19 مارس .
2 دقيقة قراءة .
923
داهمت الشرطة منزلي للمرة الخامسة على التوالي في هذا اليوم. الجيران يصرون على أقوالهم، بأن هناك صوت مزعج يصدر من منزلي!
ورغم تفتيشهم المنزل عدة مرات متتالية، وعدم اكتشافهم لشيءٍ مريب، إلا أن الشكاوى ما زالت تتوالى على الشرطة لاكتشاف سر هذا الصوت.
أنظر للضابط وأطلب منه تفتيش منزلي من جديد، يعتذر الضابط مرة أخرى ويرحل.
خَرجْتُ إلى حديقتي الخلفية، وجلست بجانب تلك الشجرة، ونبشت التراب لألقي نظرة الوداع الأخيرة.
كان لا بد أن أجد ذاتي، بعد أن أمضيت عمراً أتعلم كيف أحبك وفقاً لشروطك ومزاجيّتك ورغباتك. حتى أنني تعلمت أن أكرهك حتى أحبك أكثر، ونسيت أن أتعلم العيش وأنا لا أحبك؛ فكان لا بد أن يحدث ما حدث!!
مضى اليوم مضغوطاً وحزيناً إلى أن توقف الجميع فجأة عن سماع ذلك الصوت المزعج.
بعد أن ساد الصمت بثوانٍ قليلة سُمِّع صوت ارتطام شيء ما في حديقتي. هرع الجيران ليجدوا جثتي ملقاة على أرض الحديقة بجانب تلك الشجرة نفسها!
تم نقلي إلى أقرب مشفى ليتم الإعلان عن وفاتي في ذلك اليوم صباحاً !
كُتبَ في تقرير الطبيب عن جثةٍ وصلت إلى المشفى، كانت قد توفيت صباحاً اثر انتزاع قلبها من الأحشاء وعدم وجود أثر له !
تم تفتيش المنزل من جديد ووجدوا رسالة كنت قد تركتها هناك لهم:
“مساء الخير..
أعلن وأنا بكامل قوايّ العقلية أنني قمت اليوم صباحاً بانتزاع قلبي من أحشائي، ودفنه حياً في حديقة منزلي.
واستخدمت ما توفر من مواد لتضميد جرحي وإخفاء آثار ذاك القلب عن حياتي. وكنت انتظر أن يتوقف عن النبض لأرحل معه.
آسف لإزعاجكم بتلك الأصوات اليوم! فأنين القلب الذي خسر حباً سكنه عشرون عاماً يدوي عالياً، وكأنه يدق طبول الموت قبل رحيله.
لا أتهم أحداً ولا أُحَمّل أحداً مسؤولية تصرفي هذا وعليه أودعكم وأوقع.”
إلى جانب تلك الشجرة التي وجدوا جثتي بجانبها كان هناك شجرة صغيرة قد نبتت ولم يجدوا أثراً لقلبي.
كان تقرير الشرطة موجزاً ومقتضباً: “ماتت بلا قلب ولكن بحب أبدي”.