المسيح الاندلسي للكاتب تيسير خلف

23 أبريل  .   4 دقائق قراءة  .    67

 

الكتاب: المسيح الاندلسي 

الكاتب: تيسير خلف

التصنيف: القائمة القصيرة

عدد الصفحات: ٣٦٠ صفحة

دار النشر: دار المتوسط للنشر

 

 

عن الكاتب: 

تيسير خلف سوري فلسطيني من مواليد القنيطرة 1967 ومقيم حالياِ في اسطنبول. روائي وناقد وباحث ومؤرخ. كتب أكثر من 50   كتاب.  تخرّج من جامعة دمشق كلية الإعلام عام 1993. اهتم بالبحث التاريخي، وأنتج العديد من الأعمال التي تركز على التاريخ العربي والشام وخاصة فلسطين، أهم مؤلفاته "موسوعة رحلات العرب والمسلمين في فلسطين". أمّا في الأدب، استخدم تيسير خلف الأحداث التاريخية في العديد من رواياته. أبرز تلك الروايات "عصافير داروين" و "ملك اللصوص" و "مذبحة الفلاسفة" التي ترشحت للجائزة الدولية للرواية العربية لعام 2017.

 

عن الرواية: 

 

خسيسوس المسيحي، بقوة كلمات أمه مريم (ماريانا) التي أوصت خاله بكشفها له، قبل أن تموت، عرف أنه عيسى الاندلسي المسلم، فانقلبت حياته رأساً على عقب، تغير انتمائه، وضاعت هويته ووجد نفسه يبدأ رحلة بين طليطلة ومدريد والبندقية وإسطنبول بحثا عن الواشي بأمه التي تعذبت، ومن رحلته لهذا الهدف السامي، تشابكت خيوط قدره فتعرف على حبيبة دربه فيروزة، ليعصف الزمن بهما في أسفار بعيدة منها، أثينا، كريت وامستردام، وباريس. في باريس، جد عيسى نفسه سجين المخطوطات لأكثر من أربع سنوات، فدخل في بحر الصوفية وأدرك أن اليقين هو يقين القلب ومعرفة الله لا تكون إلّا به وليس بشكوك العقل.

 

أما فيروزة، وقعت ضحية موهبتها في إعداد فساتين مطبعة بالحرير، فأُسرت هي الأخرى في باريس بخدعة مدبّرة من سليم أفندي، نزولا عند رغبة ملكة فرنسا في اقتناء فستان مميز لحفل التتويج من الملك هنري، وهناك أصبح اسمها شارلوت التي جذبت شارل لافييت أحد نبلاء فرنسا في قصة حب من طرف واحد فقط.. إلى أن أتت اللحظة التي فكّ القدر به أسرها وأسر عيسى، وجمعهما سوياً مجددا، فعادا معاً الى اسطنبول.

 

في خضم الأحداث، وفي عصر إرغام المسلمين في الأندلس على التهجير أو التنصير، برز اسمين لشيخين في ذلك العصر (في القرن السادس عشر الميلادي) الشيخ الأشقر والشيخ الأكحيل؛ كل له أتباعه ومريديه، والخلاف بينهما كبير: فالأشقر يرى أن الهجرة من دار الحرب إلى دار السلام واجب على كل أندلسي مسلم لحفظ دينه وعرضه وماله ويكفر القابض على الجمر من أجل دينه. أما الاكحيل، فيرى أن يبقى الأندلسي على أرضه ولا بتركها ولا غضاضة أن يظهر نصرانيته ويكون له اسم قشتالي بجانب اسمه الموريسكي.  

 

استعرضت الرواية كذلك الكثير من الطلاسم والرموز، بدايةً مع كتابات الرق التي اكتشفت في صومعة إحدى جوامع اسبانيا، وانجيل برنابا الذي عوّل عليه ليكون حجة الموديخار (أي المسلمين الذين كتموا إسلامهم سراً) أمام الكنيسة ومحاكم التفتيش، أنهم عرب الغساسنة الذين هاجروا من الشام إلى الاندلس واستوطنوها ولهم كل الحق في العيش فيها؛

 

مروراً، بمفتاح برج غلطة والمحبس الخامس الذي كان بمثابة الضوء الذي أنار درب عيسى في الكشف عن خيرونيمو الواشي بوالدته، وللصدفة أنه نفس الشخص الذي تقمّص شخصية سليم أفندي المتسبب بمقتل والد زوجته فيرورة، فقررا معا (عيسى وفيروزة) الإيقاع به ضمن خطة محكمة تنجح بالقصاص من ذلك الرجل.

 

وحتى تكون النهاية متناغما مع عبقرية القدر التي رافقت الرواية في كل فصولها، كان لا بد أن يلتقي عيسى بأبيه أحمد الذي ظهر له في إسطنبول، وظن به الأول سوءا إلى أن انكشفت الحقيقة، ثم زاره في القاهرة. 

 

في الختام: 

 

رغم الخط الروائي الشيق لقصة حب عيسى بن محمد وفيروزه وأخذ القارئ في رحلة طويلة من الأماكن والأديرة وبرج غلطة والبيوت المحيطة بها ومسجد العرب وحي بلاط وغيرها، يتحير القارئ عندما يريد كتابة انطباعه عن الرواية.

هي رواية ساحرة.. غامضة.. مشوقّة.. محفزة للخيال.. تنطوي على العديد من الشخصيات والقوميات والانتماءات...مقسمة إلى أسفار.. لكل سِفر اسم ودلالات.. كتبت في عصر مليء بالجواسيس والوشايات.. كتبت في زمن القشتاليين..

 

 

اقتباسات:

 

**هي الأقدار يا عيسى تقود خطانا حيث تشاء نسير حيث تريد لنا ان نسير ونقف حيث تريد لنا ان نتوقف لا فرق ان كنا عمياناً أو مبصرين حمقي أم حصيفين شجعاناً ام مرتعدين فما يحدث سوف يحدث** 

 

**يا لقوة الكلمات كيف يمكنها ان تنقلك من أمه إلى أمة أخرى ومن لغة تستمتع بوقع حروفها وهي تداعب رأس لسانك إلى لغة أخرى**

 

**بدا لي اليقين سر تدركه القلوب لا العقول.. اليقين هو أن يصبح قلبك قابلا كل صوره كما يقول شيخي الأكبر.. أن يكون مرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت للأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن**

 

*عش دائما في برج وانظر الدنيا من عَلٍ*

 

كتابة منيرة الداشر وزينة يكن عن "ملتقى الراويات" 

 

 

  0
  0
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال