أفضل الوجبات الرَّمَضانيَّة لصحَّةٍ غذائِيَّةٍ سليمةٍ

19 أبريل  .   8 دقائق قراءة  .    962

يحلُّ شهر رمضان علينا، مرَّةً في السَّنة؛ فيغيِّر مِنْ عاداتنا كافَّةً، وبخاصَّةٍ الغذائيَّة مِنْها؛ إذ يفرض علينا ‏صيامًا عن الطَّعام، طيلة النَّهار، ابتداءً من الفجر، وحتّى المغرب، وذلك بعد أنْ كُنّا نتناول ثلاث وجباتٍ ‏في اليوم، الأولى وجبة الفطور، والثّانية وجبة الغداء، وَالثّالثة وجبة العشاء، بِتْنا نتناول وجبتين يوميًّا، ‏الأولى هي الرَّئيسيَّة، وهي وجبة الإفطار، والثّانية هي الوجبة الاختِياريَّة؛ إذ يفضِّلها البعض، والبعض ‏الآخَر لا يفضِّلها، وهي وجبة السُّحور. ولكنْ، مع هذا التَّغيُّر في نظامنا الغِذائيّ؛ مِنَ الممكن أنْ نتعرَّض ‏لمَشاكلَ صحِّيَّةٍ، قد تؤثِّر على أجسامنا بشكلٍ عامٍّ، وعلى جِهازنا الهضميِّ بشكلٍ خاصٍّ، نظرًا إلى الإكثار ‏من المأكولات، وبخاصَّةٍ خلال وجبة الإفطار. فكيف نوازن مأكولاتنا، ونعتمد نظامًا غذائيًّا سليمًا؟ ‏

ما هي الأطعِمة الَّتي نُنصَح بتناولها أو تجنُّبها، على وجبتَيِ الإفطار والسُّحور؟     ‏

وجبة الإفطار:

 تُعَدُّ وجبة الإفطار الوجبة الرَّئيسيَّة في شهر رمضان، وهي تتميَّز بتنوُّع عَناصرها، وغِناها ‏بالمكوِّنات الغِذائيَّة. ولكن، تجدر الإشارة إلى أنَّ هذهِ الوجبة لأهمِّيَّتها، يجب أنْ تكون متسلسلةً، وتحتوي ‏على العناصر الغذائيَّة الصِّحِّيَّة، مِنْ أجل أنْ تعود بالنَّفع على الصّائم، لا الضَّرر. فما هي المكوِّنات ‏الأساسيَّة لوجبة الإفطار؟ وما الأطعمة الَّتي يجب أنْ تحتويها؟ وما الأطعمة الَّتي يجب تجنُّبها فيها؟ ‏

‏فطور رمضان صحي وخفيف‎: ‎

التَّمر:

 يحتوي التَّمر على العديد مِنَ العناصر الغذائيَّة المُفيدة لصحَّة الإنسان؛ لذا، فمِنَ ‏الضَّروريِّ الإفطار على حبَّة تمرٍ على الأقلّ؛ ذلك أنَّ التَّمر يمدُّ الجسم بالطّاقة الَّتي ‏فقَدَها خِلال النَّهار، كما يُشعِر الصّائم بالشَّبع؛ فيضطرُّه إلى تناول حصصٍ غِذائيَّةٍ أقلَّ ‏خلال الإفطار.  ‏

‏‏ الماء:

  بعد نهارٍ من الانقطاع عن الماء، لا بدَّ للصّائم من أنْ يتناول كوبًا من الماء، يسدّ ‏به عطشه، ويعيد إليه نسبة الماء الَّتي فقدها خِلال الصِّيام.‏

‏-‏ المقبِّلات: ‏

‏ الشّوربة:

 طبق الشّوربة من أكثر الأطباق‎ ‎أهمِّيَّةً في شهر رمضان، ومن الضَّروريِّ أنْ يبدأ ‏الصّائم طعامه به، بعدَ التَّمر والماء؛ ذلك أنَّ الشّوربة تساعده على تليين أمعائه، لتكون ‏جاهزةً لاستقبال الطَّبق الرَّئيسيّ. وتتميَّز الشّوربة بتنوُّع عناصِرها، الَّتي تجعلها ذات فائدةٍ ‏كبرى، وهي تختلف بمكوِّناتها مِنْ بلدٍ إلى آخَرَ، لكنَّ الأشهر مِنْ بينها، شوربة الدَّجاج، ‏وشوربة الخضار.‏
‏‏ السَّلَطات:

من المعروف أنَّ طبق السَّلطة يحتوي على حصصٍ غذائيَّةٍ متنوِّعةٍ من ‏الخضار، الَّتي تحتوي بدورها على الألياف، الَّتي تساعد في عمليَّة الهضم، وامتصاص ‏الدُّهون؛ لِذا، يُستحسَن على الصّائم أنْ يجعله من بين قائمة الأطعمة الَّتي سيتناولها ‏خلال الإفطار في رمضان. ‏

‏ الطَّبق الرَّئيسيّ: ‏

‏●‏ البروتينات (لحم، دَجاج، سَمَك): مِنَ الضَّروري على وجبة الإفطار في رمضان، أنْ يتمَّ ‏التَّركيز في الطَّبق الرَّئيسيّ، أيًّا كانَ نوعه، على البروتينات؛ فيحتوي على واحدٍ من هذهِ ‏العناصر الثَّلاثة: اللَّحم، الدَّجاج، أو السَّمك. ‏
‏●‏ الخضار المشويَّة: يُستحسَن إلى جانب الطَّبق الرَّئيسيّ، أنْ يتناول الصّائم الخضار ‏المشويَّة، أو المسلوقة، كالبطاطس، الجزر، البروكولي، الذُّرة، الكوسا، اللّوبياء، ‏الحمُّص... فَأغلبها غنيٌّ بالفيتامينات والمعادن والنَّشَويّات، الَّتي يحتاجُها الصّائم في ‏رمضان.‏‎ ‎
‏●‏ اليَخاني: إذا كان الصّائم يرغب بِالمأكولات الطَّريَّة؛ فيُستحسَن أنْ يقوم بتناول اليَخاني، ‏وهي عبارةٌ عَن طبقٍ من‎ ‎الأرزّ، وإلى جانبه نوعٌ من الحساء، الَّذي يحتوي على ربِّ ‏البندورة، ومكوِّناتٍ أُخرى، كاللَّحم أو الدَّجاج، إضافةً إلى نوعٍ مِنْ أنواع الخضار، وهذا ‏النَّوع من الطَّعام مُعتمَدٌ جدًّا في بلدان الشَّرق الأوسط.‏‎           ‎

‏-‏ الحلويات: ‏

‏●‏ الحلويات المنزليَّة: مِنَ المفضَّل أنْ يعتمد الصّائم في رمضان الحلوياتِ المُعَدَّة في المنزل، ‏لأنَّها تحتَوي على عَناصرَ غِذائيَّةٍ صحِّيَّةٍ، أكثرَ مِنْ تلكَ المُعَدَّة في محلّات الحلويات. ‏ويُستحسَنُ أنْ لا تتجاوز مرّات تناوُل الصّائم للحلويات، الأربع مرّاتٍ أُسبوعيًّا.‏
‏●‏ العصائر الطَّبيعيَّة: لغِناها بالفيتامينات والماء، من المهمِّ أنْ يتوجَّه الصّائم إلى تناولها، ‏لأنَّها تساعده على تعويض السُّكَّر والماء، اللَّذَيْنِ خسرهما خلال فترة الصِّيام. ‏‎  ‎
‏●‏ الفواكه: من الضَّروريِّ تَناوُل حصَّة فَواكهَ في خِتام السَّهرة، ومن المُستحسَن أنْ يضاف ‏العسل إلى طبق الفواكه، للحصول على فائدةٍ غذائيَّةٍ أكبر. ‏

 

‏-‏ أكلات رمضانية يجبُ تجنُّبها أو التَّقليل مِنْها على وجبة الإفطار: ‏

‏●‏ المَقالي: يُستحسَن‎ ‎كثيرًا أنْ يبتعِد الصّائم عن المأكولات المقليَّة قدْر الإمكان، لأنَّها ستعود ‏بالضَّرر عليه، وتشعره بالعطش.‏
‏●‏ الدُّهون: من الضَّروريِّ أنْ يتجنَّب الصّائم الدُّهون، لِما تحتويه من الكوليسترول الضّارّ، ‏الَّذي يؤثِّر سلبًا على الجهاز الهضميّ، وَعلى صحَّة القلب والشَّرايين.‏
‏●‏ المعجَّنات: تحتوي المعجَّنات على كمِّيَّةٍ كبيرةٍ مِنَ النَّشَويّات، الَّتي تملأ المعِدة، ولكنَّ ‏ضررها أكبر من نفعها؛ لذا، يُفضَّل أنْ يبتعد الصّائم عنها، أو أنْ يقلِّل منها.‏‎  ‎
‏●‏ المأكولات السَّريعة: من المعروف أنَّ المأكولاتِ السَّريعة كالهمبرغر، والنّاغتس، ‏والكريسبي، والهوت دوغ،...‏‎ ‎هي ذات أضرارٍ جسيمةٍ على صحَّة الإنسان، وبخاصَّةٍ ‏الصّائم؛ وذلك لِما تحتويه من دهونٍ شديدةٍ، قدْ تؤدّي إلى تصلُّب الشَّرايين، والعديد من ‏أمراض القلب؛ من هنا، يجب تجنُّبها كلِّيًّا على وجبة الإفطار، أو تناولها بالحدِّ الأدنى ‏جِدًّا، إذا كان الصّائم من محبّيها.‏‎ ‎
‏●‏ المعلَّبات: تحتوي المعلَّبات على المَوادّ الحافِظة، الَّتي تزيد من احتمال الإصابة ‏بالسَّرطان، ويُفضَّل تجنُّبها أيضًا على وجبة الإفطار. وإنْ كان لا بدَّ مِنْها، فيُستحسَن ‏تناول المعلَّبات الَّتي تكون مدَّة صلاحيَّتها قصيرةً.‏
‏●‏ اللُّحوم النَّيِّئة: من الضَّروريِّ أنْ يتجنَّب الصّائم اللُّحوم النَّيِّئة، لأنَّها تحتوي على الجراثيم ‏الضّارَّة بالجهاز الهضميّ، والَّتي لا تزول إلّا بالطَّهو.‏‎ ‎
وجبة السُّحور: للَّذين يفضِّلون تناول وجبةٍ على السُّحور، هناك أطعمةٌ يُنصَح الصّائم بتناولها، لأنَّها ‏تضمن له الشَّبع لفترةٍ طويلةٍ، وأخرى يُنصَح بتجنُّبها، لأنَّها تشعره بالجوع والعطش.‏

‏-‏ جدول الأكل الصحي في رمضان والأطعمة الَّتي يُنصَح بتناولها خلال وجبة ‏السُّحور: ‏

‏●‏ الأطعمة الغنيَّة بالبروتينات: مثل البيض، الحبوب كالفول والحمُّص.‏
‏●‏ الوجبات الخفيفة: بعض مشتقّات الحليب، كاللَّبنة، الجبنة، الزَّبادي.‏

‏-‏ أكلات رمضانية يُنصَح بتجنُّبها خلال وجبة السُّحور:

 ‏يُستحسَن أنْ يبتعد الصّائم عن المأكولات الَّتي تشعره بالعطش، كالحلويات، الفواكه، العصائر، ‏العسل، الشّوكولا، القهوة...‏

 

أفضل خمس نصائح، لصحَّةٍ سليمةٍ في رمضان

من المعروف أنَّ الصّائم يخسر الكثير من الطّاقة في شهر رمضان، نتيجةً للصَّوم طيلة النَّهار. إليكم ‏أفضل النَّصائح الَّتي من الممكن أنْ تساعدكم، كي تعوِّضوا هذه الطّاقة، من دون أنْ تشعروا بالتَّعب. ‏


‏-‏ ممارسة الرِّياضة: من الأفضل ممارسة التَّمارين الرِّياضيَّة الخفيفة، كرياضة المشي، والهرولة. ومِنَ ‏الممكن أنْ تُمارَس الرِّياضة قبل أو بعد الإفطار، على شرط عدم الإجهاد الجسديّ.‏

‏-‏ النَّوم المنتظم: من العادات السَّيِّئة الَّتي يمارسها الصّائمون، هي السَّهر حتّى الصَّباح؛ ذلك أنَّ ‏جسم الصّائم في حاجةٍ إلى أخذ قسطٍ من الرّاحة البدنيَّة والعقليَّة، والنَّوم بانتظامٍ، لمدَّةٍ لا تقلُّ عن ‏سبع أو ثماني ساعاتٍ، يوميًّا. ‏

‏-‏ ‏ كيفيَّة تناول الطَّعام: من المهمِّ أنْ يفطر الصّائم جالسًا لا واقفًا، وأنْ لا يتناول مجموعاتٍ متتاليةً ‏من الطَّعام؛ إذ يجب أنْ يراعي التَّرتيب الغذائيَّ على وجبة الإفطار، والَّتي تبدأ بكوب الماء، ‏وتنتهي بتناول الفواكه. وتجدر الإشارة إلى ضرورة أنْ يتوقَّف الصّائم عن الطَّعام، قبل شعوره ‏بالامتِلاء. هذا، ويجب أنْ يتناول الصّائم طعامه بتركيزٍ، بعيدًا عن التِّلفاز، والهاتف المحمول، ‏ووسائل التَّواصل الاجتِماعيّ...‏

‏-‏ شرب الماء: على الصّائم أنْ يتناول كمِّيّاتٍ وافرةً من الماء في فترة ما قبل النَّوم، لتعويض الماء ‏الَّذي خسره خلال فترة الصِّيام نهارًا.‏

‏-‏ الاجتماعات العائليَّة: من المعروف أنَّ رمضان شهر "اللَّمَّة"، والاجتماعات العائليَّة؛ فمن ‏الضَّروريِّ الحفاظ على هذه العادة الجيِّدة، لأنَّها تساعد أفراد العائلة الواحدة على الارتباط ‏ببعضهم، وتقوّي أواصِر المحبَّة فيما بينهم... ‏


ساهم في كتابة المقال صفاء الشيخ 



 للاضطلاع على سبع عاداتٍ فعّالةٍ لحَياةٍ صحيَّةٍ مُتَوازنة، انقر على الرابط التالي



  8
  8
 0
مواضيع مشابهة

30 أبريل  .  1 دقيقة قراءة

  1
  3
 0

24 فبراير  .  0 دقيقة قراءة

  0
  0
 0

16 أبريل  .  1 دقيقة قراءة

  2
  4
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال