02 يوليو . 3 دقائق قراءة . 711
هذا المقال من نوعية المقالات البالغة الأهمية لدي- فهو يعالج مسألة حقيقية وخطيرة، فمن منا لا ينتابه الاعتياد ، بل دعني أكون أدق وأقول من منا يغادره الاعتياد أصلاً، فالتعود و الاعتياد خصوصا في ظل ما نعيشه من أحداث و مصائب بصورة يومية، ضغطت على أعصاب البعض منا، فأصبح هذا البعض معتادا على ما يحدث من مصائب، حتى أصيب بنوع من عدم الاكتراث لما يحدث، بل إن البعض منا أصيب بحيرةٍ حتى التبست عليه الأمور، فبات لا يعلم أعلى الحق هو أم على الباطل.
كلنا نعلم لا شك، أن كل شيء في حياتنا هو ثمرة الاعتياد (الكذب،الصدق ،الاستهتار،الظلم ،الإنصاف،الانحياز،الموضوعية،الفوضى ،الكسل . )
ان نتعود و نعتاد يعني ان نفقد حماسنا و شغفنا ، يعني أن تُسلب دافعيتك و قدرتك على الفعل ، فتفقد الاشياء بريقها و حضورها فنصبح كالروبوتات السائرة و كالكميرات الراصدة غير مبالين ، نراقب و ننفذ بلا رأي او ذائقة فنألف كل ما يحيط بنا و نعتاد على كل ما يحدث حولنا دون ان يحرك فينا ساكنا .
فالتعود لا بد أن يحصل صحيح و ذلك لأن الإنسان بطبيعة تكوينه يتبرمج و يتعود و لكن اما آن الأوان أن ننتفض ؟اما آن الأوان للرؤية أن تتضح و للعقل أن يفهم خطورة التعود على القوالب التي تم الاعتياد عليها فهل اصاب الشلل حواسنا و تعطلت قدراتنا على فهم ما يجري حولنا؟؟
لقد اعتدنا مشاهد الذل و القهر و الحرمان دون أدنى إحساس بالتأثر ؟
أصبحنا نرى الكوارث دون أن نتحرك أو أن يرف لنا جفن و إنما نكتفي فقط بالتنظير و اللامبالاة أو تقاذف الاتهامات فقط....
اصبحنا نسمع اصوات الناس المظلومة دون اكتراث او أي ردّة فعل ،حتى أصبح الظلم و الذل لا يصدم إنما هو أمرٌ اعتيادي.
هل اعتدنا على كل انواع المصائب حتى تألفنا معها و تأقلمنا مع تقلباتها ؟؟؟
فأصبح عالمنا عالم جاف ،بلا مشاعر ،فاقد الاحساس ،عالم بارد كل شيء فيه عادي و مكرر ...
بتوالي المصائب و تكرارها تم تشويه الجزء الاكثر فاعلية في انسانيتنا حتى اصبحنا كالدمى، نعيش دون أن نشعر بطعم الحياة .
ففقدنا البوصلة، وتغيرت سلوكياتنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين، فمن سيقف إذاً ضد تفاقم هذا الوضع؟ هل من سبيل لاسترجاع حِسنا الانساني ؟
فالرضوخ للاعتياد ذلك القاتل الصامت لروح المبادرة يمسخ شخصية الإنسان يفسدها ويمزقها، فلا تستطيع أن تعتمد عليه بعدها في أي شأن يتطلب همة عالية،لانه يقتل بداخله الرغبة في التحرك للقيام بأي تغيير..
و اخيرا ،لا تسمح للاعتياد و التعود ان يطفىء فيك روح التغيير و المبادرة ،و خذ خطوات إيجابية تجعل غدك و حياتك أفضل .
ابتسام عطاالله الرمحين