عندما تكابرين

25 نوفمبر  .   2 دقيقة قراءة  .    620

تمثال عروس بيروت

 

جذّابةٌ أنتِ عندما تمتصّين الصّدمات، تتعاملين معها وكأنّكِ كنتِ تعلمينَ بحصولها، تستمعينَ وَرَدّةُ فعلكِ تكونُ باردة ، كأنّكِ تتنبّئينَ بالمستقبلِ أو تقرئينَ الفنجان .

 

رائعةٌ أنتِ عندما تتناسَيْنَ بسرعةٍ وكأنّكِ عجوزٌ تُعاني من مرضِ الألزهيمر، تصبّحُ ألفَ مرّةٍ على ابنتها، وتعاتبُ حفيدتها على غيابها وهي تعيشُ معها ، وتطالبُ بالفطورِ رُغم أنّ وجبةَ الغداءِ غادرت فراشَها للتو  .

 

جبّارةٌ أنتِ عندما تتعاملينَ برويّةٍ في الأوقاتِ العصيبةِ، تحاولينَ جاهدةً حلّ النّزاعاتِ بحكمةٍ رُغمَ أنّ داخلَكِ بركانًا ينفجرُ ويخمدُ ومِنْ ثُمّ يعودُ وينفجرُ وتذوبُ مَعَهُ عزيمتُكِ على الصّمودِ والحفاظِ على هدوءٍ مُصطنعٍ.

 

قويّةٌ أنتِ عندما تحاضرينَ الضُعفاءَ وتعملين جاهدةً على إقناعهم بضرورةِ التعاملِ معَ الشّدائدِ بطريقةٍ مختلفةٍ أكثرَ نُضجًا وأنّ الحلولَ لا تنبعُ منَ البكاء والانهيار.

 

حنونةٌ أنتِ عندما تسارعينَ لاحتضانِ المُنكسرينَ ومداواةِ  المتألّمينَ ، تُبلسمينَ الجراحَ وتزرعينَ الأملَ بغدٍ أفضلَ يكونُ الشّفاءُ شمسَهُ المشرقة.

 

لكنّكِ تضعفينَ عندما تخلدينَ إلى فراشكِ أو تنعزلينَ في وحدتكِ فتنزفُ جراحُكِ وتتأجّجُ الصّراعاتُ في  داخلكِ وتفقدينَ السّيطرةَ على أفكاركِ الموحشة. كفاكِ تعاليًا على الشّدائدِ رُغمَ أنّكِ تعتلينَ عرشَ كليوبترا عندما تكابرين.

  3
  7
 1
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
Maher
26 نوفمبر
هل تعلمين لم عروس بيروت مغمضة؟ لأنها إن فتحت عينيها حكت كل ذلك... لا شك أن انعكاس ضوء الليل كان منصت لحديث المقلتين لحديث مابهما... ولاشك أنه منصت رائع...
  0
  1