01 يناير . 2 دقيقة قراءة . 585
الفنانة الألمانية العراقية ليزا فتاح مثالاً
عندما يكون كل من الزوجين فناناً كحال الفنان الأمريكي جاكسون بولوك وزوجته الفنانة الأمريكية لي كراسنر, فمن النادر جدآ أن يتم التعامل مع كلا الزوجين على قدم المساواة في عالم الفن. وعادة ما يحتفى بأحدهما حتمآ باعتباره الشخص المشهور في حين أن الآخر يحكم عليه بالعيش في ظل شريكه. مثال آخر على ذلك الفنان بيكاسو وفرانسواز إحدى زوجاته، والتي كانت فنانة ومثقفة عاشت معه عشرة سنوات، وبعد طلاقها من بيكاسو ألفت كتاباً عن حياتها معه. ومن العراق مثال آخر وهو الفنان جواد سليم وزوجته الفنانة الإنكليزية لورنا وكذلك الفنان إسماعيل فتاح وزوجته الفنانة الألمانية ليزا.
وغالبآ ما يهمين عمل أحد الفنانين بين الزوجين على عمل الآخر، ولطالما كان بولوك مثلاً هو الشخص المحتفى به وهذا أمر مؤكد.
أما الفنانة ليزا فقد ولدت في أوسلو - النرويج عام ١٩٤١، وهي بالأصل من عائلة ألمانية درست الفن في أكاديمية روما بداية الستينات وتخرجت عام ١٩٦٣. وفي كلية الفنون بروما تعرفت على الفنان العراقي إسماعيل فتاح وبعدها تم الزواج لتعود مع إسماعيل إلى العراق وتحصل على الجنسية العراقية عام ١٩٨٧ أنجبت من اسماعيل أطفالاً أسموهم صهيل وياسمين وآسيا. وبقيت ليزا مشغولة في تربية أطفالها وكانت تمارس فنها بعيدة عن زوجها وأولادها مفضلة العزلة والتفرد مع عملها. وهي فنانة جميلة وذات شخصية قوية وبعيدة عن الإعلام والنقد التشكيلي. تعتبر ليزا فنانة تعبيرية تهتم بقضايا الإنسان وهمومه. وخلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ٨ سنوات أنجزت مجموعة أعمال عن الحرب والتي كانت تذكرها بطفولتها وكيف كانت تعاني هول الحرب العالمية الثانية في وطنها الأم ألمانيا.
في فترة الحصار المفروض على العراق من قبل أمريكا والعالم أصيبت ليزا بمرض السرطان وعانت من مشاق المعالجات الكيميائية التي أثرت على جسمها وانتجت تشوهات انعكست على مجموعة أعمال نفذتها على شكل تخطيطات بالحبر على الورق، وهي من أجمل الأعمال التعبيرية لحالة ليزا وهي تتصارع مع الألم، حيث جسد الفنانة يتلوى من عذابات المرض والعزلة التي كانت قاسية جدا على الفنانة، والتي فارقت الحياة عام ١٩٩٢.
18 مايو . 7 دقائق قراءة
18 أغسطس . 3 دقائق قراءة