14 يوليو . 2 دقيقة قراءة . 1271
أنت على وشك تحقيق حلمك، وهذا يعتمد على شرط يجب تنفيذه وإلّا سيضيع كل مجهودك، والشرط هو أن تتطوع لمدة شهر لتصبح أنت (الألم، الشهوة أو الموت) على جميع المخلوقات، ماذا ستختار؟ ولماذا؟
يا له من سؤال …
بعد تفكيرٍ وجدتني أبدأ بتحليل هذه الشروط الثلاث, لأحدد أيها أكثر نفعاً في تغيير العالم.
أجل… فتغيير العالم وتحديداً تغيير عقليات البشر, هو حلمي الكبير.
هل ينفعني أن أكون الموت كشرط لتحقيق حلمي?
ربما!… سوف ينفعني أن أكون الموت في حالة واحدة, ان كان بإمكاني فقط أن أختار كل ظالم… فاسد… متسلط. لكن إن كان شرطاً عليَّ أن أكون الموت على جميع المخلوقات, فبالطبع لن أختاره. فما نفع حلمي عندها!
فماذا سيحصل عندها?
سوف أزيد شهوة الظالم للظلم, وشهوة المتسلط للقمع, وشهوة المستبد للإستبداد… بل ستزيد كل أنواع الشهوات الفاسدة في نفوس أصحابها شذاذ الآفاق. كما أنني في هذه الحالة, سوف أكون شهوة في عقول البسطاء والأنقياء والأصفياء… الذين مِن الممكن أن تحولهم الشهوة الى وحوش بهيئة بشر.
عندها فقل على الدنيا السلام, فسوف يتصارع أصحاب الشهوات, حدّ الفناء.
وهكذا لن أحقق حلمي.
أقرأ ايضا :
قال جلال الدين الرومي: هذه الآلام التي تشعر بها هي رُسل, فاستمع اليها.
وأيضاً قال: داوم على كسر قلبك حتى تفتحه.
(انتهت أقوال الرومي)
الفرح لا يعلمنا إلا السعادة. أما الألم فيعلمنا كل شيء.
فالألم يعلمنا ماهية الوجود وكيف نحيا, ولما نحيا. الألم هو الأمل بأن غداً أجمل, أصفى, أكثر وهجاً وجدوى.
الألم… عقابٌ للظالم, وإمتحانٌ للمؤمن… تطهيرٌ للعاصي, وصقلٌ للأرواح الخيِّرة من أدران الفساد.
أن أكون الألم, فسوف أقضي على النفوس الضعيفة, التي لا تجيد المقاومة من أجل الصمود, لا تجيد الثورة مِن أجل التغيير.
أن أكون الألم فسوف أعلِّمُ الظالم كيف يكون وجع الظلم, وسوف أعيد العاصي إلى جادة الصواب, وسوف أصقل أرواح الأنقياء الذين حاولوا تمويه بياضهم هرباً مِن الإضطهاد.
أجل… سوف أختار أن أكون الألم, كي يكون الأمل.
تصفح ايضا عبرمرداد
12 فبراير . 7 دقائق قراءة