع: ألم تعرفيني يا ابنة التيه!؟ أنا/أنتِ... أنتِ/أنا.

بكيتُ مع نفسي... على هوى/غوى صبيةٍ، شابت خُصل شعرها... يبست

سنابل القمح في عينيها.

 

أن ترتب ذاكرتك! يــــــــا له من وجع.

 

 

 

* شُويعِر: تصغير شاعر. وذلك تقليلاً لشأن كتاباته. 

  1
  1
 0
مواضيع مشابهة

10 ديسمبر  .  4 دقائق قراءة

  3
  5
 3

10 أكتوبر  .  2 دقيقة قراءة

  1
  5
 1
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال