24 مارس . 3 دقائق قراءة . 1373
إلى كلّ عاشقة وعاشق للفنّ ممّن يقرؤون العربيّة،
لا بد وأنك تساءلت ولو مرة فيم يحدّق هؤلاء الزوّار للمعرض الفنّي والّذين يقفون أمام العمل الفنّي مطوّلاً متأمّلين تفاصيله. إن لم تكن أكاديميّاً فنّيّاً فهذا المقال موجّه لك.
بإمكانك قراءة أي عمل إبداعيّ بالتّدريب الكافي، ومن خلال اطّلاعك على الأعمال العالميّة والقراءة عنها وعن اتّجاهات الفن، لكن هذا المقال لا يتّسع لأي من ذلك. اختصاراً، سنقدم لك مختصراً مفيداً في أربع خطوات يأخذ بيدك لتبدأ خطوتك الأولى لقراءة العمل الفني وتحليلة:
اختر لوحة أو منحوتة أثّرت فيك فعلاً على الصّعيد الشخصي، إنّ تفاعلك مع الّلوحة من الانطباع الأول يعني أنّك ستكون غالباً أقدر على فهمها وتقديمها للآخرين، أو على الأقل سيكون تقديمك لها أكثر إمتاعاً وصدقاً،
سجّل ملاحظات ذهنية (أو كتابية) سريعة عن كل ما تلاحظه من ملامح في العمل يميزه عن غيره (الألوان المختارة، حجم العمل، علاقة العمل بالفراغ حوله، أسلوب التنفيذ من حيث ضربات الفرشاة أو أداة النّحت أو الرّسم، موضوع العمل المحوري، الرّموز والدّلالات والأيقونات الظّاهرة، ماذا يوجد في الخلفية؟ ماذا يوجد في مركز اللّوحة؟ هل وظّف الفنّان الضّوء والعتم لصالح العمل؟ هل يوجد أشكال ناس؟ هل أشكالهم طبيعيّة أم محوّرة؟ لماذا برأيك؟.)
ثم ابدأ بوصف هذه الملاحظات في جمل مفيدة مترابطة بتسلسل مفهوم للآخرين. حاول أن تحافظ على موقف وصفيّ في ما تقوله، فلا تقدّم في هذه المرحلة أية استنتاجات أو تفسيرات لما وراء الشّكل، ما زال الوقت مبكّراً على تقديم الاستنتاجات.
بعد أن انتهيت من الوصف، ابدأ بكشف علاقات هذه العناصر التي وصفتها ببعضها، واكشف ما انتبهت له ممّا لا يلاحظه المشاهد العابر. كيف ظهرت عناصر اللّوحة؟ متطبّقة؟ متراكبة؟ متباعدة؟ متقاربة؟ متداخلة؟ هل هنالك تناسق بين استعمال الفنّان للألوان أو الأشكال والمساحات من جهة وبين الموضوع المطروح من جهة؟ هل نجح الفنّان في توصيل تجربة شعورية متناسقة لك؟ أم أنها متناقضة مع ذاتها أو مع عناصرها أو مع اختيار ألوانها أو موادها؟ هل موضوع اللوحة موضوع عصريّ؟ هل هو يقدم نظرة جديدة؟ أم هل هو مطروق تقليدي؟ هل يذكرك بعمل آخر؟
إن أردت يمكنك أن تضيف استنتاجاً تلخّص فيه تحليلك وتقدّم حكماً نهائيا على العمل، لكن تذكّر! كن موضوعيّاً محترفاً، فلا تبالغ في الاستحسان ولا في الانتقاد، واترك مجالاً للشك، فقد تكون مخطئاً أو أنّه قد فاتك عنصر ما. ويمكنك أن تترك الأحكام للمستمعين (أو القارئين) فلا تقدّم أي حكم بعد تحليلك، لكن بكلّ الأحوال ننصحك بالابتعاد عن التّطرق لشخص الفنّان، بل ركّز على العمل الفنّيّ بذاته.
أقرا أيضاً:
فريق مرداد بانتظار تجربتك، اضغط (اكتب) وسجّل دخولك إن لم تكن قد سجّلت وابدأ بالكتابة، لربما أنت من تنتظره جماهير الفنّ والجمال، لكنك لم تعط نفسك تلك الفرصة!
27 مايو . 27 دقيقة قراءة