قراءة نقدية في تجربة الفنان التشكيلي العربي اللبناني حسين ماضي

Aboud Salman

15 سبتمبر  .   5 دقائق قراءة  .    1280

 
ينتهج الفنان التشكيلي اللبناني ( حسين ماضي ) الأسلوب ألابتكاري في اغلب أعماله . ويبتهج به بروح مقومات الإبداع . حيث تستمد أعماله من مخزون التجارب الخبراتية في عوالم الفنان الذي يمتلك الجرأة الكافية . بروح الانفعال الجمالي الداخلي . في رسم لوحاته . أو تشكيل أعماله الفنية بروحية فن النحت . أو المجسمات . ذات الامتداد الطبيعي . لتاريخ ثورات الفن في القرن العشرين . واتبعها من محاكاة للواقع الجمالي . في عمق روح الواقعية للفن الذي انتهج به . حياته . في لغة تواصلية مع الآخر. حينما ينسحب هذا على كامل مناحي مسيرته الفنية . الطويلة . في واقع جماليات الحركة الفنية التشكيلية اللبنانية المعاصرة . وهو من ابرز مبدعيها المجليين . لمحزون امتدادها الإبداعي والحركي . في محتوى تمثيلها لجماليات الحديثة . ولان صور إبداعه التكراري . اللافت للاهتمام . في عين المتلقي والمشاهد . والمتابع . تأتي مشروعية الانتماء البيئي للفنان . من خلال بحثه الجمالي . المتدرجة سريعا . وبطيئا . في أنساقه التكرارية . عازم على سبر أغوار نفسه . التواقة إلى كل ما هو معادل . وعابق بما هو روحاني . وشرقي . طالع من وحي قيمه الفكرية . والجمالية . والشكلية . حيث التعبير المباشر . عن الإنسان . المرأة في شتى حالاتها . ( المستلقية والنائمة والراقصة . وغيرها ) والحصان . والثور . والطيور. والديك . والحمام . والأسماك . والزهور . والفواكه . ونباتات الزينة . والطبيعة الصامتة . والبحر . واشتقاقات كل ألوانه الصريحة . مابين الأزرق والأصفر والأسود والأحمر والبرتقالي . وكل إبعادها الجمالية . في ملوناته التي يريد منها التعبير . بخط قوي . وألوان ذات بني درامية . منفعلة بذات الفنان المتمرد على وكامن بطولاته التشكيلية . كي يأخذ من محددات غرافيك رسوماته الملونة . صفحات مشرقة . يريدها إن تكون صورة أجمل . في تعبيرها . كي تتغنى بأمجاد ماضوية . أساسها اللحظة الراهنة . مستفيدا من بيكاسويته الشرقية . وتكعيباته القيمية . حيث يحاول تقديم . كامل إبعادها . وسماتها التشكيلية . والفكرية . مستفيدا . من أنموذج صياغاته الجمالية . المفرطة . في تكرار وحداته الزخرفية . المعاصرة . عندما يخضع الكائنات الحية . إلى تمائم زخرفيه . تصويرية . بحس تجريدي عالي الإيقاعات والرؤى . والجماليات . ناهلا من روح الإحساس الانفعالي الشرقي . في تجريديات الشرق . الطالع من بيئة الفنان . من داخل تراب وطنه . ومعتقداته الفكرية والاجتماعية . حيث تشغله روح الجمال . والمحاكاة بتوشيحات ألوانه المتنافرة . المتجانسة . مابين ملوناته لعناصر الموضوع الواحد . الذي يسكنه مرات عديدة . لأيام كثيرة . ولسنوات بحثه الجمالي والتشكيلي . في جمالية مرئيات البصرية . ذات الأبعاد الفكرية . والخطية . المتآلفة بمكونات روح الخط العربي . وامتداداته الغرافيكية . التي تمثل به حالة متطورة . مازالت تحفر في صياغة أعماله . الفرادة والبصمة العميقة . في مجال تشكيليه الإبداعي . في فن المجسم الفني المركب . أو عبر لوحته المشغولة بخامات فن التصوير التشكيلي . حيث يمعن النظر بمناخاته التجريدية . التي يستلهمها من أسرار الفن الإسلامي أو الايقوني الشرقي . بروحية تقنية الغرب . كاشف عن جماليات صوفية الأبعاد . المتنوعة الصياغات الشكلية . لملوناتها البديعة . وهو الذي استفاد من ألق الشرق . ومؤثراته الحافلة بالمرئيات البصرية . الممتعة . والمدركات الحسية والفلسفية . حيث تتجسد خصوصيته المتجلية . في الخط المرسوم . وألوانه ذات التشكيلات الجمالية . المستمدة من خطوط وتكوينات أنماطه الجمالية . ذات الإيحاءات الارابيسكية المتداعية . وفق نظم هندسية . متوازنة . في رؤى تشكيلية جادة . وتجريبية تأخذ من ملوناتها . ثمرة اتساعها الطبيعي . على سياقاتها التجريدية . التعبيرية الإنسانية . حيث مجالات توظيفه لملوناته ومعالجتها التقنية . تمثل ادراكات ذهنية في أبعاد صوفية لماهية الشكل والمضمون . وخاصة عندما توغل عميقا بنحت ورسم وكتابة لفظة الجلالة ( الله ) واستند بجماليات الحرف العربي والمعنى وقدسيته . كمجال حيوي في أسلوبيته . ذات المؤشرات المطلقة . في كل من لوحاته وتشكيلاته . ومساحاته . في فضاءاته المليئة بالإبداع والمكونات البصرية . الإيحائية . ذات التناقضات اللونية والتشكيلية . لفنان منغمس بالفن والحياة . والحب والخط واللون . والجنون . الى درجة كبرى . متمتما عوالمه هذه كلها بفكرته اسلوبية الفن حياة . والحياة فن . ومابينهما خطوات واثقة نحو التأسيس لمشروعيته كفنان تشكيلي شرقي الملامح والرؤى والانتماء . في محاولة تأسيس مناخات تحولاته الابداعية . نحو روح الخصوصية . التي يريدها شرقية الهوى والزمان والمكان والهموم . غريبة التقنيات والملونات والخامات . التي تشكل عالمه الخاص به . المفعم بالمشعات البصرية . ذات المرونة . والطواعية . وبخبرته الطويلة وممارسته المستمرة . تأتي ذاكرة الفنان التشكيلي اللبناني ( حسين ماضي ) بسجل حامل لفنان مبدع مجرب . لايرحم الوقت لصالح كسل اللحظات . بل يفجر طاقاته لصالح ابداعاته . في حلول جمالية . تطبيقية . تاخذ من ملوناته الظل والنور. والاشعاع الذي يشعرك برمزية عناصره المحورة باسلوب ابداعي . ومضمون عمله التشكيلي . لهذا يحدث في مناخاته ذات المضمون البصري . بأذابة الفاصل الذاتي مابين ذاته ومضمونها لذاته . عندها يسعى الفنان الى كيميائية تشكيلية الكون . والانسان . وعي علامات فارقة من موحيات العلامات الجمالية . في الفنون العربية الشرقية . الاسلامية . التي تسكن اعماله بنغمات وعلامات واختزالات ذات ابعاد بصرية . لها كامل الحضور والمفردة الشعبية . التي تساهم باسلوبها المعاصر. في عمارة عالمه الفني التشكيلي الجمالي . في روح توظيفه للاشكال الجمالية . والانسانية . والمفردات الاخرى. كالدائرة والمثلث والاشكال الهلامية . والمربعات وغيرها . من مفردات نصه التشكيلي . في اشكاله المتحركة . مع المفردة الشعبية . مع الحكاية . كالحصان العربي . او المرأة في أنوثتها . والطائر . ونحو ذلك . وهو الذي يعيد صياغتهم برؤية معاصرة . وفي طرح فكري وشكلي جديد . بعيد عن روح المحاكاة الصرفة . حسين ماضي معروف باسلوبيته في الساحة التشكيلية اللبنانية والعربية . والعالمية . وهو نمطي الاطروحات التشكيلية . يعتمد على المفردة الشعبية . بروح الحداثة و المعاصرة . وبرؤية واقعية تجريدية مبسطة . من حيث البناء الشكلي . والمفردة المشكلة للعمل الفني والابداعي . في عالمه وجمالياته . وعناصر دلالاته لمحور بحثه الفني . حيث يداعب ذاكرة جماليات ذاكرته المليئة بالذكريات والمعاني الدفينة . في روح الكائنات المصورة بابداعه . ليسقط عليها مضامينها الايحائية . التي تشغل الفراغ والشكل . او التكوين . مع توزعات الخطوط المحددة الدائرية والمملؤة بروحانية الزخرفة ذات البعد الشكلي الحر. المنفلت بتعامل الفنان باحاسيسه . حيث تتوزع الألوان الباردة وسط الالوان الحارة . لتضفي شجونها بحس أبداعي . وتكوين زخرفي معاصر . وحر . وهو الذي رسم روح الرؤية والانتماء . ودخل في انسانيات مكونات الإنسان العربي الطبقية والثقافية . ليقدم في زمن الجفاف الروحي والفكري . مسعى هوية الفن في رؤى شمولية جسدتها واقع الفنون الجميلة. في عوالم تجربته الفنية الغنية . التي أرادها إن تكون خارج زمن انهدام الإنسان وانفصاله عن آدمياته وحلمه وخبزه اليومي . كي يعيد ترتيب إنسانيته المفقودة . في لحظة صراع لكوامن الظواهر . على أساس حرية الفنان . في صوره الأولى . وفق إطارات زمانه ومقدراته الزمانية والمكانية . كاشف في الكشف والتواصل . كل روح الامتلاء السيكولوجي والاجتماعي . والسياسي المرمز في كوامن أعماله . حيث لا فائدة من الصراخ الإبداعي . ان لم تكن حرية الإنسان . حقل حقول الفن . في روح الصباحات الباكرة .

قراءة / عبود سلمان / كندا

 
   
  1
  1
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال